أخطاء إذا ارتكبتها حكمت على حياتك بالانهيار

تنمية بشرية  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/11/16
أخطاء إذا ارتكبتها حكمت على حياتك بالانهيار

منذ ولادتنا وحتى اللحظة التي نغادر فيها هذه الحياة، فإنّنا نقضيها ونحن نسير في خطوط متعرجة ومنعطفات كثيرة، وكل منعطف لا نعرف نهايته وإن كان سيودي بنا إلى الهاوية أم إلى كوكب الأحلام الذي نسعى له، فمن مدرسة إلى أخرى ومن مرحلة دراسية إلى مرحلة أعلى منها إلى اللحظة التاريخية التي ندخل فيها إلى الجامعة … إلى حفل التخرج، ثم كوكب الزواج الذي نسافر إليه وقد يعتبره البعض الرحلة الأهم في حياته … ثم التنقل من مؤسسة إلى شركة ومن عمل إلى فترة عطالة …


وبين مرحلة وأخرى … ومن عمل إلى آخر يظل يؤرقنا سؤال واحد: ماذا بعد؟؟ … هل أنا على الطريق الصحيح؟ … إلى أين ستنتهي بي الأمور! … وهي أسئلة طبيعية ومنطقية جدًا ولو لم تسألها لنفسك كل فترة فهذا يعني أنّك شخص غير طبيعي ويجب عليك أن تعيد النظر في حياتك، فهي إمّا تسير بشكل مثالي دون أن تعترضك أي عقبات وكل شيء يحصل كما تخطط له بالضبط … وهذا شبه مستحيل في هذه الحياة التي لا نملك كل خيوطها بأيدينا، أو أنّك تسير على خطط شخص آخر غيرك دون أن يكون لك شخصيتك الخاصة أو طريقك الخاص …


وفي النهاية قبل دخولك في أي مرحلة سواءٌ كانت الجامعة وأصدقاء جدد تلتقي بهم وأجواء مختلفة عن المدرسة، أو شركة جديدة تضم خليطًا من الأشخاص بأفكار وانتماءات وحتى عقائد متنوعة، فإنّ هناك مجموعة من الأخطاء التي يجب عليك أن تتجنبها كي لا تحكم على هذه المرحلة بالفشل قبل بدايتها … ولن يكون أحد خاسرًا إلّا أنت …


1- ليس لديك قواعد ثابتة في حياتك


معتقداتنا الخاصة أمر ثمين جدًا بالنسبة لنا، ولكن هذا الصندوق الأسود الذي نحمله في داخلنا، والذي يحمل هذه المعتقدات لا يجب أن نرمي به أي فكرة نصادفها، وبالمقابل هو أمر ضروري لاستقرارنا النفسي، فلا يجب أن نرفض أي فكرة جديدة نقابلها، وأيضًا مبدأ (أنا أشك إذًا أنا موجود) ليس بالأمر المريح نفسيًا دائمًا.


نعيش في بيئات منفتحة للغاية وتكثر الأفكار وتطرح دون حساب وتدقيق، فهل من المعقول أن نسمح لكل فكرة قرأناها أو سمعناها أن تأخذ حيزًا من تفكيرنا وجهدنا العقلي! … هذا غير ممكن، وبمعنى آخر نحن بحاجة إلى قاعدة من الثوابت التي مهما سمعنا مايناقضها، فإنّه لن تهتز لنا شعرة.


هذه القاعدة والمعتقدات لا تأتي من فراغ بل تتكوّن نتيجة تفكير وتعلم وبحث وتربية وبيئة اجتماعية، والكثير من التجارب الحياتية التي نمر بها، فهي ليست قائمة مشتريات نكتبها ونقفل عليها في صندوق المعتقدات؛ لأنّها إن جاءت بهذه الطريقة فإنّ أي كلمة أو فكرة قد تهزها …


2 – أنا على حق … ويجب أن أقنع الجميع بما أراه صحيحًا


صندوق المعتقدات لغم خطير … كل المصائب التي نعيشها بسبب رغبتنا في تغيير محتويات صناديق الآخرين، وجعل معتقداتهم تتطابق مع معتقداتنا … فليس عليك أن تخوض في هذه الحوارات مالم يطلب منك أن تقول رأيك بها، ورأيك يعني ماتعتقده وليس عليك أن تلزم أحدًا به … يمكنك أن تذكر أسبابك التي أوصلتك له، لكن المواجهة العنيفة يعني أنّه سينفجر في وجهك في يوم ما … أنت ترى كل هذه الانفجارات التي نعيشها … وأظن أنّك تعرف السبب الآن.


3 – كلُّ أصابعك متشابهة


كلا … أصابعك ليست متشابهةً أبدًا … رغم التكرار الممل لهذا المثل فإنّ معناه هو الأكثر صحةً من الأمثال التي نعرفها … لا بد أنّك سمعت الكثير من الأخبار عن الكلية قبل الدخول إليها بأنّها صعبة والمدرسون فيها مرتشون ولا ينجح إلّا كل طويل عمر … أو أنّ الشركة الفلانية لا توظف دون معرفة أحد داخلها ولا تأخذ الكفاءة بعين الاعتبار، أو أنّ المدير شخص عصبي دائمًا لا يستمع للموظفين … وطبعًا هذه أحد المغالطات المنطقية المعروفة بالتعميم، فلا بد أن هناك أستاذًا في تلك الجامعة لا يرتشي وبالتأكيد يوجد موظف واحد على الأقل استمر وأثبت نفسه من خلال عمله وكفاءته العالية … ولا يمكن أن يكون ذاك المدير في حالة انفعال عصبي طوال الوقت، وإلّا فإنّه سيتوفى بسبب أزمة قلبية سريعًا جدًا …


وعند توسيع هذه الدائرة قليلًا فيمكن أن نقول ليس كل المسلمين إرهابيين، وليس جميع الأفارقة هم أشخاصٌ جهلة يرتدون الريش ويرقصون حول النار! … بالتأكيد ليس كل أمريكي هو متعلم ووسيم ولبق … وليس كل زنجي أسود هو فرد من عصابة مخدرات كما تصور لنا الأفلام … إلى آخره من التعميمات التي تبثها لنا وسائل الإعلام كل يوم وكل لحظة من خلال البرامج والمسلسلات والأفلام.


4 – يمكنك أن تسير معهم مغمض العينين


بالتأكيد هذا سيودي بك إلى الهاوية في النهاية، افتح عينيك جيدًا وشغّل عقلك على أقصى طاقاته، وضع هدفك من كل مرحلة كي لا تحيد عنه … ثم توكل على الله وادخل فيها … وراجع النقطتين الأوليتين قبل البدء.


5 – كن إيجابيًا ومتحمسًا دائمًا


هذا ليس صحيحًا دائمًا فالحماس الزائد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء كثيرة، فهو يمنعك من حسن التخطيط والتفكير في كل خطوة تقدم عليها، ويعميك عن العواقب التي قد تتعرض لها، والتي يمكن تجاوزها بسهولة حين تعرفها في وقت مناسب.


طريق الحياة مثل السير على حبل مرتفع للغاية والتوازن ليس من السهل أن تصل له … لكن ببعض الجهد والمحاولات الفاشلة التي تتعلم منها، ثم المحاولات الناجحة يمكن أن تصل لهذه المرحلة، وفي حال ارتكبت بعضًا من الأخطاء التي ذكرناها فربما حان الوقت كي تتعلم منها.