قصة يوسف في السجن

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:١٢ ، ٣١ مايو ٢٠١٨
قصة يوسف في السجن

يوسف عليه السلام

هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وووُصف يوسف بالعفّة، والطّهارة، والنّقاء، والسير على الطريق القويم، وقدرته على تحمّل الصعاب، وأثنى عليه الله -تعالى- في القرآن الكريم بصفاته الحسنة، وأثنى عليه أيضاً الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وتجدر الإشارة إلى أنّ يوسف -عليه السلام- ذُكر في القرآن الكريم ستٍ وعشرين مرّة، وكان أغلبها في سورة يوسف، حيث ذُكر أربعٍ وعشرين مرّة فيها، ومرّة في سورة الأنعام، والمرّة الأخيرة في سورة غافر، وإنّ يوسف -عليه السلام- من أشهر الأنبياء -عليهم السلام- الذين أُرسلوا إلى بني اسرائيل، ومن الجدير بالذكر أنّ قصة يوسف -عليه السلام- ذكرها الله -تعالى- بأدقّ التفاصيل والأحداث في السورة التي سمّيت باسمه في القرآن الكريم، حيث ذكر الله -تعالى- فيها ابتلاء يوسف -عليه السلام- مع إخوته، ومع امرأة العزيز، وقصة دخوله إلى السجن وما حصل معه فيه، ثمّ ذكر الله -تعالى- تفسير يوسف -عليه السلام- لرؤيا الملك، واستلامه أرض مصر، وعودة إخوته إلى مصر، وسجودهم ليوسف -عليه السلام- تحيةً وتعظيماً له، فما هي قصة يوسف -عليه السلام- في السجن، وما أهم الأحداث التي حصلت معه في السجن؟[1]

كان دخول يوسف -عليه السلام- إلى السجن ظلماً وبهتاناً وزرواً؛ ولكنّ الله -تعالى- أراد أن يُبعده عن الفتنة بخروجه من بيت العزيز وإبعاده عن امرأة العزيز، وعندما دخل يوسف -عليه السلام- إلى السجن دخل معه فتيان من خدم العزيز؛ حيث كانت التهمة الموجهة لهما المؤامرة على الملك، فرأى كلٌّ منهما رؤيا في منامه، وفسّرهما يوسف -عليه السلام- بما علّمه إيّاه الله تعالى، فسُرّ الفتيان من يوسف عليه السلام، ومن أخلاقه العالية الكريمة، ووصفوه بالإحسان، فأخبرهما بأنّه ترك الكفر والشرك ولم يتّبع ملّة آبائه من قبل، وأنّ كلّ ذلك من فضل الله -تعالى- عليه، وإحسانه وكرمه، ودعا الفتيان إلى الله -عزّ وجلّ- بعد أن بيّن لهما أنّ فضل الله -تعالى- عليه عظيم جداً، وكان تفسير الرؤى التي رآها الفتيان أنّ أحدهما سيخرج من السجن ويصبح قريباً من الملك، حيث أصبح ساقي الخمر الخاص بالملك، وأنّ الآخر سيقتل ثمّ يصلب، وقال يوسف -عليه السلام- للذي سيصبح قريباً من الملك أن يذكره أمام الملك بالخير، فنسيَ الفتى ذلك، حتى رأى الملك رؤيا جاء فيها أنّ سبع بقرات نحيفات يأكلن سبع بقرات سمينات، ورأى أيضاً سبع سنابل خضراء وسبع سنابل يابسات، وطلب من قومه أن يفسّروا ذلك، وكان تفسيرهم أنّ ذلك أضغاث أحلام.[2]ثمّ ذكر ساقي الملك يوسف عليه السلام، فجاؤوا به إلى الملك، وفسّر حلمه؛ بأنّ الخير والخصب والمطر سيصيبهم مدّة سبع سنين متواليات؛ حيث فسّر البقر بالسنين؛ لأنّ البقر تثير الأرض المليئة بالزرع والثمار؛ أي السنابل الخضراء، وأرشدهم إلى ادّخار ما يحصدوه في السبع سنوات، واستهلاك حاجتهم منه فقط مع عدم الإسراف، وذلك للاستفادة من الحصاد الذي تمّ ادّخاره للسنوات العجاف الشديدة الجدباء التي وُصفت في الآيات بالبقرات العجاف، ثمّ أخبرهم يوسف -عليه السلام- بأنّ بعد ذلك يُصيبهم الخير والغيث، ويحصل الناس على ما كانوا يحصلوا عليه في العادة من الزيت، والسكر، واللبن، وغير ذلك من النّعم والرزق.[3]عندما سمع الملك تفسير يوسف -عليه السلام- للرؤيا التي رآها سُرّ سروراً عظيماً وأراد أن يُخرجه من السجن؛ ولكنّ يوسف -عليه السلام- رفض ذلك حتى تتبيّن براءته التامّة من الاتهام الذي نُسب إليه، والظلم الذي أصابه، وقالت امرأة العزيز بأنّها فعلت ذلك ليعلم زوجها بأنّها لم تُفسد فراشه وأنّ الذي حصل منها المراودة فقط، وبعد ذلك سمع الملك من يوسف -عليه السلام- وعَرف منه الذكاء، والحِنكة، والثقة، فكلّفه بوزارة مال الدولة، والتصرّف في أرض مصر كيفما يشاء، وبذلك على شأن يوسف -عليه السلام- وأصبح وزيراً للمال.[2]

عبر وعِظات من قصة يوسف

زخرت قصة يوسف -عليه السلام- بالعِبر والعظات التي تنفع المسلم في تدبير شؤون حياته، وفيما يأتي بيان بعضها:[4]

  • يجب على المسلم أن يخطّط ويرّتب الأمور ويأخذ بالأسباب، لأي فكرةٍ، أو هدفٍ، أو أمرٍ يريد تحقيقه، بدراسته دراسة شاملة لكلّ الجوانب والمراحل التي سيمرّ بها، والعواقب والنتائج المترتبة عليه.

  • يجب على الداعية أن يتحلّى بالصبر، والتحمّل، والأخلاق الرفيعة، فقد كان يوسف -عليه السلام- مثالاً يُحتذى في ذلك.

  • يجب على الوالدين عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة؛ حتى لا يبغض بعضهم البعض.

  • أمر الإسلام بمعاملة الخدم معاملةً حسنةً؛ حيث أمر العزيز امرأته أن تعامل يوسف -عليه السلام- عندما اشتراه بإحسانٍ وطيبةٍ؛ ليردّ إليهما الإحسان عندما يكبر.

  • يجب على المسلم أن يكون مُخلصاً في العبادات، والطاعات، والأعمال الحسنة لله تعالى؛ حتى يجعله الله -تعالى- من المخلَصين، كما أنّ العبد ليس له ملجأ إلّا الله تعالى، فعليه أن يوكّل جميع أموره إليه.

  • يجب على المسلم أن يذلّ، ويخضع، ويتواضع لله تعالى؛ فذلك من صفات الصالحين السابقين.

  • إنّ ما يصيب المسلم من الخير، والعطاء، والأمور الحسنة من الله تعالى؛ حيث إنّ الله -تعالى- هو مَن أخرج يوسف -عليه السلام- من السجن، ثمّ آتاه وزارة المال، وعلّمه أيضاً تأويل الأحاديث، كما أنّ الشكوى لا تكون إلّا لله تعالى؛ فهو القادر على تغيير الأحوال وتفريج الكروب.

المراجع