العقيدة الإسلامية تعد علماً شاملاً كاملاً مما جعلها تحتل مكانة عظيمة بين العلوم بل إنها تعد العلم الأهم على الإطلاق، وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على عباده جميعهم التفقه بها وبجميع أحكامها فقد كانت أول ما علمه الله جل وعلا لرسوله الحبيب ومنها تندرج وتنبثق باقي العلوم الأخرى، ولكي يتمكن المسلم من فهم وإدراك معنى العقيدة وعلمها لابد أن يتعلم أولاً أركان الإيمان.قال تعالى في كتابه الكريم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) البقرة :143، وقد ورد معنى الإيمان في تلك الآية الكريمة بالصلاة وهي ثاني أركان الإسلام ولا قيام لإيمان العبد إلا بها.
الإيمان بالله تعالى ستة أركان وهو المقصود به العقيدة تلك الأركان الستة هي الإيمان بالله، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب السماويّة، الإيمان بالرّسل، الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشرّه، والتي تعد من الأعمال القلبيّة حيث إن موضعها القلب، أي من باطن الإنسان وبذلك فإنها تختلف عن أركان الإسلام وهي (شهادة أن لا إله إلا الله، إقامة الصلاة، إيتاء الصلاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا).وقد وردت أركان الإسلام في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)، وبذلك فإن أركان الإسلام تشمل الأعمال الظاهرية التي تتضمن كلاً مما يكمن في القلب من إيمان وما يظهر للغير من عبادات.[1]
مفهوم الإيمان بالله
الإيمان بالله تعالى هو أول أركان الإيمان وأعظمها حيث أمر الله جل وعلا خلقه بالإيمان به وعبادته وتوحيده حق العبادة والانتهاء عن الشرك به أو الاعتقاد والإيمان بغيره، كما بين لنا سبحانه أن الإيمان الصحيح هو سبيل الفلاح والنجاح ولمن يتركه فهو الخاسر في الدنيا والآخرة وهو ما قال به الله سبحانه (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 256.موضع الإيمان بالله هو القلب وحقيقته تبدو من الأفعال والأقوال التي يقوم بها العبد، وفيما يتعلق بمفهوم الإيمان فإنه ينقسم إلى أربعة مفاهيم ينبغي على العباد الإيمان بها جميعها لكي يتحقق إيمانه ويصبح قوياً راسخاً، تلك المفاهيم هي:
كيف يتحقق الإيمان بالله
يمكن التعرف على كيفية الإيمان بالله من خلال فهم أركانه واتباعها وأولها الإيمان بالله جل وعلا والتي تكون حقيقته باليقين أن الله هو رب كل شيء وخالقه ومليكه ، وحده المستحق أن ينفرد بالعبادة وحده المتصف بصفات التنزه والكمال المنزه عن أي نقص، ولكي يكون الإيمان راسخاً قوياً ثابتاً هناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك والتي تعين العبد على زيادة إيمانه، أهمها الآتي:
أهمية الإيمان بالله
هناك الكثير من الآثار التي تترتب على قوة الإيمان بالله وله العديد من الثمار التي تشمل كافة النواحي في حياة العبد سواء بالدنيا أو الآخرة والتي تعود عليه بالخير والنفع، نذكر من تلك الفوائد التالي:[3]
المراجع
- 1 - أركان الإيمان وشعب الإيمان .
- 2 - تجديد الإيمان في القلوب .
- 3 - آثار الإيمان في حياة المسلم .