مدينة رام الله

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٧:٠١ ، ٢٩ مايو ٢٠١٧
مدينة رام الله

مدينة رام الله (بالإنجليزيّة: Ramallah) هي مدينةٌ فلسطينيةّ عريقة تقع في قلب دولة فلسطين التاريخية، وتُعدّ العاصمة الإدارية المُؤقّتة للسُّلطة الفلسطينية، إلى جانب كونها مركز محافظة رام الله والبيرة، ويقع فيها مقرّ المُقاطعة، بالإضافة إلى أغلبيّة وزارات السُّلطة الفلسطينية ومَكاتبها، والمقرّ العام للشرطة والأمن، ومَبنى المجلس التشريعي.[1] في عام 2016م، أظهرت التقديرات أنَّ التعداد السكاني لمحافظة رام الله والبيرة وصل إلى 357,968 نسمة،[2] بينما تبلغ مساحة أراضي رام الله 14.706 دونمات.[3]

من أبرز ما تتميّز به مدينة رام الله عن نظيراتها من المدن الفلسطينية هو النشاط الثقافي المستمرّ؛ حيث تُقام على أرض المدينة الكثير من الندوات الثقافية، والمهرجانات، والمعارض، ويرجع ذلك لأسباب عدّة أهمّها: وجود عدد من المؤسّسات الناشطة في المدينة، من أبرزها: وزارة الثقافة وبلديّة رام الله، إلى جانب امتلاك المدينة خلفيّةً ثقافيّةً واجتماعيّةً متنوّعة، ومساحة كبيرة من الحُريّة التي تُساهم في جذبِ الشّخصيات الثقافيّة في العديد من المَجالات.[1]

تسمية رام الله

يَعود سبب تسمية رام الله بهذا الاسم إلى أصول كنعانيّة؛ حيث تعني كلمة "رام" الأراضي المُرتفعة، وأضاف إليها العرب كلمة "الله" فأصبح اسمها رام الله، وعُرفَت المدينة بهذا الاسم في العَهد الصليبي، أمّا تاريخياً فقد ثَبتَ أنَّ قبيلة عربيّة سكنت في قرية أو غابة حرجيّة في أواخر القرن الـ 16 وأطلقت على هذه القرية اسم رام الله. تضارَبت الروايات التاريخية حول تسمية المدينة، حيث يدّعي البعض أنَّ المدينة ذُكِرَت في التوراة باسم "أرتا يم صوفيم" أو "جلبات إيلوهم" وذلك حسب المُؤرخ يوسيفوش باسم فكولا، لكن هذه الروايات لم تثبُت صحّتها.[4]

جغرافيّة رام الله

الموقع


تقع مدينة رام الله في وسط السلسلة الجبلية الوسطى لفلسطين ضمن سلسلة جبال القدس، تَحديداً على الخطّ المائي الفاصل بين السهل الساحلي الفلسطيني وغور الأردن، وهي بذلك تتوسّط المنطقتين، وتَرتفع المَدينة عن مستوى سطح البحر بين 830-880 متراً، وتتميّز مدينة رام الله بموقع متُوسِّط في قلب دولة فلسطين؛ فهي تبعُد مسافة 164 كم عن أقصى نُقطة من شمال فلسطين، ومسافة 25 كم عن أقصى نُقطة في جنوب فلسطين، وتبُعد مسافة 52 كم عن البحر الميت، ومسافة 67 كم عن البحر الأبيض المتوسط، أمّا بالنّسبة للمُدن الفلسطينية فتبعُد رام الله عن الخليل 82 كم شمالاً، وعن نابلس 36 كم جنوباً، وعن جنين 63 كم جنوباً، وعن حيفا 105 كم جنوب شرق، وعن غزة 82 كم شمال شرق، وعن يافا 45 كم شرقاً.[1][4] فلكياً، تمتد إحداثيات المدينة بين خط طول ′54°31 شمالاً، وخط عرض ′12°35 شرقاً.[5]

المُناخ


تتمتّع رام الله بمُناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يُوصَف باعتداله وأنَّه مُناخ شبهَ رطب، ويَلعبُ موقع المدينة المُرتفِع وقربها من البحر سبباً في جعل مُناخها لطيفاً مُعتدلاً. صيفاً، يبلُغ متوسّط درجة الحرارة 22 درجة مئوية، وتبلُغُ نسبة الرطوبة في الجوّ 55%، أمّا في فصل الشتاء فيَصل متوسّط دَرجات الحرارة إلى 8.5 درجة مئوية، وتتعرّض المَدينة لهبوبِ كُتلٍ باردة تأتي من الشمال، أمّا درجة الحرارة خلال السنة فيصلُ متوسّطها إلى 16 درجة مئوية. سنوياً، يصل مُعدّل الهطول المطري إلى 600 ملم، لكنّ هذا التساقَط غير مُنتظِم ويُعدّ قليلاً، حيث لا تتجاوز الأيّام التي تَتساقط فيها الأمطارُ 90 يوماً خلال السنة.[3]

تاريخ رام الله

يعود تاريخ رام الله إلى العصور الوسطى حين أُعطِيَ الاسم لها، لكنّها كانت خربة تقع ضمن أراضي مدينة البيرة، التي كانت تتمتّع بتاريخ عريق وذُكِرَت في العهد الروماني، واستمرّت الحال كما هي عليها أثناء الفتح العربي الإسلامي، إلا أنَّ المدينة بدأت بالنموّ تدريجياً، وأثناء الحملات الصليبية كانت مدينة رام الله مستعمرةً زراعيّةً صغيرة وأطلقَ عليها الصليبيّون اسم Ramalie.[4]

يعود تاريخ تأسيس مدينة رام الله الحديثة حسب الروايات الشعبية إلى عشيرة الحدادين؛ حيث نشب خلاف بين قبائل الكرك، تحديداً بين عميد عشيرة الحدادين الكركية المسيحيّة راشد الحدادين وشيخ قبيلة بني عمر التي كانت تُسيطر على الكرك بسبب رفض العميد تزويج ابنته لابن القبيلة المُسلم، فترك العميد الكرك خِفية ولجأ إلى البيرة بدايةً، ثمَّ اشترى خربة رام الله من أصحابها الغزاونة لِما كانت تحتويه من حطب وأحراش ضروريّة لمهنة الحدادة التي كان يُمارسها، وتعمّرَت القرية بعد ذلك على يد عشيرة الحدادين التي يُنسَب إليها أغلبيّة سكان رام الله حالياً.[4]

خضعت المدينة للحكم العُثماني منذ القرن السادس عشر ثمَّ في بداية القرن العشرين ونتيجة الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية لجأَ العديد من الفلسطينيّين من المدن والقُرى المُجاوِرة إلى مدينتي رام الله والبيرة، ممّا زاد تعدادها السُّكاني بشكل كبير جداً،[4] وبين عامي 1948-1967م خضعت المدينة للحُكم الأردني، وبعد النكسة وقعت تحت الحُكم الإسرائيلي لمدة 27 عاماً، وعانت من الإهمال الكبير حتى عام 1994م عندما نُقِلَ حكم السلطة الوطنيّة الفلسطينية إلى المدينة بعد توقيع اتفاقية أوسلو في عام 1993م التي أُعلِنَ بموجِبها أنّها أرض ألف، أي تخضَع لحُكم شبه كامل من قِبَل السُّلطة الفلسطينية، فأصبحت بذلك المقرّ المُؤقت للسُّلطة الفلسطينية.[6]

معالم رام الله

تمتلك مدينة رام الله العَديد من المعالم التاريخيّة والسياحيّة العريقة، من أبرزها:[7]

  • البلدة القديمة: تضُمّ البلدة القديمة آثاراً عديدة تعود لعددٍ من الحَضارات والعصور التي مرّت على المدينة مثل الإفرنجية، والأيوبية، والعثمانية، وتبلُغ مساحتها 175 دونماً، وقد أُطلِقَت عليها العديد من الأسماء مثل: حي صلاة حنة، وخربة رام الله، وتضُمّ البلدة القديمة عدداً من الآثار، من أبرزها:
    • مقام إبراهيم الخليل: يقع هذا المَقام في وسط البلدة القديمة، ويحمِل أهميّةً تاريخيّةً ودينيّةً كبيرة؛ حيث يعتقد أهل المدينة أنَّه سبب في حمايتهم، وتأثّرت عاداتهم بالخليل بشكل كبير.

    • البرج الإفرنجي: كان هذا البُرج يُستَخدم بشكل أساسي لمُراقبة واستكشاف الأراضي الزراعية وتنبيه المُزارعين عند قدوم الأعداء، وهو يقع في حارة الشقرة، وهُدِمَ البرج في فترة قريبة بسبب تداعيه.

    • المحكمة العثمانية: تأسّست هذه المحكمة عام 1902م على يد أحمد مراد الذي عيّنتهُ الحكومة العثمانية مديراً للناحية عندما كانت رام الله مركزاً لها في العام نفسه، وبُنِيَ إلى جانب المحكمة مركز للشرطة.

    • محط المدافع: تعود هذه المدافع إلى عام 1834م عندما دخل المدينة إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في حملةٍ عسكريّةٍ كبيرة، وكان قد وضع المدافع لغاية استعراض القُوّة أمام القوى الغربيّة والعربيّة والباب العالي على حدٍّ سواء، وقد قصفت هذه المدافع مَنطقة رأس الطاحونة، وبقيت في موضِع تصويب نحو المَنطقة لعدّة سنين.

    • المعصرة أو البد: استخدم هذه المعصرة راشد الحدادين ومن معه، وهي تَعود إلى العصر الإفرنجي.

  • خربة الطيرة: أو كما تُعرَف بكفر غملا، هي أرض تابعة لكنيسة الروم الأرثوذوكس الفلسطينية، وتضُمّ بقايا كنيسة ذات أرض فسيفسائية وقواعد وأعمدة محفورة في الصخور، تقع خربة الطيرة في الجهة الغربيّة من البلدة القديمة لرام الله، وترتفع مسافة 810 مترات عن سطح البحر.

  • القرينعة أو الكرينعة: هي خربة تضُمّ آثاراً بيزنطية وإسلامية، وتمتدّ على مساحة 60 متراً مربّعاً، وتقع في أسفل مُنحدر يرتفع عن سطح البحر مسافة 571 متراً.

  • خلّة العدس: تضُمّ هذه المَنطقة عدداً كبيراً من القبور الرومانيّة المنحوتة في الصخر، إلى جانب جدران قديمة ترجع إلى العصر الحديدي، وتقع في الشمال الغربي من كفر غملا.

  • الكفرية: هي خربة تضُمّ جدراناً ومزرعة من العصر الإفرنجي، وتقع في أسفل مُنحدر، وترتفع عن سطح البحر بمسافة 560 متراً.

المراجع