بماذا تشتهر وهران

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:٤٨ ، ٢ أبريل ٢٠١٧
بماذا تشتهر وهران

وهران

وهران (بالإنجليزية: Oran) هي مدينة من مدن الجزائر، وثاني أكبر مدينة فيها من حيث عدد السكان، والرابعة في المغرب العربي؛ حيثُ يصل عدد سكانها إلى مليون نسمة تقريباً (وفق إحصاءات عام 2010م)، ويعود أصل معظم سكانها إلى البربر. تقع وهران في أقصى الغرب الجزائري وتُطلّ على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتُعدّ عاصمة المنطقة الغربية الجزائرية؛ وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي المتوسط لطرق التجارة الداخلية بين مدن الجزائر، وكذلك طرق التجارة الخارجية مع دول أوروبا الجنوبية مثل إسبانيا وفرنسا؛ ممّا جعلَها مركز تجاري هام عبر التاريخ.[1] ومن أشهر ما تُلقّب به المدينة هو وهران الباهية.[2]

يعود تاريخ وهران إلى القرون القديمة؛ حيثُ تأسّست على يد الأندلُسيّون والمغاربة في القرن العاشر الميلادي. وقعت المدينة تحت الاحتلال من قِبَل العديد من الأطراف؛ ففي عام 1509م احتلها الاسبان، وفي عام 1792م أخرجهم منها العثمانيون، واستمرّ حُكم العثمانيين فيها حتى احتلّها الفرنسيّون عام 1838م، ثمّ تخلّصت من الحكم الفرنسي في عام 1962م عندما استقلّت الجزائر بالكامل.[1] اختلفت الروايات حول سبب تسمية وهران بهذا الاسم؛ فمنها ما يُشير أنّ اسم وهران هو مُثنّى كلمة أسد، ومنها ما يُشير إلى أنّ أصلَ الاسم بربريّ، ويعود على وادي الهاران، أو إلى أُسود الأطلس التي عاشت في المنطقة.[3]

أشهر المعالم في وهران

تضمّ مدينة وهران العديد من المعالم الشهيرة التي تعود لعصور مُختلفة، وتعكس التاريخ العريق الذي تحتويه المدينة، ومن أبرز هذه المعالم هي:

  • المسرح الجهوي في وهران: و هو صرح ثقافي تتميّز به وهران، ويُوجَد في شارع أوّل نوفمبر، ويعتبر من أكبر المسارح في وهران الجزائر، ويتميّز المسرح الجهوي بالقاعات والصّالات الضّخمة؛ حيثُ يتّسع المبنى ليضمّ 600 كرسي، وهو مُصمّم وَفقاً للطّراز الأوروبي.[4]

  • كاتدرائية وهران: توجَد كاتدرائية وهران في شارع حمو بوتليليس، وتتميّز في تصميمها وبنائها بعوامل من الطراز المعماري الروماني والبيزنطي، مع الزخرفة ذات الطابع الشرقي. كانت هذه الكاتدرائيّة مركزاً للمسيحيين في وهران، وتُعتبَر الآن مكتبة عامّة.[5]

  • معبد وهران العظيم: يوجد معبد وهران -أو ما يُسمّى الآن مسجد عبدالله بن سلام- في شارع محمّد بغدادي في وهران، وكان المعبد يخصّ اليهود؛ حيثُ تم بناؤه من قِبَل اليهود في الجزائر عام 1918م، وهو معبد كبير و جميل، ويُقال أنّ حجارة هذا المعبد ميّزته في البناء؛ حيثُ تمّ إحضار الحجارة من القدس. بعد استقلال الجزائر، تمّ تحويل المعبد إلى مسجد.[6]

  • قلعة سانتا كروز: تقع القلعة على أعلى قمة جبل في وهران، ويُسمّى بجبل المرجاجو. تمّ بناء القلعة من قِبَل الرومان؛ حيثُ تُحافظ القلعة الآن على شكلها نتيجة موقعها المتميز. عندما يزور الزائر قلعة سانتا كروز؛ سيرى البحر الأبيض المتوسط ، وكافّة أرجاء مدينة وهران التي تُعتبر جوهرة، ودرّة البحر الأبيض المتوسط.[7]

  • ساحة أول نوفمبر: تُعتبر ساحة أول نوفمبر قلب مدينة وهران وعصب الحياة فيها. تمّ إنشاء ساحة أول نوفمبر تكريماً لشهداء الثورة الجزائرية المشهورة التي استعادت حرّيّة الجزائر من الفرنسيّين. يُوجد في ساحة أول نوفمبر المسرح الجهوي ومبنى بلدية وهران.[8]

  • قصر الباي: يوجد قصر الباي في شارع مفتاح قويدر في وهران، وتمّ بناء القصر بأمر من الباي محمد الكبير، وهو أحد أُمراء الجزائر في القرن السّابع عشر. يُعتبَر القصر الآن مكاناً مُلائماً للاستراحة والتنزّه، وهو معلم سياحيّ يقصده السيّاح في زيارتهم.[9]

  • كنيسة سانتا كروز: هي إحدى الكنائس المشهورة في وهران، وتُعتبَر معلم ديني مهم في الجزائر. تُوجَد الكنيسة في قلب مدينة وهران، وتُطلّ على المدينة كاملةً وعلى الخليج الذي يوجد فيها.[10]

  • محطة قطار وهران: تمّ بناء المحطة خلال فترة الحكم الفرنسي، ويشتهر هيكل المحطة بجمعه لرموز الديانات السماوية الثلاث. يوحي شكل المحطى الخارجي بشكل مسجد؛ حيثُ تتّخذ ساعتها شكل المئذنة، وتحتوي شبابيك الأبواب والنّوافذ وسقف القبّة على نجمة داوود، ويضمّ المبنى لوحات داخليّة فيها الصليب الكاثوليكي.[11]

أشهر الشخصيات من وهران

تُعدّ وهران مسقط رأس عدد من الشخصيات المُؤثرة التي ساعدت على كتابة التاريخ. فمِن أبرز تلك الشخصيات:

  • أحمد زبانة: هو أول شهيد جزائري يُعدمُه الاحتلال الفرنسي في عام 1957م. اسمه أحمد زهانة، ووُلد في عام 1926م. كان زبانة مُقاوم شجاع، نفّذ عدد من العمليات ضد الاحتلال؛ الأولى هي عملية لاماردو في عام 1954م، والثانية هي معركة بوجليدة؛ حيثُ نفّذها بعد العملية الأولى بعشرة أيام. قامت -إثر إعدامه- العديد من العمليات الفدائية في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي.[12]

  • الشاب خالد: هو خالد حاجّ إبراهيم، وهو أشهر فنان يُغنّي فنّ الراي حتى لُقب بملك الراي الرسمي. وُلد الشاب خالد في الجزائر في مدينة وهران في عام 1960م، واستطاعَ من خلال فنّه الجميل إيصال الأغنيّة الجزائرية للعالم بأَسرِه، وتعريف الأجيال المُختلفة بفنّ الراي الذي كان يشتهر بين أوساط الشباب والشارع الجزائري فقط.[13]

أشهر الأكلات في وهران

تتميّز وهران بمطبخ شهيّ للغاية؛ يضمّ أطباقاً عديدة تحتوي عبق التاريخ الذي مرّ على المدينة، فَمِن أبرز هذه الأطباق:

  • الكرانتيكا: هو طبق وهراني تاريخي شهير، يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، اخترعه الاسبان أثناء حصارهم في حصن سانتا كروز، ونتيجة لنفاذ المُؤن، اضطر الاسبان إلى استخدام ما تبقّى من الحُمُّص والطحين وطبخمها مع الماء والملح والزيت؛ فمنذ ذلك الوقت، اشتهرت الأكلة في المدينة، وما زال سكان وهران يتناولونها إلى اليوم.[14]

  • البايلا: يعود أصول هذا الطبق إلى الاحتلال الاسباني الذي كان في المدينة، ويأتي اسم البايلا من كلمة "بقية" بالعربية؛ حيثُ تُشير إلى بقايا الطعام الذي لم يُؤكل، والذي يُوضع فوق بعضه ليُشكّل هذه الأكلة. يُشكّل الأرز أبرز مكون لهذه الأكلة، ويُضاف إليه بعض الأسماك أو المحار، أو الدجاج واللحم إذا كانا متوافرين.[15][16]

  • لامونا: هي نوع من الحلويات شهير جداً في وهران، ويعود أصله للقرن السادس عشر الميلادي؛ فأثناء الاحتلال الاسباني لوهران كان ملوك الاسبان يضعون الأشخاص غير المرغوب فيهم في مبنى يوجد حوله القرود (سُميَ بحصن لامون)، وكانت عائلات المساجين تُحضِر لهم كعكاً، وكانوا يمرّرونه بين القضبان؛ لذا سُميَّت هذه الكعكة بلامونا.[15]

المراجع