عاشوراء
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم
سبب صيام عاشوراء والحكمة منه
قَدِمَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المُنوَّرة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، وعندما سألهم عن سبب صيامهم أجابوا إنّه يومٌ نجّى الله -تعالى- فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وجنده، وكان موسى -عليه السلام- يصومه؛ شُكراً لله -تعالى-؛ فصامه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمرَ بصيامه، فقال للصحابة: (أنتُمْ أحَقُّ بمُوسَى منهمْ فَصُومُوا)،
وقد ذُكِرت قصّة نجاة موسى -عليه الصلاة والسلام-، وإغراق فرعون في القرآن الكريم، في قوله -تعالى-: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)،
فضل صيام عاشوراء
يتحصّل المسلم على فضائل عظيمة عند صيامه يوم عاشوراء، ومنها ما يأتي:
- تكفير ذنوب السنة الماضية؛ فقد ورد عن أبي قتادة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)،
[12] وقد ذهب النوويّ، والقاضي عياض إلى أنّ صيام عاشوراء يُكفّر صغائر الذنوب دون الكبائر؛ لأنّ الكبائر تحتاج إلى التوبة، وإلى رحمة الله -تعالى-، وتكفير الذنوب بالأعمال الصالحة هي لصغائرها؛ كما في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّلَواتُ الخمسُ، والجمُعةُ إلى الجُمعةِ، كفَّاراتٌ لما بينَهُنَّ، ما لَم تُغشَ الكبائرُ).[13] - اتِّباع سُنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك؛ فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- عندما سُئِلَ عن يوم عاشوراء أنّه قال: (ما عَلِمْتُ أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ علَى الأيَّامِ إلَّا هذا اليومَ).
[14] - الاقتداء بالأنبياء، كنبيّ الله موسى -عليه السلام-، وتحقيق شُكر الله -تعالى- على نِعمته وفضله بنجاة المؤمنين، وإهلاك الجاحدين في ذلك اليوم العظيم.
- السَّير على نَهج الصحابة -رضوان الله عليهم- في صيام يوم عاشوراء، وتصويمهم أولادهم فيه؛ فقد ورد عن الربيع بنت عفراء -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إلى المَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إيَّاهُ عِنْدَ الإفْطَارِ).
[15]
حُكم صيام عاشوراء
يُعَدّ صيام يومَي عاشوراء، وتاسوعاء سُنَّة باتِّفاق الفقهاء؛ فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ، فَلْيَصُمْ ومَن شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ)،
المراجع
- 1 - مجموعة من المؤلفين، <i> " الموسوعة الفقهية الكويتية " , (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 49، جزء 10 , مجموعة من المؤلفين، .
- 2 - سورة التوبة، آية: 36. .
- 3 - أحمد عرفة، " فضائل يوم عاشوراء " , www.saaid.net , أحمد عرفة، .
- 4 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4680، صحيح. .
- 6 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2004، صحيح. .
- 7 - الحكمة من صيام النبي صلّى الله عليه وسلّم ليوم عاشوراء , www.islamweb.net , 27-5-2003، 28-6-2020. بتصرّف. .
- 8 - سورة الشعراء، آية: 63. .
- 9 - محمد سعد، " قصتا عاشوراء " , www.saaid.net , محمد سعد، .
- 10 - مجموعة من المؤلفين (1992)، <i> " الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي " , (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم، صفحة 98، جزء 2 , مجموعة من المؤلفين (1992)، .
- 11 - شهر الله المحرم فضائل وأحكام -(3) فضل صيام يوم عاشوراء والحكمة منه , www.ar.islamway.net , 4-10-2015، 28-6-2020. بتصرّف. .
- 12 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح. .
- 13 - رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 214، صحيح. .
- 14 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1132، صحيح. .
- 15 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم: 1136، صحيح. .
- 16 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم: 2003، صحيح. .
- 17 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح. .
- 18 - مجموعة من المؤلفين، <i> " الموسوعة الفقهية الكويتية " , (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 89، جزء 28 , مجموعة من المؤلفين، .
- 19 - محمد المنجد، <i> " القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب) " , ، صفحة 263، جزء 5 , محمد المنجد، .