المحتويات
ليلة القدر
تعدّ ليلة القدر من الليالي المباركة التي اختصها الله سبحانه من بين الليالي ليُنزّل فيها القرآن الكريم وتكون العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وقد ذكر في سبب تسميتها أنّ الله سبحانه يقدّر فيها ويكتب ما سيجري في ذلك العام، وقيل أيضاً إنّها سمّيت بالقدر نسبة إلى الشرف؛ كأن نقول فلاناً ذا قدر عظيم أي ذو شرف وشأن عظيمين وقيل لإنّ العبادة فيها لها قدر عظيم.
إنّ ليلة القدر هي إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي ليلة مُفردة، إلّا أنّ الله سبحانه لم يُخبرنا بيوم محدّد لها، وذلك لعدّة أسباب سنذكرها في هذا المقال.
الحكمة من إخفاء ليلة القدر
- أخفى االه تعالى الطاعة الأفضل حتّى يُقدم الإنسان على فعل جميعها، وأخفى غضبه في المعاصي لبيتعد الإنسان عن جميعها، وأخفى اسمه الأعظم ليعظّم الإنسان جميع أسمائه، وأخفى ليلة القدر ليعظّموا جميع ليالي رمضان؛ فمعرفة ليلة القدر يجعل الإنسان يُقدم على العبادة والدعاء في تلك الليلة فقط، أمّا عدم علمه بيومها سيجعله يُقدم على العبادة في جميع أيّام شهر رمضان خاصّة في العشر الأواخر منه.
- تُكسب طاعة الله سبحانه في ليلة القدر مع العلم بها الإنسان ثواب ألف شهر وبالمقابل فإنّ معصيته في تلك الليلة مع العلم بها أشدّ من معصيته مع عدم العلم بها، والله تعالى رحيمٌ بعباده، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب لذلك أخفاها سبحانه عن عباده.
كيفية تحصيل ليلة القدر
وفقاً لكروية الأرض ودورانها حول الشمس يعني أنّ الليل عند إحدى البلدان يكون نهاراً عند غيرها؛ فيتساءل البعض عن كيفية تحصيلها مع هذا الاختلاف، وقد وجدت عدّة آراء في هذا الخصوص، إلّا أنّ أفضلها هو من صوّر ليلة القدر بالراكب الذي يبدأ السير من نقطة محدّدة ويسير في اتجاه واحد؛ والذي سيلف الكرة الأرضية كاملة حتّى يصل إلى النقطة التي بدأ منها؛ وهكذا هي ليلة القدر، حيث تصل إلى أهلّ كل بلد في فترة ليلهم، وهذا التفسير هو ما يتوافق مع سنّة الله سبحانه في خلق الكون على هذا الشكل، ولو أراد الله سبحانه الرجوع بنا في تحديد ليلة القدر إلى زمنٍ واحد عند كلّ أهل الأرض لجعل الزمان واحداً وما خلق هذا الاختلاف.
فضل ليلة القدر
- أُنزل فيها القرآن الكريم.
- كتب فيها الله سبجانه الأعمار والأرزاق خلال العام.
- تنزل فيها الملائكة إلى الأرض بالخير، والبركة، والرحمة والمغفرة.