ما عاصمة النرويج

دول  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٠:٥٩ ، ٥ مارس ٢٠١٧
ما عاصمة النرويج

النرويج

النرويج (بالإنجليزيّة: Norway)؛ وهي دولة تقع في القسم الشماليّ الغربيّ من قارة أوروبا، أمّا ثُلث أراضيها في القسم الشماليّ تُوجد على الدائرة الشماليّة القطبيّة. تُعدُّ النرويج واحدة من الدول الإسكندنافيّة وعاش الفايكنج على أرضها في الماضي، وأثّروا على السكان الأصليين الذين أصبحوا من الشعوب البحريّة؛ أيّ التي تعتمد على السواحل المائيّة في أغلب نشاطاتها؛ إذ يعتبر الساحل البحري للنرويج مشهوراً بخليجه المائي.1

يُعدُّ نظام الحُكم في النرويج ملكيّاً دستورياً، ويتوزّع الحُكم فيها بين الملك ورئيس الوزراء والحكومة والبرلمان، ويتمُّ الاعتماد على دستور النرويج في تقسيم السلطات إلى تشريعيّة وتنفيذيّة وقضائيّة. يقوم ملك النرويج بتعيين رئيس الحكومة الذي يمثّل أكبر حزب أو ائتلاف في الدولة، ويُعتبَر مجلس الوزراء هو المسؤول عن السياسات العامة، أمّا البرلمان فهو الهيئة المشرفة على صياغة القوانين، ويتمُّ انتخاب أعضائه لمدة أربع سنوات. تُعدُّ المحاكم هي الهيئات القضائيّة المسؤولة عن تطبيق القانون، والنَّظر في القضايا المهمة وطلبات الاستئناف.1

عاصمة النرويج

تُعتبَر مدينة أوسلو (بالإنجليزيّة: Oslo) العاصمة الرسميّة للنرويج وأكبر مدينة بين مدنها، وتقع على مضيق أوسلو في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من الدولة؛ حيثُ تمَّ تأسيس المدينة من قبل الملك هارالد في عام 1050م، وكانت تحتوي على ما يقارب 1300 قلعة؛ لكنّ أوسلو تعرّضت للتدمير عام 1624م، وأعاد الملك كريستيان الرابع بناء مدينة جديدة على أراضيها وأطلق عليها مُسمّى كريستيانيا، ومنذُ القرن التاسع عشر للميلاد شهدت المدينة نمواً في عدد السكان.[2]

عام 1925م أصبحت المدينة تُعرَف رسميّاً باسم أوسلو، وتطوّرت بشكل سريع بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، ومع مرور الوقت تطورت المناطق السكانيّة في غرب وشرق المدينة. تُعتبَر أوسلو المركز التجاريّ والمصرفيّ والصناعيّ والبحريّ للنرويج؛ إذ تعدُّ أكبر ميناء في الدولة، كما تحتوي على العديد من المطارات، والمؤسسات الثقافيّة الرائدة مثل المسرح الوطني ودار الأوبرا النرويجيّة، ومتحف التاريخ والمتحف الوطني للفنون، وأيضاً توجد فيها مجموعة من الحدائق الخضراء.[2] تحتوي أوسلو على قلعة آكيرشوس أحد المعالم التاريخيّة التي تعود إلى القرن الرابع عشر للميلاد.[3]

الجغرافيا

كانت أراضيّ النرويج في العصر الجليديّ عبارة عن جليد سميك، ونتيجة لحركة الأرض أدى ذلك إلى ذوبان الجليد، وظهور التضاريس الجغرافيّة للنرويج؛ حيثُ تشكّلت مجموعة من الجُزُر والجبال والأنهار والبحيرات، ومن ثم ظهرت الأودية العميقة بشكل تدريجيّ، وأدت لاحقاً إلى ظهور مضيق النرويج، كما تُعتبَر الدولة النرويجيّة من أكثر الدول الأوروبيّة التي تحتوي على الجبال، وتمتدّ المناطق الجبليّة من الجزء الشمالي إلى الجزء الجنوبي ضمن نطاقات الجبال الإسكندنافيّة.[4] حاليّاً تصل المساحة الجغرافيّة للعاصمة أوسلو إلى 453 كم² من المساحة الإجماليّة للدولة النرويجيّة.[5]

تُعتبَر أغلب الأراضي في النرويج وَعِرة، وتحتوي على مجموعة من الهضاب والغابات والأنهار الجليديّة الباقية منذ عهد العصر الجليديّ، وتُوجَد التّندرا في منطقة القطب الشمالي، وتُشكّل أراضيها السهول العشبيّة والشجيرات المنخفضة، وتقع الهضبة الجنوبيّة في منتصف المنحدرات، وهي عبارة عن مناطق جبليّة وتلال زراعيّة تحتوي على أراضٍ خصبة، وأيضاً تنتشر مجموعة من السهول الأخرى على الجهة الجنوبيّة الشرقيّة، وضمن امتداد الساحل الجنوبي للنرويج.[4]

المناخ

يُعتبَر المناخ السائد في النرويج معتدلاً؛ بسبب الانجراف الشمال أطلسي، وتُعدُّ المناطق الشماليّة هي الأكثر برودة من المناطق الجنوبيّة، أمّا المناطق الداخليّة تُعتبَر باردةً مقارنة بالساحل الغربي، وتُؤثّر على حالة المناخ العامة رياح غربيّة، ويتراوح معدل درجات الحرارة المؤثرة على مدينة أوسلو خلال السنة بحوالي 5 درجات مئويّة في شهر كانون الثاني (يناير)، وصولاً إلى 28 درجة مئويّة في شهر تموز (يوليو).[6] يستمر فصل الصيف في مدينة أوسلو خلال الفترة الزمنيّة بين شهور أيار (مايو) إلى آب (أغسطس)، أمّا فصل الشتاء يستمر خلال الشهور الممتدة من شهر سبتمبر (أيلول) إلى شهر نيسان (أبريل).[7]

تُعدُّ درجات الحرارة السنويّة في المناطق الساحليّة أقلّ من المناطق الداخليّة القاريّة، أمّا منطقة الأودية الشرقيّة يقلّ فيها معدل سقوط الأمطار عن 30 سم خلال السنة، ويُطلَق على النرويج مسمى أرض الشمس؛ لأنّ ضَوْء النهار يستمر حتى منتصف الليل في الفترة الزمنيّة من شهر أيار (مايو) إلى أواخر شهر تموز (يوليو)، وتبدأ ليالي الشتاء الطويلة من أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) إلى نهاية شهر كانون الثاني (يناير).[6]

التركيبة السكانيّة

يصل العدد التقديريّ لسكّان مدينة أوسلو إلى 986,000 نسمة في عام 2015م بناءً على نتائج الأمم المتحدة من إجمالي[8] سكّان النرويج والبالغ عددهم التقريبيّ وفقاً لإحصاءات عام 2016م إلى 5,265,158 نسمة، أمّا الكثافة السكانيّة في الدولة فتتكون من جماعات عرقيّة متنوعة وفقاً لنتائج توزيعات عام 2007م، فيُشكّل السكان من أصول نرويجيّة حوالي 94,4%، أمّا المهاجرون من أوروبا يشكلون نسبة 3,6%، أمّا باقي السكان فهم من الأقليات التي تشكل ما يقارب 2%. تُعتبَر اللغة النرويجيّة هي اللغة الرسميّة في الدولة، كما تَستخدِم بعض الأقليات اللغة الفنلنديّة، وتُعتبَر المسيحيّة اللوثريّة هي الديانة الأكثر انتشاراً بين السكان بحوالي 82,1% وفقاً لنتائج عام 2011م، ويصل الإنفاق الحكومي على التعليم بناءً على إحصاءات عام 2013م إلى 7,4%، أمّا الإنفاق على الصحة وصل وفقاً لنتائج عام 2014م إلى 9,7% من الناتج المحلي الإجمالي.[9]

الاقتصاد

يعدُّ الاقتصاد الخاص في مدينة أوسلو متنوعاً، ويُصنف في قارة أوروبا ضمن أعلى النتائج المحليّة الإجماليّة؛ إذ وصل معدل الدخل للفرد الواحد إلى 49,465 يورو في عام 2003م.[10] يُعتبَر قِطاع الاقتصاد العام في النرويج مستقراً، ويشهد تطوراً في كل من القطاعين الخاص والعام، مع الحرص على تطبيق شبكة واسعة من الضمان الاجتماعي، وغادرت النرويج الاتحاد الأوروبي في عام 1994م بعد طرح ذلك ضمن استفتاء عام، ولكنها تعتبر عضواً في المنطقة الأوروبيّة الاقتصاديّة، وتحتوي أراضيها على مجموعة من الموارد الطبيعيّة من أهمهّا الغاز والنفط والمعادن والأسماك ومصادر الطاقة.[11]

قامت الحكومة النرويجيّة بتنظيم قطاع النفط، والذي يساهم في توفير 9% من فرص العمل، ويشكل ما يعادل 15% من الناتج المحلي، وتُعتبَر النرويج من أكبر مُصدّري النفط في العالم، ووصل إنتاج البترول في عام 2015م إلى ما يُقارب 50%، ويساهم في توفير العديد من العوائد الاقتصاديّة، وتُشكّل قيمتُها أكثر من 800 مليار دولار منذ بداية عام 2016م، ولكنّ أسعار النفط واجهت انخفاضاً عام 2015م، ممّا أدّى إلى ارتفاع معدل البطالة، فحرصت الحكومة على تقليل النتائج السلبيّة للانخفاض في الغاز والنفط؛ عن طريق تخفيض أسعار الصادرات النرويجيّة، ورفع قيمة الإنفاق العام للمساعدة في منع حدوث الركود الاقتصاديّ.[11]

المراجع