ما هي عاصمة تركيا

دول  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٢:٠٧ ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨
ما هي عاصمة تركيا

تركيا

تركيا (بالإنجليزية: Turkey)، تُعرف رسميّاً باسم الجمهورية التركية (بالإنجليزية: Republic of Turkey)، هي دولة تقع بين قارتي آسيا وأوروبا، وتطُل على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وبحر إيجة. يعود تاريخ تأسيس الجمهورية التركية لعام 1923م، على يدِ كمال أتاتورك، الذي سُميَ بأب تركيا، وذلك بعد سقوط الدولة العثمانية، وتحتفلُ بعيد استقلالها في الـ 29 من أكتوبر في كلّ عام، وتأتي تسمية تركيا من الأتراك الذين سكنوها؛ حيث تَعني كلمة تركيا "أرض الأتراك".[1]

تُعدّ تركيا من دول العالم الكبيرة؛ حيث تتمتع بمساحةٍ كبيرة نسبياً تصل إلى 783,562 كم>2، وهي بذلك في الترتيب الـ 37 على مُستوى دول العالم من حيث المساحة، وفي عام 2016م بَلغ التعداد السكاني لتركيا 80,274,604 نسمة، وهي بِذلك في الترتيب الـ 20 على مُستوى دول العالم من حيث عَدد السكّان.[1]

أنقرة عاصمة تركيا

عاصمة تركيا هي مدينة أنقرة (بالإنجليزية: Ankara)، وهي ثاني أكبر المُدن التركيّة بعد إسطنبول، وتُعدّ المدينة مَركزاً رئيسيّاً للتّجارة والصّناعة التركية، وفيها يتركّز النشاط السياسي والدبلوماسي لتركيا، وقد اختيرت أنقرة لتكون عاصمة لتركيا في عام 1923م.[2]جاءت تسمية أنقرة بهذا الاسم من كلمة "أنكيرا" وهي كلمة يونانية تعني المرساة، وتتمتع أنقرة بتاريخ عريق يمتد إلى 10,000 سنة، حيث حظيت بأهميّة كبيرة في تلك الفترة.[3] في عام 2014م، بلغ تعداد أنقرة السكاني 5,150,072 نسمة،[4] وعلى الرّغم من أنه كان من المُخطط أن تستوعب فقط 500,000 نسمة عندما أصبحت العاصمة في بداية القرن العشرين، إلا أنّ اختيارها كعاصمة أدّى إلى توافد السكان من جميع المناطق التركية للعمل والعيش فيها.[2]

جغرافيّة أنقرة

الموقع


تقع مدينة أنقرة في وسط تركيا، وهي مدينة داخليّة لا تطلّ على أيّة سواحل، وتتبع أنقرة مَنطقة الأناضول وتقع على الحافّة الشرقية من هضبة الأناضول، التي تُشكّل الجزء الأكبر من تركيا، وتبُعد أنقرة 450 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة اسطنبول،[5] وترتفع عن مستوى سطح البحر بمسافة 938 متراً،[2] بينما تَبلُغ المساحة الإجمالية لمدينة أنقرة 2,516 كم>2.[6] فلكيّاً، تمتد إحداثيات المدينة بين خط طول ′56 °39 شمالاً، وخط عرض ′52 °32 شرقاً.[7]

تتميّز أنقرة بمَوقعها الاستراتيجي الذي أكسبها أهميّةً خاصّةً بين المدن التركية؛ فمحلياً، تقع أنقرة في وسط تركيا وبذلك تربط أقاليم ومدن تركيا بخط اتصال رئيسي،[2] أما دولياً، فتعمل المدينة على ربط كلٍّ من آسيا، وأفريقيا، وأوروبا وتُشكل منفذاً للشرق الأوسط بأكمله، كما تمتلك شبكة نقل متطوّرة جداً من مطارات وطرق حديثة وقطارات سريعة ساعدتها على أداء دورها بشكلٍ مثالي.[8]

المُناخ


تتمتع مدينة أنقرة بمُناخ دافئ ومعتدل؛ حيث يبلغ مُعدّل درجة الحرارة السنوية 11.6 درجة مئوية، بينما يبلغ معدل التساقط المطري على مدار السنة 383 ملم. يتميّز فصل الصيف في أنقرة بدرجات حرارة مُرتفعة قليلاً، ومعدل تساقط مطري قليل؛ حيث يبلغ متوسط أعلى متوسط لدرجات الحرارة في شهر يوليو 22.4 درجة مئوية، بينما يبلغ أقل تساقط مطري في شهر أغسطس 10 ملم، أمّا فصل الشتاء في أنقرة، فيتميّز ببروده الحاد وجفافه؛ حيث يبلغ أقل متوسط لدرجة الحرارة في شهر يناير حوالي 0.0 درجة مئوية، بينما أعلى تساقط مطري يشهده شهر مايو، حيث يبلغ 52 ملم.[9]

تاريخ أنقرة

يعود تاريخ مدينة أنقرة إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشير الدلائل إلى أنّ أوّل مستوطنة قامت في المدينة تعود إلى العصر الحجري، كما قامت فيها مدينة فريجيا المزدهرة في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد. خلال عام 333 قبل الميلاد احتلّ الإسكندر المقدوني العظيم المدينة، وفي القرن الثالث قبل الميلاد كانت المدينة عاصمةً لقبيلة من الغلاطية تُسمى التيكتوساج، وفي عام 25 قبل الميلاد أصبحت أنقرة جزءاً من المملكة الرومانية تحت حكم الإمبراطور أغسطس، ثم أصبحت جزءاً من الدولة البيزنطية، وخلال تلك الفترة تعرّضت المدينة لهجمات من قِبَل الفرس والعرب.[10]

في عام 1073م، وقعت أنقرة تحت حكم السلاجقة الأتراك، ولكن سرعان ما وقعت مُجدّداً تحت الحكم البيزنطي بقيادة الدوق ريمون تولوز في عام 1101م، ولكنّهم لم يستطيعوا المحافظة على المدينة تحت إمرتهم، وعادت أنقرة لتُشكّل نقطة خلاف بين السلاجقة الأتراك ومنافسيهم حتى عام 1143م، وبعد ذلك قام الخلاف فيما بين الأمراء السلاجقة حول حُكم المدينة، ولكن بعد تأسيس الدولة السلجوقية سقطت أنقرة، وبعد قيام الدولة العثمانية احتلّ السلطان أورخان المدينة في عام 1354م، وأصبحت المدينة جزءاً من الدولة العثمانية في عام 1360م، أمّا خلال الحملة الأناضولية، تعرضت أنقرة للمحاصرة التي نفّذها القائد تيمورلنك.[10]

في عام 1403م، وقعت المدينة مرّةً أُخرى تحت الحكم العثماني، وهي الفترة التي اكتسبت فيها المدينة أهميّةً كمركز تجاري رئيسي؛ وذلك بسبب وقوعها على طريق القوافل المُتجهة إلى الشرق. في التاريخ الحديث، لعبت أنقرة دوراً مهماً؛ حيث اتّخذ القائد التركي الوطني مصطفى كمال أتاتورك من أنقرة مركزاً لحركة المقاومة خلال الفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث عملت هذه الحركة على الوقوف ضد سياسات الحكومة والسلطان العثماني وقوات الاجتياح اليونانيّة، وأسّس أتاتورك مقراً له في المدينة في عام 1919م، وفي عام 1923م، اختيرت أنقرة لتكون عاصمة الدولة التركية الحديثة.[10]

معالم أنقرة

تبعاً للتاريخ العظيم الذي تمتلكه مدينة أنقرة؛ تضمّ المدينة عدداً من المعالم التاريخية المهمّة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم على الرّغم من كون السياحة قطاعاً غير رئيسي في اقتصاد أنقرة ولا تعتمد عليه بشكل كبير،[2] ومن أبرز تلك المعالم:

  • قلعة أنقرة: هي أقدم القلاع الموجودة في مدينة أنقرة، وتقع في منطقة كالي ماهاليسي، ويعود تاريخ بنائها لأكثر من 3000 سنة.[11]

  • مسجد كوجاتيبي: هو أكبر مسجد في أنقرة، ويتبع طرازه التصميم العثماني، ويمتلك أربع مآذن كبيرة. يقع المسجد في كولتور ماهاليسي في منطقة كيزيلاي.[12]

  • ضريح أتاتورك: هو متحف يضمّ قبر كمال أتاتورك، أحد روّاد الحركة السياسيّة التركية ومؤسسيها، إلى جانب عددٍ من ممتلكاته الشخصية، ويقع الضريح في قاعة الشرف، كما يضمّ المُتحف ثلاثة أقسام أُخرى، وهي ساحة الاحتفالات، وطريق الأسود، ومنتزه السلام. تبلغ مساحة المتحف كاملاً 750.000 مترٍ مربّع.[13]

  • الحمام الروماني: هو أحد الآثار الشاهدة على الدولة الرومانية التي قامت على أرض المدينة، ويعود بناء الحمام إلى القرن الثالث الميلادي، حيث بُنيَ على يد الإمبراطور الروماني كاركالا، ويضم غرف مياه ساخنة وباردة، ومساحات خاصّة للتدريب البدني وحلبة مصارعة.[14]

  • مسجد حاجي بايرام: هو مسجد يعود إلى القرن الـ 15 الميلادي، وبُنيَ على شكل مُستطيل، وسقفه من القرميد، كما يَحتوي المسجد على زخرفات ومطرزات، بالإضافة إلى ديكورات مصنوعة من الخشب، وتقع في ساحته حديقة.[15]

  • متحف الحضارات الأناضولية: يضمّ المتحف مجموعةً نادرةً وكبيرةً من الآثار التي تعود إلى أولى الحضارات التي قامت على أرض الأناضول، ويُرتّبها من آثار العصور الحجريّة وحتى الآثار الحديثة.[16]

المراجع