التراث العماني
تعرف سلطنة عمان بتميزها بالأزياء التراثية ، فهي بأشكال وأنواع مختلفة ، فهو تراث يخص الرجال والنساء على حد سواء ، ولها طابع مميز يمثل أصالة المجتمع وفخره ، وتعتبر هذه حضارة من الحضارات القديمة في عمان ، وتتجلى عراقة المواطن العماني في المداومة على ارتداء هذا الزي التراثي ،ويلفت هذا التراث انتباه الزائر لسلطنة عمان ويلتمس مظاهر المحافظة على التراث العماني الذي يتسم بالذوق الرفيع والبساطة.[1]
الأزياء الرجالية
الدشداشة من الأزياء الرجالية المعروفة في السلطنة فهي ذات عنق مستدير تحتوي على شريط له ألوان مختلفة عن لون الدشداشة وله فراخة أو كركوشة تكون متدلية على الصدر،والتي تكون مليئة بالعطور والبخور، بالإضافة إلى التطريز الذي يلفها بفن وذوق رفيع وعادة يكون لونه بلون الدشداشة، وتختلف أشكالها بين محافظات سلطنة عمان ويتجلى هذا الاختلاف في درجة التطريز و مكانه، مثلاً الدشداشة الصورية يطرز الجزء العلوي منها من الأمام والخلف وتكثر في صور ، أما بالنسبة لدرجة التطريز فنجد أن كثافته تزيد حسب الفئة العمرية، مثلاٌ يكون كثيف في دشداشة الأطفال أكثر من الفئة الأكبر عمراً ، هذه الأزياء تتصف بالتكيف مع البيئة والبساطة.
وهناك ما يغطي الرأس ويعرف باسم العمامة أو الكمة وتكون مطرزة باليد بزخارف وأشكال متنوعة وجذابة، ومن التراث العماني أيضاً إرفاق الخنجر العماني مع هذا الزي الذي يُصنع من الفضة الخالصة التي كانت تستخلص من صهر النقود الفضية بعد فصل الحديد ، وهي عملية دقيقة تحتاج إلى مدة طويلة ، أحياناً قد تتجاوز الشهر ، غير أن الوقت الأكبر كانت تستغرقه عملية النقش على صفائح الفضة ويكون مطرز بأشكال جميلة، فهو من سمات الأناقة الذكورية ولهذا لا يمكن أن نجد رجل عماني لا يضع خنجر على وسطه خاصة في الملتقيات الرسمية والمناسبات الوطنية، فهو تراث يتم المحافظة عليه من قبل المواطن العماني ويفتخر به ويشعره بالاعتزاز ، ونجد أن هذا الخنجر يثبت بشال يلف حول الوسط ذو لون ونوع متوافق مع لون العمامة ، ويتم ارتداء عباءة تسمى البشت فوق الدشداشة وتكون مطرزة الأكمام ومن الأطراف.
[1][2]
الخنجر العماني
كما أشرنا سابقاً أن الخنجر العماني هو من الأشياء التي تم تورثها وتفنن العمانيون بصناعته التي هي من أبرز الصناعات الشعبية و المنتجات العمانية التي يتناقلها الناس أبا عن جد، ويشترك في صناعتها الرجال والنساء،وتعتبر من الصناعات الفلكلورية ،وتناقله المواطن العماني منذ عمان قديماً حتى يومنا هذا ، فهو أداة يضفي على زي المواطن العماني نوع من الأناقة مما يميزه ويلفت أنظار الزائرين، فالخنجر العربي مشهور في بعض الدول العربية كالسعودية واليمن وعُمان.[5]هذا التراث يعود إلى قصة قديمة تميز بها الرجل العماني فيقال أنه كان رجل من البدو قد سافر مع زوجته في صحراء عمان إلى اليمن ، فجأة قطع طريقه مجموعة من الرجال في غيابات الصحراء وسط الليل فأصبح يهش عليهم بعصاه ثم احتمت زوجته بظهره، وطلب منها أن تناوله الخنجر ليفصل رأس كل من سيقترب منها ، وبسبب اشتداد سواد الليل لم ير قطاع الطرق مايخبئه البدوي وتركوه،فلما وصل خبر البدوي لقافلة اليمن بحثوا عنه ،فوجدوه ميتاً هو وزوجته وهو يعانقها وتركا رسالة كانت قد كُتبت على جلد ماعز “إن الخنجر أنقذ زوجته وعرضه”، وبعدها أصبحت هذه القصة متوارثة بين أجيال سلطنة عمان وأصبح الخنجر رمزاً وتراثاً عريقين ، وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما :
النقش بالقلع: تتم باستخدام مسماراً ليتم النقش على صفيحة نوعها من الفضة وتحتاج من النّقاش مهارة وصبر لإتمام العمل بشكل دقيق ومتقن وإضفاء الفن عليه. نقش التكاسير: تستخدم هذه الطريقة خيوط الفضة وتعتبر من الأمور المستحدثة ،الغرض منها تزيين الخنجر والتفنن فيه وإعطاءه شكلاً إبداعياً مميزاً . وتختلف الخناجر حسب الحجم والشكل ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به، فالخنجر الصوري يعتبر أصغر حجماً من الخنجر النزواني الذي يتميز بكبر حجمه، بالإضافة إلى أن الخنجر الصوري يحتوي على مسامير صغيرة على شكل نجمة أو متوازي أضلاع تغرز في قرنه ،وهناك الخنجر السعيدي والخنجر الصحاري وغيرها من الخناجر الأخرى.
[3]
الميزات المشتركة للخناجر
القرن (المقبض): تصنع المقابض بمواد مختلفة إما أن تكون مصنوعة من قرن الزراف أو الخرتيت ، أو من الصندل والرخام ، ويختلف ثمن الخنجر باختلاف مادة المقبض المصنوعة منه، لأننا نجد أن الرخام والصندل تعتبران من المواد البديلة وليست من المواد الأساسية ، أما شقرة الخنجر فهي التي تحدد قيمة الخنجر وأهميته حسب قوتها .
الصدر (أعلى الغمد) :يكون مزخرف بالنقوش الفضية .
القطاعة (الغمد): يكون مطعم بالخيوط الفضية.
[3]أنواع الخناجر
الخنجر السعيدي: يعود اسم هذا الخنجر نسبة إلى أسرة آل بوسعيد الحاكمة، فهذه الأسرة كانت تتقلد هذه النوع من الخناجر حتى سمي باسمها، ويمتاز بالمقبض البارز.الخنجر العماني: يمتاز هذا الخنجر بارتباطه بحزام يتألف من سلسلة من الفضة مثبة بالقائد وهو طرف من أطراف السلسلة يؤمن مكان لوضع الخنجر بالحزام.الخنجر الصوري: صناعة هذا الخنجر من اختصاص ولاية صور ، ويمتاز بصغر حجمه وخفة وزنه،يحتوي على جزء مصنوع من الجلد ويتمركز في الجزء السفلي منه ، مقبضه مطلى بالذهب وحتى جزئه السفلي يكون مزين بالأسلاك والخيوط الفضية المطرزة بالذهب .الخنجر النزواني: صناعة هذا الخنجر من اختصاص منطقة نزوى،تلعب شكل هذه المنطقة دوراً أساسياً في تصميماته المتداخلة والمزخرفة بدقة على لوح مصنوع من الفضة ، ويحتوي على جزء مصنوع من الخشب ويتمركز في الجزء السفلي ويغطى بالفضة، أما مقبضه فهو بارز ومصنوع من العاج.[4]
الأزياء النسائية
يختلف التراث العماني النسائي حسب المناطق ولكنه يشترك بثلاث قطع أساسية :
السروالأو البنطلون يكون مطرزاً و يختلف في شكل التطريز بحسب المناطق العمانية ،ويمتاز باتساعه ولكنه يكون ضيق من القدمين.الثوبويسمى أيضاً الدشداشة أو الكندورة،يتميز بقصره من الأمام وطوله من الخلف،ويحتوي على الأكمام وتطرز بشكل يدوي بمادة السيم والغولي ، ويزين بالخرز والترتر ، ويلبس فوق السروال، وتستخدم السفة والسنجاف في تطريز الصدر و ويتصدر اللونين الأحمر والبنفسجي في تطريز صدر الثوب ،وهناك نوع مميز من الأثواب اسمه أبو ذيل وهو يعرف بالثوب الظفاري، يكون طويلا جدا من الخلف يجر ذو طابع ملكي ويطرز بألوان عديدة لامعة ، ولكن اللون الأسود هو المفضل في التراث العماني ، نجد أن كل امرأة عمانية تختزن مثل هذا الثوب ضمن ملابسها ، ويأخذ هذا الزي اهتماماً خاصاً من مصممات الزي التراثي و يحافظن على شكله التراثي مع تغيرات طفيفة في القياساتالشيلةوهي تعتبر غطاء للرأس ، ويستخدم الترتر والخرز لتزيينها وتتداخل الألوان فيها عن طريق إضافة خيوط ملونة تسمى الحضية أو الشلاشل ، ولها أسماء متعددة مثل الفتقة واللحاف والليسو وغيرها من الأسماء المحلية .[6]أنواع الأثواب النسائيةهناك أنواع تستخدم لمناسبات محددة مثل ثوب الأعراس الذي يحتوي على خيوط مختلفة مطرزة ، ويستخدم أيضاً الكريستال والأحجار الملونة في تزيينه بشكل جذاب وفن رفيع ،خاص للزيارات الرسمية يصنع من الحرير أو الشيفون، وأخيراً الثوب المصنوع من القطن الناعم المريح ذو الألوان والنقوش المختلفة الذي يسمى بثوب المنزل .