سك النقود
عاش الإنسان فترات طويلة في حقب بعيدة على الاعتماد الذاتي، مما تنتجه الطبيعة و تمنحه إياه بدون ملكية خاصة ، بعد ظهور فكرة الامتلاك، والتداول ظهرت سلعتين رئيسيتين في عملية التداول لأهميتها أحدهما سلعة غذائية من الحبوب، والثانية من المعادن وكانت على الأغلب فضة ، وهو ما دلت عليه آثار السابقين من عملات مكتشفة ترجع للعصور القديمة، ويستخدم في سك النقود معادن نفيسة ثمينة، وهي أما من الذهب أو الفضة أو النحاس.
عمل الخليفة عبد الملك بن مروان على تقوية الدولة الإسلامية من الداخل والخارج ، وفرض سيطرتها ونفوذها واستقلالها ، ومن المعروف أن العملة أحد دعائم سيادة الدولة في عملتها النقدية ، وكان من السائد أن العملة البيزنطية والعملة الفارسية هما العملتان المتداولين في العالم الإسلامي، لذلك كان عام السابع والسبعون هجريا عام سيادة اقتصادية للخلافة الأسلامية مع سك أول عملة ذهبية للمسلمين، وكان الفضل في ذلك الوقت للخليفة عبد الملك بن مروان.وفي هذا العام كانت المرة الأولى التي يتم فيها استبدال العملة البيزنطية بدينار عربي يزن أربعة وربع جرام ذهب ، وكذلك استبدال الرموز الدينية البيزنطية بآثار ، ومأثورات اسلامية مثل لا إله إلا الله و تاريخ سنة السك، ثم بعدها.وفي السنة الثامنة والسبعين من الهجرة تم سك أول عملة فضية من الدرهم العربي ، وكان وزنه حوالي جرامين وثمانية من عشرة من الفضة تتضمن آيات من سورة الإخلاص، وتضمنت كذلك تاريخ وبلد السك وآيات (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) فبقى الدرهم والدينار هما العملة التي ذكرت في القران الكريم وبقيا سنوات في الحكم الإسلامي عملتان أساسيتان، و ذكر المؤرخين بناء على ذلك أن اول عملة اسلاميه كانت على يد عبد الملك بن مروان.[1]
أول من كتب اسمه على النقود في الإسلام
كان أول من وضعت صورته على العملات هو عبد الملك بن مروان ووضعت صورته رمزا للجهاد، وكانت تصوره وهو يحمل سيفا، أما أول من كتب أسمه على العملات العربية كان الحجاج بن يوسف الثقفي ، وسكت النقود على ثلاثة أنواع أو فئات، وهي الدينار وأجزاءه كالنصف والثلث وكانت من الذهب ، والدرهم من الفضة ، والفلس من النحاس.
تاريخ العملات الإسلامية
بالعودة إلى القرن الثامن قبل الميلاد نجد أن العرب ، قد عرفوا سك النقود عن طريق تداولها من البلدان التي كانت سبقتهم في معرفة سك العملات، وكانت النقود المتداولة تنتمي لثلاث دول قديمة الدولة البيزنطية، والحميرية، والساسانية، وإن كان التعامل بالنقود الحميرية قد توقف عام خمسمائة وعشرين ميلادية.[2]

النقود في زمن النبي
أهمية المسكوكات الإسلامية
يهتم علم المسكوكات بدراسة النقود، والعملات التي تصدر من الحكام أي كان خامة صنعها من فضة أو ذهب ونحاس، و قد كان للمسكوكات أهمية متعددة الجوانب منها الأهمية الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ويشمل كذلك نوعان من الأهمية، وتعدان أهمية فرعية وهي الأهمية الفنية والأهمية فيما يخص اللغة العربية وبشكل أكثر خصوصية الخط العربي.الأهمية الاقتصادية للمسكوكات الإسلاميةتعد أهمية المسكوكات من هذه الوجهة كبيرة حيث تعتبر مرجع لقوة الدولة، و وضعها الاقتصادي فكلما كانت العملة الذهبية عالية الوزن نقية العيار كانت مؤشر هام على التقدم الاقتصادي، و في المقابل كلما كانت قليلة الوزن و العيار كان دليل على التدهور الاقتصادي، وقد ظهرت تلك الأهمية مع تعاقب الخلافة والدول الإسلامية من عصر لعصر.الأهمية السياسية لدراسة علم المسكوكات من الناحية السياسية ترتكز أهمية دراسة علم المسكوكات من الناحية السياسية على وضع صورة الحاكم أو السلطان، و أحيانا أسمه على النقود فيتعرف من خلالها المؤرخين على عدة آثار هامة، مثل امتداد نفوذ دولة الحاكم، والمناطق التي خضعت لحكمه ، وكذلك تصنيف الأسرات الحاكمة وتقسيمها ، و غيرها من الإشارات التي تتضح من الصور ، والمعلومات الموجودة على المسكوكات لأنها لم تكن فقط تحمل شعار الملك أو الحاكم وصورتة أو اسمه فقط ، بل كانت تشمل أيضا بلد السك ، والتاريخ وأحياناً كانت تحمل أسم الوالي والأمراء.الأهمية الدينية لدراسة علم المسكوكات الإسلامية من الناحية الدينية نجد أن التعبير عن التوجه، والعقيدة والمذهب لم تخلوا حتى العملات النقدية من تدوينه عليها ، في البداية كان الأمر عام شامل للخطوط الأساسية في الإسلام، والتي لا يختلف فيها المسلمين فيما بينهم مع اختلاف المذهب ، سواء في ذلك آيات من القرآن ، أو شهادة لا إله إلا الله، ولكن في عهد الدولة الفاطمية كان أول ظهور مذهبي على العملة حيث كتبت عبارات للمذهب الشيعي تشير إلى العقيدة ، والمذهب وتشمل شعارات لهذا المذهب عن الصحابي الخليفة علي رضي الله عنه.الأهمية الاجتماعية لدراسة علم المسكوكات الإسلامية وهنا نجد أن العبارات التي نقشت على النقود مواكبة لأحداث اجتماعية ، كان لها نصيب في عصور الدولة الإسلامية ، وكان أبرز ما ظهر من ذلك ، حين توفى ابن السلطان الظاهر برقوق ، فسك عملات مكتوب عليها عبارات وعظ عن الموت، ولم يختلف الأمر في باقي المناسبات حيث كانت تحمل النقود آثار بعض المناسبات الاجتماعية.الأهمية الفرعية للمسكوكات الإسلاميةتشمل الأهمية الفرعية للمسكوكات الإسلامية نوعان من الأهمية وهما:
اغلى العملات في العالم
المراجع
- 1 - أول من سك النقود في الإسلام .
- 2 - الحضارة .
- 3 - المسكوكات الإسلامية .