ثقافةُ الاستهلاك، هل حقًا نُسيء استخدام أجهزتنا أم أنَّها خدعةٌ من الشركات؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
ثقافةُ الاستهلاك، هل حقًا نُسيء استخدام أجهزتنا أم أنَّها خدعةٌ من الشركات؟

لعلك لاحظت بأنَّ الأجهزةَ الحديثةَ بشكلٍ عام لا تبقى في أيدي أصحابها أكثر من سنتين إلى ثلاث كحد أقصى. ما السبب في ذلك، ولماذا لا تدوم هذه الأجهزة للأبد طالما لا تتعرّض لأيِّ سوء استخدام من قبل أصحابها؟


إنَّ هذه الأجهزة تُصمم بحيث تقدّم أداءً مثاليًا بعد شرائِها مباشرةً، ولكن تتفاجَأ بعدها بأنَّ الأداء يبدأ بالضعف تدريجيًا، فمثلًا نلاحظ تراجع سرعة الجهاز بشكلٍ عام ودقة الكاميرا وحساسيتها. أيضًا، الشاشة ستفقد دقتها وبريقها، وطبعًا بطارية الجهاز التي تُعتبر الأسرع تأثرًا.


لماذا؟


إنَّها لفكرة مزعجة حقًا أن يتراجع أداء جهازك بدون سبب واضح، في الحقيقة هناك سببٌ رئيسي يتمثل بسياسة الشركات المصنعة لهذه الأجهزة، حيثُ تقومُ الأخيرة بالتصنيع بهدف زيادة أرباح الشركة والتخطيط لعقود طويلة، فمثلًا شركة سامسونغ تقوم بإصدار عدّة سلاسل من الأجهزة المتباينة في السعر والمواصفات بحيث تغطي كافة شرائح السوق، وتقوم بإصدار أجيال متلاحقة من السلاسل بمواصفات أفضل؛ ليقوم المستهلك بشراء الجهاز الأحدث ليواكب التطوّر، ويحافظ على الأداء المرغوب.


هذه السياسة فعليًا تحقّق للشركة أرباحًا طائلةً، ولكن إذا نظرنا للموضوع من جانب آخر لو قامت الشركة بتصنيع أجهزة فائقة الجودة، ولا تهتلك إلَّا بعد فترات طويلة جدًا، ستتناقص أرباحها جدًا، حيثُ أنَّ الإقبالَ على الشراء من قبل المستهلك لن يعود كما لو كنّا في حالة الإنتاج المستمر للتقنية، والاستهلاك السريع لها.