احتضار النبيّ ووفاته
بدأ احتضار النبيّ حين اشتداد ضحى يوم الاثنين، وكان بجوار عائشة -رضي الله عنها- فأسندته إليها، وكان موته في بيتها، وفي حِجرها، وعند اشتداد سكرات الموت عليه أقرّ أنّ للموت سكراتٍ، فرفع إصبعه وشَخِص بصره للأعلى، وسمعت عائشة منه كلماتٍ فأصغت إليه، وإذ به يقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ)،
تاريخ ومكان وفاة النبي
تُوفّي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل،
تغسيل النبي ودفنه
صفة غسله وكفنه
غسّل النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاته أهلُ بيته، وعُصبته من بني هاشم، وهم: ابن عمّه علي بن أبي طالب، وعمّه العبّاس مع ابنَيه: الفضل، وقثم، وأسامة بن زيد، وشقران مولى النبيّ -رضي الله عنهم جميعاً-، وتمّ تغسيله، وثيابه عليه، ولم تُنزَع عنه، فقد رُوِي عن السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ: أن اغسِلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ)،
الصلاة على النبيّ ودفنه
بعد أن انتهى الصحابة -رضي الله عنهم- من تغسيل النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وتكفينه، وضعوه في بيته على سريره؛ ليُصلّى عليه، وقد صلّى عليه المسلمون فُرادى من غير إمامٍ يؤمّهم؛ بحيث تدخل جماعةٌ من الناس تصلّي عليه وتخرج، فصلّى عليه الرجال، ثمّ النساء، ثمّ الصبيان،
مرض النبيّ
لمّا بدأ مرض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصابه صُداعٌ شديدٌ في رأسه وهو عائدٌ من جنازةٍ كانت في البقيع، حتى إنّه وضع عصابةً على رأسه من شدّة الألم، وحينما اشتدّ به الألم استأذن أزواجه أن يقضي فترة مرضه عند عائشة، فأخذه الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب إلى حجرتها، وقبل خمسة أيّام من وفاته ارتفعت حرارة جسمه، واشتدّ عليه المرض، ثمّ أحسّ بخفّة في جسمه؛ فدخل المسجد وعلى رأسه عصابة، وخطب بالناس وهو جالسٌ على منبره، وصلّى بهم الظهر.
وقد صلّى النبيّ بالمسلمين الصلوات جميعها حتى يوم الخميس قبل وفاته بأربعة أيّامٍ، ولمّا حضرت صلاة عشاء الخميس اشتدّ المرض عليه، فسأل عن صلاة الناس مراراً بعدما غُمي عليه، فأخبروه أنّهم ينتظرونه، ثمّ أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، حيث قالت عائشة -رضي الله عنها-: (ثَقُلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ قَالَتْ: فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ، فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ، فَقَعَدَ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، والنَّاسُ عُكُوفٌ في المَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النبيَّ عليه السَّلَامُ لِصَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ، فأرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أبِي بَكْرٍ بأَنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ، فأتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُكَ أنْ تُصَلِّيَ بالنَّاسِ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ -وكانَ رَجُلًا رَقِيقًا-: يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ، فَقَالَ له عُمَرُ: أنْتَ أحَقُّ بذلكَ، فَصَلَّى أبو بَكْرٍ تِلكَ الأيَّامَ)،
الساعات الأخيرة من حياة النبي
صوّرت الساعات الأخيرة التي سبقت وفاة أعظم البشر مواقف حاسمةً للغاية؛ أوّلها عندما كان المسلمون يصلّون صبيحة فجر يوم الاثنين وكان إمامهم أبو بكرٍ، فحلّت إطلالةٌ باسمةٌ من وجه النبيّ الكريم عليهم بعدما كشف ستارة حجرة عائشة، وثانيها عند ارتفاع شمس الضحى، إذ أمر النبيّ بحضور ابنته فاطمة -رضي الله عنها- إليه، وأسرّ إليها فبكت، ثمّ أسرّ إليها أخرى فضحكت؛ فكانت الأولى إخبارها بأنّه سينتقل إلى الرفيق الأعلى، أمّا الثانية فقد أخبرها بأنّها أوّل أهل بيته لحاقاً به، وبأنّها سيّدة نساء العالَمين، وثالثها دعوته للحسين والحسن، وتقبيلهما، وتوصيته بهما حُسناً، ورابعها دعوته لنسائه، ووعظهنّ.
علامات اقتراب أجل النبي
دلّت بعض العلامات على اقتراب أجل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكَر منها:
- ما روته عائشة -رضي الله عنها- من قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لابنته فاطمة -رضي الله عنها- عندما جاءت إليه، وأجلسها إلى جانبه، حيث قالت: (إنَّا كُنَّا أزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا واحِدَةٌ، فأقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَمْشِي، لا واللَّهِ ما تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِن مِشْيَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هي تَضْحَكُ، فَقُلتُ لَهَا أنَا مِن بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسِّرِّ مِن بَيْنِنَا، ثُمَّ أنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بما لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فأخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أمَّا حِينَ سَارَّنِي في الأمْرِ الأوَّلِ، فإنَّه أخْبَرَنِي: أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ بالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه قدْ عَارَضَنِي به العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أرَى الأجَلَ إلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي، فإنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أنَا لَكِ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الذي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: يا فَاطِمَةُ، ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ).
[20] [21] - ما رآه العبّاس -رضي الله عنه- في رؤيا يُشير تفسيرها كما أخبره النبيّ إلى قُرب وفاته، فقد ثبت عن العبّاس -رضي الله عنه- أنه قال: (رأَيْتُ في المنامِ كأنَّ الأرضَ تنزِعُ إلى السَّماءِ بأَشْطانٍ شِدادٍ، فقصَصْتُ ذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فقال: ذاك وفاةُ ابنِ أخيك).
[22] - حديث النبيّ مع معاذ بن جبل حينما بعثه إلى اليمن، فأخبره بما يدلّ على اقتراب أجله، إذ قال: (يا معاذُ إنَّك عسى ألَّا تَلقاني بعدَ عامي هذا لعلَّك أنْ تمُرَّ بمسجدي وقبري).
[23] - ما رواه العرباض بن سارية من حديث النبيّ بقوله: (صلّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوبُ، فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ كأنّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ...).
[24]
وصايا النبيّ قبل وفاته
أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمّته قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى بعدّة وصايا، يُذكَر منها:
- الوصيّة بالأنصار: من شدّة حبّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للأنصار أن أوصى بهم في آخر أيّامه حين اشتدّ به مرضه، رُوي عن الصحابيّ الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (مَرَّ أبو بَكْرٍ، والعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، بمَجْلِسٍ مِن مَجَالِسِ الأنْصَارِ وهُمْ يَبْكُونَ، فَقالَ: ما يُبْكِيكُمْ؟ قالوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَّا، فَدَخَلَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ بذلكَ، قالَ: فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ عَصَبَ علَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قالَ: فَصَعِدَ المِنْبَرَ، ولَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أُوصِيكُمْ بالأنْصَارِ، فإنَّهُمْ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقدْ قَضَوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهمْ، فَاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ، وتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ).
[26] - الوصيّة بإخراج المشركين من جزيرة العرب: فمن شدّة حرص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أمّته أن كتب كتاباً مُفصّلاً وهو في شدّة مَرضه؛ لِئلّا تَضِلّ أمّته من بعده؛ فأوصى أصحابه بثلاث وصايا كان منها إخراج المشركين من جزيرة العرب، قال عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (اشْتَدَّ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ يَومَ الخَمِيسِ، فَقَالَ: ائْتُونِي بكِتَابٍ أكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أبَدًا، فَتَنَازَعُوا، ولَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقالوا: هَجَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: دَعُونِي، فَالَّذِي أنَا فيه خَيْرٌ ممَّا تَدْعُونِي إلَيْهِ، وأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بثَلَاثٍ: أخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ، وأَجِيزُوا الوَفْدَ بنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ).
[27] - النهي عن اتِّخاذ مسجده قبراً: فقد نهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن اتِّخاذ قبره مسجداً، وكانت وصيّته هذه من آخر ما تكلّم به قبل وفاته، حيث قال: (قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ).
[28] - الوصيّة بإحسان الظنّ بالله: أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عباده قبل مماته بالحرص على حُسن الظنّ بالله، حيث قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بثَلَاثٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ).
[29] - الوصية بالصلاة: أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو في شدّة مرضه بالصلاة، حيث قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حينَ حضَرتهُ الوفاةُ وَهوَ يُغَرْغرُ بنفسِهِ الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم).
[30] - انتهاء مُبشِّرات النبوّة إلّا الرؤيا: بيّنت السيرة النبويّة عدم بقاء شيءٍ من مُبشِّرات النبوّة إلّا الرؤيا، حيث قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ السِّتْرَ ورَأْسُهُ مَعْصُوبٌ في مَرَضِهِ الذي مَاتَ فِيهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا يَرَاهَا العَبْدُ الصَّالِحُ، أوْ تُرَى له).
[31]
حال المسلمين بعد وفاة النبيّ
فُجِع المسلمون بوفاة النبيّ، وتقطّعت قلوب الصحابة ألماً على فقْده عليه السلام، وظهرت مشاعر الحزن جليّةً في عبارة فاطمة -رضي الله عنها- حين قالت: "يا أنَسُ أطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أنْ تَحْثُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التُّرَابَ"، وقد ذُهِل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بساعة موت الرسول فتوعّد كلّ من قال أنّ محمّداً قد مات بقَطع رأسه، وقال: "إنّه غاب عن قومه كما غاب موسى لملاقاة ربّه"، فصدح الصدّيق -رضي الله عنه- بعمر، وقام خطيباً في الناس وقال بعد أن أثنى على الله وحمده: "من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت"، ثمّ تلا عليهم قول الله -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ)،
للمزيد من التفاصيل عن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- الاطّلاع على مقالة: ((بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته)).
وللمزيد من التفاصيل عن مقالاتٍ ذات علاقة بالنبي -صلى الله عيه وسلّم- الاطّلاع على العناوين الآتية:
- ((كيف يكون حب الرسول)).
- ((ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم)).
- ((حق الله وحق الرسول)).
- ((فضائل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم)).
المراجع
- 1 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أمّ المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5674، صحيح. .
- 3 - الصالحي الشامي (1993)، <i> " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " , (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة , الصالحي الشامي (1993)، .
- 4 - سعيد حوّى (1995)، <i> " الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية " , (الطبعة الثالثة)، عمان: دار السلام، صفحة 1000، جزء 2 , سعيد حوّى (1995)، .
- 5 - عمر النبي عليه الصلاة والسلام بالتقويم الهجري والميلادي , www.islamweb.net , 28-4-2009، 31-3-2020. بتصرّف. .
- 6 - سعيد حوى (1416 هـ)، <i> " الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية " , (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 1027، جزء 2 , سعيد حوى (1416 هـ)، .
- 7 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 3176، صحيح. .
- 8 - موت النبي صلى الله عليه وسلم , www.dorar.net , 15-12-2019. بتصرّف. .
- 9 - منقذ السقار، " وفاة النبي صلى الله عليه وسلم " , www.saaid.net , منقذ السقار، .
- 10 - رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أمّ المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3141، حسن. .
- 11 - صالح المغامسي، <i> " التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبويّة للمقدسي " , ، صفحة 11-12، جزء 4 , صالح المغامسي، .
- 12 - محمّد صالح طه (2013م)، <i> " وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأظلمت المدينة " , (الطبعة الثانية)، بيروت: دار المنهاج للنشر والتوزيع، ص , محمّد صالح طه (2013م)، .
- 13 - محمّد الصالحي الشامي (1993م)، <i> " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " , (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة 329، جز , محمّد الصالحي الشامي (1993م)، .
- 14 - صالح بن طه عبد الواحد، <i> " سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام " , (الطبعة الثانية)، عمان: الدار الأثرية، صفحة 575، جزء 1 , صالح بن طه عبد الواحد، .
- 15 - ابن ناصر الدين الدمشقي، <i> " سلوة الكئيب بوفاة الحبيب " , ، الإمارات: دار البحوث للدراسات الإسلامية، صفحة 156-158 , ابن ناصر الدين الدمشقي، .
- 16 - رحيل النبي عليه الصلاة والسلام , www.alukah.net , 2-2-2020. بتصرّف. .
- 18 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أمّ المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 687، صحيح. .
- 19 - سعيد حوى (1416 هـ)، <i> " الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية " , (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 1028-1209، جزء 2 , سعيد حوى (1416 هـ)، .
- 20 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أمّ المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6285، صحيح. .
- 21 - الإمام النسائي (1994)، <i> " الوفاة-وفاة النبي صلى الله عليه وسلم " , (الطبعة الأولى)، الشارقة: دار الفتح، صفحة 15-18 , الإمام النسائي (1994)، .
- 22 - رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن العباس بن عبد المطلب، الصفحة أو الرقم: 9/26، رجاله ثقات. .
- 23 - رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 647، أخرجه في صحيحه. .
- 24 - رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 5، أخرجه في صحيحه. .
- 25 - علي الصلّابي (2009م)، <i> " السيرة النبويّة عرض وقائع وتحليل أحداث دروس وعبر " , (الطبعة الثانية)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 552-553، جزء 2 , علي الصلّابي (2009م)، .
- 26 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3799، صحيح. .
- 27 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3053، صحيح. .
- 28 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 437، صحيح. .
- 29 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2877، صحيح. .
- 30 - رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2200، صحيح. .
- 31 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 479، صحيح. .
- 32 - سورة آل عمران، آية: 144. .
- 33 - صالح بن طه عبد الواحد (1428 هـ)، <i> " سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام " , (الطبعة الثانية)، عمان: الدار الأثرية، صفحة 576 , صالح بن طه عبد الواحد (1428 هـ .
- 34 - علي الصلّابي (2009م)، <i> " السيرة النبويّة عرض وقائع وتحليل أحداث دروس وعبر " , (الطبعة الثانية)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 556-557، جزء 2 , علي الصلّابي (2009م)، .