إذا كنت تحلم بالدراسة في الخارج … إليك بعض النصائح لاختيار البرنامج الدراسي المُناسب لك

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
إذا كنت تحلم بالدراسة في الخارج … إليك بعض النصائح لاختيار البرنامج الدراسي المُناسب لك

إذا كنت تحلم بالدراسة في الخارج في أحد الجامعات المرموقة، ولكن لا تعلم ما هي الخطوات المُتبعة حتى تختار البرنامج الدراسي المُناسب لك للتقديم فيه. إليك بعض النصائح التي ستُفيدك سواءً كنت تبحث عن برنامج للالتحاق بالبكالريوس أو الدراسات العُليا.


اختر تخصص معين 


قد تكون هذه الخطوة من أكثر الخطوات صعوبة في اختيار البرنامج الدراسي، لكن في الحقيقة إذا استطعت القيام بها ستوفر عليك مزيد من الجهد والوقت، ففي البلاد المتقدمة تتوفر البرامج الدراسية والجامعات بشكل ضخم على عكس بلادنا العربية. لذلك، إذا لم تُحدد التخصص الذي تُريد دراسته، فقد يستغرق منك الأمر شهور طويلة للبحث عن أفضل برنامج دراسي لك، وعلى الرغم من وجود اعتبارات عديدة أثناء اختيار ما يُناسبنا في الدراسة لكن يظل حبنا وشغفنا تجاه تخصص مُعين مفتاح النجاح، والاستمرار والمُثابرة للنجاح في مجال مُعين مهما كانت صعوبته. لذا، احرص على اختيار ما تحب القيام به وما تتشوق لتعلّمه، فهم دائمًا ما يبحثون عن الشخص الشغوف المثابر الذي يسعى للتعلّم.


وإذا وجدت نفسك تشعر بالحيرة تجاه اختيار تخصص مُعين، يمكنك أن تختار تخصصين أو ثلاثة تخصُصات كحد أقصى للبحث في الاختيارات المُتاحة بهم.


حدد غرضك من الدراسة 


قد تكون هذه الخطوة مُخصصة بشكل أكبر لطلاب الدراسات العليا الذين يسعون لاستكمال دراستهم بالخارج، وتكمُن أهمية هذه الخطوة في معرفة أهدافك وأغراضك من الدراسة، هل تسعى لاكتساب مهارات فنية لزيادة فرص مُنافستك في مجال العمل؟ هل تسعى لزيادة حصيلتك المعرفية والنظرية في مجالك؟ هل تسعى للحصول على الدكتوراة والعمل في المجال الأكاديمي والبحثي؟ هل مازلت في بداية الطريق وتشعر بالحيرة ولا تعرف بالتحديد ما هي أهدافك المُستقبلية؟


كلما كنت واضحًا مع نفسك في الإجابة على مثل هذه الأسئلة، كلما استطعت البحث بفعالية أكبر، فهُناك برامج مُتخصصة في اكتساب المهارات الفنية والتي يُمكنك فيها التركيز على تخصص مُعين بعد تفصيل المواد الدراسية لتُلائم احتياجاتك، هُناك برامج دراسية تُقدم مواد نظرية وأكاديمية بشكل أكبر، وهُناك برامج بشكل رئيسي تُقوي مهاراتك البحثية وتُؤهِلك للحصول على الدكتوراة، وكذلك هُناك برامج دراسية عامة تجمع بين الجانب النظري والعملي والبحثي إذا كنت غير قادر على اختيار مسار مُعين.


ابدأ بالبحث على شبكة الإنترنت 


هُنا تأتي الخطوة الأساسية، لا شك أنّ الإنترنت سنح الفرصة لنا للتعرّف بشكل مفصلّ على كل جامعة والبرامج الدراسية المُتاحة بها، وكل الفرص المُمكنة أمامنا، ونتيجة الانفتاح الذي يشهده العالم وإقبال كثير من الطلاب على الدراسة بالخارج، فإنّ أغلب الجامعات تحاول تسهيل الفرص وتقديم المساعدة وتوضيح كل المعلومات الخاصة ببرامجها الدراسية على مواقعهم الإلكترونية. في البداية يُمكنك أن تُخصص بحثك عن طريق معرفة الجامعات التي تحتل المراتب الأولى في تخصصك من بعض المواقع الإلكترونية المُخصصة لذلك مثل موقع (Top Universities)، من خلال هذا الموقع يُمكنك اختيار تخصصك وعندما تظهر لك قائمة الجامعات. يمكنك البدء في البحث عن كل جامعة من خلال زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بها ثم تقوم بتصفح البرامج الدراسية المُتعلقة بمجال دراستك، وبالتأكيد كُلما كان لديك الوقت الأكبر للبحث في اختيارات عديدة، كُلما فتح لك البحث آفاق جديدة وفُرص مُختلفة حتى تجد البرنامج الدراسي المُناسب لإمكانياتك ومهاراتك.


ويُمكننا القول بأنّ اختيارك للجامعات المُناسبة لك يتوقف على مدى تقييمك لإمكانياتك ومهاراتك، فعلى سبيل المثال: قد تكون واثقًا في الفترة الحالية بأنّ لديك المهارات والمؤهلات التي تُمكّنك للتقديم في أفضل خمس أو عشر جامعات عالميًا في مجالك، وقد تكون مُدركًا بأنّك مازلت في حاجة إلى تنمية بعض المهارات والمؤهلات لديك، وبالتالي ستبدأ بالبحث والتقديم بدايةً من الجامعة رقم 20 أو 30 في القائمة، وفي الحقيقة قد يعتقد البعض أنّ هذا تقليل من قُدراتك ولكن في رأيي قد يكون التفكير بشكل واقعي أفضل لك حتى توفر على نفسك مزيد من الوقت والجهد، وفي النهاية لا يوجد شيئًا مُستحيلًا، فإذا كنت تحلم بالالتحاق بأفضل جامعة في العالم، فيُمكنك الوصول لذلك، ولكن حينها قد تنتظر بعض الوقت لزيادة مهاراتك وإمكانياتك ومؤهلاتك التي تُمكّنك من المُنافسة الشديدة في هذه الجامعة الرائدة، أمّا إذا كنت ترغب في الالتحاق بالدراسة في الوقت الحالي، فالمسألة تعتمد على الموازنة السليمة بين مؤهِلاتك وخبراتك الحالية وبين الشروط التي تطلُبها كل جامعة.


وبعيدًا عن كل ذلك قد تكون سُمعة الجامعة، أو ما يُسمى بالبرستيج التي تمنحه لكل طالب عاملًا غير جوهري في الاختيار إذا ما قارناه بشعور الطالب بالارتياح في جامعة مُعينة أثناء التعلّم، أو اكتسابه لمهارات مُعينة تُناسب اهتماماته، وشعوره بالاستفادة وقدرته على تنمية شخصيته وإدراكه المعرفي.


اطلِع بدقة على التفاصيل الخاصة بكل برنامج


أحيانًا يكتفي الطالب بقراءة عنوان البرنامج والتعريف العام به والذي يُعتبر أمر غير كافي لمعرفة البرنامج بشكل مفصّل، فعندما تشعر بالحيرة في الاختيار بين برنامجين أو أكثر، قد يُساعدك الاطلاع على المواد التي يطرحها كل برنامج دراسي في تفضيل برنامج دراسي عن آخر، وقد لا تكتفي فقط بقراءة عناوين المواد المطروحة بل يُمكنك السعي لمعرفة ما سوف تدرسه في كل مادة، حينها يُمكنك أن تقرر إذا كانت المواد الدراسية تتناسب مع احتياجاتك واهتماماتك أم لا؟ كذلك يجب أن تطلِع على الشروط الخاصة بكل برنامج وهل يُمكنك أن تستوفي هذه الشروط أم لا؟ فبالطبع كُلما كان لديك دراية بالبرنامج كلما ساعد ذلك في وضوح رؤيتك وهدفك، وهو ما يؤثر بشكل قوي على قبولك في الجامعة.


اسأل كثيرًا وتحدّث مع الطلاب المُتخرجين والأساتذة 


عندما تطلِع على أغلب المواقع الإلكترونية للجامعات، ستجد ما يُسمونه بال (Academic Coordinator ) وهي وظيفة مُخصصة لمُساعدة الطلاب الذين يريدون الاستفهام عن أي تفاصيل مُتعلقة بالبرامج الدراسية في الجامعة. لذلك، استغل هذه الفرصة، فقد يغفل عنا القيام بهذه الخطوة لعدم اعتيادنا على أن نتلقى المُساعدة من هؤلاء الأشخاص في نُظمنا التعليمية، وستجد أنّ هؤلاء الموظفين قادرون على تقديم المُساعدة لك بشكل كامل، كذلك توفر أغلب الجامعات البريد الإلكتروني الخاص بأساتذة الكليات المُختلفة للتواصل معهم، فهؤلاء الأساتذة يُمكنك التواصل معهم وتوجيه بعض الأسئلة المُتخصصة لهم.


على سبيل المثال: إذا كنت طالب تسعى للالتحاق بأحد برامج الدراسات العليا كالدكتوراة، فيُمكنك التواصل مع أساتذة الجامعة إذا كنت تبحث عن أستاذ جامعي يهتم بالموضوعات البحثية التي تهتم بها، وبالطبع من أكثر الخطوات التي ستستفيد منها بشكل فعال التواصل مع الطلاب الخريجين من البرنامج الدراسي والذي يُمكنك الوصول لهم من خلال موقع الجامعة، فهؤلاء يُمكنهم تقييم البرنامج الدراسي من منظورهم، والذي يُفترض أن يقترب كثيرًا من منظورك، كما أنّهم سيذكرون لك بصدق مزايا وعيوب البرنامج، الفرص التي يُتيحها البرنامج، البيئة المُحيطة، و الخطوات التي اتخذوها للقبول بالجامعة.


ابحث عن مدى إمكانية الجامعة لدعمك ماديًا


لا شك أنّ الدعم المادي يُمثل عقبة في طريق الكثير من الطُلاب للدراسة بالخارج، لكن هُناك الآن كثير من الجامعات توفر الدعم المادي لطلابها الغير قادرين بعد أن تضمن جديتهم واستحقاقهم للانضمام للجامعة. لذلك، إذا كنت أنت أو أهلك غير قادرين على التكفلّ بمصاريف الدراسة كلها، فيجب أن تضع في اعتبارك التسهيلات المادية التي توفرها كل جامعة للطلاب، فبالرغم من قلة عددهم لكن هُناك جامعات تطرح منح تتكفل بتحمل جميع مصاريف الدراسة، أمّا أغلب الجامعات فيُمكنها التكفُل بمصاريف الجامعة بشكل جزئي بعد التفاوض معهم بشأن ذلك، بالتالي سوف يقع اختيارك على الجامعة التي تُلائم ظروفك المادية، ومدى قُدرتك على تكفل مصاريفك الدراسية.


ابحث عن الفرص المُحتملة للعمل بعد التخرج


تقوم بعض الجامعات بوضع قائمة تُسمى بال (Job Listings) وهي قائمة تذكر فيها الوظائف التي التحق بها خريجو البرامج الدراسية، أو تقترح فيها بعض الوظائف التي يؤهِل البرنامج الطلاب للعمل بها بعد التخرج، وهذه المُسميات الوظيفية قد تُساعدك في تحديد إذا كان البرنامج يُناسبك أم لا، أمّا إذا كنت تحلم بوظيفة مُعينة في مكان مُعين، وهذا المكان يُرشحون فيه للعمل الطلاب المُتخرّجين من جامعات مُعينة، فاحرص على اختيار أحد هذه الجامعات حتى يسهُل عليك الوصول لهذه الوظيفة.


اختر البيئة المناسبة لك


تُعتبر تجربة الدراسة بالخارج تجربة جديدة وقد تكون مُرهقةً نفسيًا؛ نتيجةً لشعورك بالغربة خاصةً في البداية. لذلك، احرص أثناء الاختيار أن تقع الجامعة في مدينة مُتعددة الطوائف والجنسيات، فكُلما اعتاد مواطنو المدينة على التعايُش مع المواطنين الأجانب، كُلما كانوا أكثر تسامُحًا وتفتُحًا، وبالتالي تتجنب التعرّض للمواقف التي قد تشعر فيها ببعض العنصرية والتمييز، فعلى سبيل المثال: حاول أن تبحث عن شبكة علاقات تضُم طُلاب من نفس بلدك أو ديانتك، فهؤلاء قد يُساعدوك ويدعموك في أي موقف صعب أو جديد تتعرّض له، كذلك هُناك بعض المُدن التي تتميز بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار في السلع والسكن، والذي يُعتبر عامل مُهم يجب أن تضعه في اعتبارك.