استراتيجية المحيط الأزرق

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-02-29
استراتيجية المحيط الأزرق

هناك اتجاه كبير اليوم إلى الاعتماد على أحدث وأشهر النظريات العلمية التي تصب في صالح مؤسسات العمل على اختلاف مجالاتها ، حيث أن كل شخص واعي اليوم وكل حكومة مواكبة للأحداث العالمية تعي جيدًا أن الأنظمة المؤسسية الجيدة والناجحة هي السبيل الأساسي والرئيسي من أجل التقدم والرقي ، ولذلك كان لا بُد من السعي جديًا إلى تطوير وزيادة درجة فاعلية وإيجابية الاستراتيجيات المتبعة داخل مؤسسات العمل سواء العامة أو الخاصة  .

تعريف الاستراتيجية الحديثة

إن مصطلح الاستراتيجية يُعني باللغة العربية النظام والخطة التي يتم العمل ضمن المعايير التي تفرضها تلك النظرية من أجل الوصول إلى أهداف ونتائج مُحددة ، ويُعد مُصطلح الاستراتيجية الحديثة هو أحد المصطلحات التي قد تم تعميمها على كافة المجالات العلمية والعملية وكافة مجالات الحياة بوجه عام ، أما فيما يخص الأساليب والأنظمة التنموية فقد حظيت بالنصيب الأكبر من الاستراتيجيات الحديثة التي تهدف بشكل أساسي إلى رفع مستوى معدل أداء جميع أقسام مؤسسات وشركات العمل مهما كان مجال العمل خاصتها ، ومن أهم تلك الاستراتيجيات هي استراتيجية المحيط الأزرق .

تُعتبر استراتيجية المحيط الأزرق من الاستراتيجيات الحديثة نوعًا ما والتي قد لقيت نسبة اهتمام بالغة خلال السنوات السابقة من قبل أصحاب الأعمال والمؤسسات ، ويُذكر أن أصل هذه الاستراتيجية يعود إلى عالمان الأول هو البروفيسور دبليو شان كي وزميلة أخرى له هي البروفيسور رينية موبورن Renee Mauborgne .أما الفكرة الأساسية والمغزى الجوهري الذي تقوم عليه هذه الاستراتيجية ؛ فهو أن على كل مؤسسة عمل أو شركة صغيرة كانت أو كبيرة تأمل في أن تصل إلى أعلى مراتب النجاح وأن تستمر في نفس المستوى من النجاح والتميز أن تبتعد بشكل كامل وتام عن منافسة الاخرين ! .وعلى الرغم أن هذا المعنى غريب نوعًا ما في عالم المال والأعمال الذي يُعتبر التنافس هو أحد أهم الأسس والمقومات التي يقوم عليها نجاح العديد من المشاريع ؛ إلا أن الكثير من الأشخاص اهتموا بهذه الفكرة الجديدة ، وأصبحوا يكثرون من البحث حولها للوصول إلى ماهيتها بشكل دقيق وصحيح .

شرح استراتيجية المحيط الأزرق

يُمكننا أن نقوم بتوضيح وشرح استراتيجية المحيط الأزرق بشكل مبسط من خلال النقاط التالية :-إن هذه الاستراتيجية تدعو كافة مؤسسات العمل التي تسعى إلى إنجاز والنجاح والتميز إلى ان تبتعد تمامًا عن المنتجات والخدمات التي تكتظ بها الأسواق والتي تشهد درجة غير عادية من التنافس بين الشركات وبعضها البعض ، وأن تبدأ في طرح منتجاتها وخدماتها في سوق جديد ؛ ومن ثم تتمكن من أن تحقق درجة نجاح وريادة بشكل سريع جدًا .وهنا أشار البعض إلى أن تلك الخطة تتطلب قدر عالي جدًا من الجرأة والشجاعة لأن نسبة نجاحها منخفضة جدًا وتتطلب قدر غير عادي من الدقة والفطنة والمهارة والخبرة أيضًا ؛ حتى لا تكبد صاحب مؤسسة العمل الخسائر الكبيرة التي قد لا تؤدي إلى فشل المشروع فحسب ؛ وإنما قد تنتهي بصاحب مؤسسة العمل إلى إشهار إفلاسه .وفي هذا الصدد أشار الأشخاص الموافقين على هذه الاستراتيجية إلى أنه يُوجد مجموعة من العوامل والاعتبارات التي لا بُد من الالتفاف إليها جيدًا واخذها في الاعتبار من اجل نجاح المؤسسة ، وهذا ما تم توضيحه بالفعل في الكتاب الذي قد حمل اسم ( الإدارة الااستراتيجية ) .

كتاب الإدارة الاستراتيجية

لقد تناول كتاب الإدارة الاستراتيجية شرح مُستفيض للطريقة المثلى التي يُمكن من خلالها تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق بنجاح في ثلاثة أجزاء ، على النحو التالي :الجزء الأولهذا الجزء من الكتاب يُلقي بالضوء على مجموعة من أهم المفاهيم المرتبطة باستراتيجية المحيط الأزرق وجميعها تنص على أهمية الابتكار والإبداع والابتعاد عن التقليدية والسعي دائمًا إلى تقديم أفضل مستوى جودة في السلعة بأقل تكلفة ممكنة ، إلى جانب الإشارة إلى أفضل وسائل تحليل السوق وقد تم تلخيص هذه الأفكار في أربعة نقاط أساسية ، هي : ( التقليص ، الإزالة ، إنشاء شبكة ، رفع ) .الجزء الثانيونظرًا إلى أن المفاهيم السابقة غامضة وتحتاج إلى المزيد من الشرح والتحليل ؛ فقط قام مؤلفي الكتاب بالتحدث بشكل أكثر وضوحًا على طريقة تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق في أكثر من مبدأ ، كما يلي :

  • الاعتماد على اختيار سوق خالي من المنتج والابتعاد عن الأسواق المزدحمة به .
  • لا يتم اختيار الأسواق بشكل عشوائي ؛ وإنما يجب أن تكون تلك الأسواق في حاجة بالفعل إلى هذه السلعة .
  • السعي إلى احتلال المركز الأول في تقديم هذه السلعة والوصول إلى مستوى الريادة في هذا السوق الجديد .
  • الحرص دائمًا على الابتعاد عن التنافس الذي أصبح ياتي بنتائج عكسية على صاحب السلعة وعلى المستهلك .
  • ومن أبرز الأمثلة التي توضح أن التنافس عالي الوطيس بين الشركات التي تُقدم نفس المنتجات أصبح أكثر ضررًا للمستهلك هي شركات إنتاج الهواتف المحمولة ، حيث أن زيادة عدد المنتجات أصبح يدفع الشركات على تزويد الهاتف بميزات إضافية لا فائدة منها مثل تزويد الهاتف  بثلاثة كاميرات في حين أن الغالبية العظمى من المستهلكين ليسوا في حاجة إلى هذه الميزة كما أن إضافة مزايا لا فائدة منها يرفع من سعر المنتج .الجزء الثالثأما الجزء الثالث من هذا الكتاب الذي قد تناول نظرية المحيط الأزرق باستفاضة ؛ يؤكد على أهمية أن يكون هناك قيادة ماهرة وحكيمة في نفس الوقت عند الرغبة في تحقيق هذه النظرية بنجاح ، لأن القائد هنا سوف يكون المسؤول عن تطبيق مبادئ الاستراتيجية بشكل دقيق وصحيح .كما قد أكد أصحاب هذه النظرية أيضًا ومن خلال كتاب الإدارة الاستراتيجية على أن تحقيق مبدأ العدالة داخل مؤسسة العمل وبين جميع أفراد فريق العمل من أهم السبل التي يُمكن من خلالها الوصول إلى أفضل النتائج عند تحقيق نظرية المحيط الأزرق .واخر ما نصت عليه هذه الاستراتيجية أنه على المؤسسة التي تسعى فعليًا إلى النجاح والازدهار أن تعمل جاهدة على أن توفر أهم الموارد التي تُساعدها على تقديم سلعة أو خدمة بالفعل مميزة ، وبالتالي ؛ فإن الشركة هنا سوف تجمع بين الجودة والانتشار والريادة في بعض الأسواق الجديدة ، مما يُحتم بالطبع ضرورة نجاح تطبيق الاستراتيجية .ولم يغفل الأشخاص الموافقين على تلك الاستراتيجية والمُشجعين لها عن جذب انتباه أصحاب المؤسسات والشركات إلى أن توافر جميع العوامل السابقة مع عدم توفر الاقتناع التام بمبادئ هذه النظرية لن يكون مُجديًا ، وبالتالي ؛ لا بُد أن يقتنع صاحب المؤسسة وفريق العمل بأكمله اقتناع تام بصحة فروض تلك النظرية حتى يتمكنوا من تطبيقها بشكل صحيح ، ومن ثَم تحقيق النجاح والتقدم والازدهار لمؤسسة العمل ككل .ويُذكر أنه يوجد عدد كبير من الشركات والمؤسسات الناجحة على مستوى العالم قد تمكنت بالفعل من أن تحقق درجة نجاح غير مسبوقة نتيجة تبنيها لاستراتيجية المحيط الأزرق ، ولا سيما أن هذه الخطة قابلة للتنفيذ في كافة المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية وغيرهم بنفس مستوى النجاح والفائدة إذا ما تم تطبيقها بشكل صحيح .