من المُنصِف القول بأن الجامعات في أستراليا تُهيمِن على النُسخة الجديدة من قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS لأفضل 50 جامعة على مستوى العالم عُمرها أقل من 50 عامًا. وحيث كان نصيب أستراليا هو 9 جامعات من بين الجامعات الخمسين فهي، وبارتياح أكثر شبابًا بكثير من أي بلد آخر؛ وكانت إسبانيا أقرب منافسيها، وكان نصيبها 5 جامعات.
بطبيعة الحال، ليس مُفاجئًا أن تحتل الجامعات في أستراليا مراتب جيدة عالميًا؛ فأستراليا هي واحدة من الدول أصحاب الحضور العالمي الكبير في قطاع التعليم العالي على مستوى العالم، وجامعات مثل، الجامعة الوطنية الأسترالية، وجامعة ملبورن، وجامعة سيدني، جميعُها أسماء مألوفة ضمن أعلى الجامعات تصنيفًا على مستوى العالم على قوائم كافَّة جهات التصنيف العالمي للجامعات. وفي حين نجد العديد من الجامعات في أستراليا يعود تاريخ إنشائها إلى القرن التاسع عشر (تأسست جامعتي سيدني وملبورن في أوائل خمسينيات القرن التاسع عشر عشر)، أما عن نظام التعليم العالي فهو (على الصعيد العالمي على الأقل) حديث نسبيًا.
وفي النسخة الجديدة للتصنيف، أفضل 50 جامعة عُمرها تحت 50 عامًا، تحتفظ أستراليا بإجمالي 9 جامعات – مع خروج اثنتين من الجامعات التي كانت على القائمة في العام الماضي ودخول جامعتان بدلاً منها. فقد خرجت جامعة ماكواري، حيث تجاوز عُمرها 50 عامًا، وكذلك جامعة فلاندرز، والتي انخفضت تصنيفها في آخر قائمة لتصنيف الجامعات العالمي QS لأفضل جامعات العالم. وبدورهما ظهرت جامعتا غريفيث وجيمس كوك ضمن أفضل 50 جامعة على مستوى العالم عُمرها أقل من 50 عامًا، وعززت الجامعتان من تصنيفهما العالمي بين جامعات العالم.
وفيما يلي نُلِقِي نظرة فاحصة على افضل الجامعات الشابة في استراليا وهي بمعنى آخر افضل الجامعات الجديدة في استراليا وما لديها من مواطن قوّة مكنتها من الارتقاء على قائمة التصنيف العالمي سريعًا جدًا:
جامعة التكنولوجيا، سيدني
اكتسبَت جامعة التكنولوجيا بسيدني (UTS) صفة الجامعة في عام 1988 (بعد أن كانت تحمل في البداية اسم “كلية سيدني التقنية” في عام 1893). واسمها في الواقع مُضلِّل قليلاً؛ وهي توفر مجموعة واسعة من البرامج الدراسية، ليس فقط في مجال التكنولوجيا، وأكبر أقسامها هو في الواقع كلية الأعمال.
ارتَقَت للمرتبة 272 على مستوى العالم في عام 2013/ 2014 وفقًا لتصنيف الجامعات العالمي QS، واحتلت جامعة التكنولوجيا بسيدني المرتبة العشرين في آخر تصنيف لأفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا، وبالكاد خرجت عن أقل 10 جامعات عُمرًا.
ومثل كافّة الجامعات الشابة التسعة الأفضل في أستراليا، فأنها تحصل على نتائج قوية إلى حد كبير نظرًا لسُمعتها بين أصحاب الأعمال (بالكاد لم تدخل قائمة أفضل 100 جامعة على هذا المقياس)، وكذلك بسبب النسب العالية لديها من الأجانب، سواء من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب.
جامعة ولونغونغ
يقع مقر الجامعة في ولونغونغ، وهي مدينة ساحلية في جنوب سيدني، وتأسست جامعة ولونغونغ بصفتها جامعة مُستقلّة عام 1975 (تكوَّنت مما كان سابقًا قسمًا من أقسام جامعة نيو ساوث ويلز للتكنولوجيا).
على الرغم من أنها بدأت كحرم جامعي فرعي إقليمي، فقد أصبح للجامعة الآن حرمها الجامعي الدولي الخاصّ جدًا، جامعة ولونغونغ في دُبيّ، فضلاً عن مدرسة الأعمال في سيدني. وقد تَدَنّى ترتيب الجامعة قليلاً على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS لعام 2013/ 2014 لتأتي في المرتبة 276 مُكرَّر، وتحتل المرتبة 22 ضمن أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا.
جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا
تأتي جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في المركز التالي مُباشرة لجامعة ولونغونغ ضمن قائمة أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا، في المرتبة 23.
تقع الجامعة في بريسبان وتتخصص في الموضوعات المتعلِّقة بالعلوم والهندسة، فضلاً عن برامج دراسية في مجال الأعمال، والقانون، والتعليم.
جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا هي إحدى أكثر الجامعات شبابًا على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS لأفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا؛ فقد تأسست في عام 1990، من اندماج العديد من المُؤسسات القائمة. وتحتل الآن المرتبة 279 مُكرَّر على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS، وقد حصلت على نتائج قوية جدًا لسمعتها بين أصحاب الأعمال عالميًا (جاء ترتيبها تاليًا مُباشرةً لأفضل 125 جامعة) ونسبة الأجانب لديها من طلاب وأعضاء هيئة التدريس.
جامعة كيرتن
احتلت جامعة كيرتن – ومقرُّها بيرث – المرتبة الرابعة بين أفضل الجامعات الشابّة في أستراليا، كما جاءت في المرتبة 25 ضمن أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا، وقد تأسست في عام 1987 (مرة أخرى، بعد أن كانت معهدًا بالسابق).
وعلى غرار مثيلتها جامعة التكنولوجيا بسيدني، جامعة كيرتن مثال آخر على جامعة بدأت بالتركيز على التكنولوجيا – واسمها الرسمي الكامل لا يزال جامعة كيرتن للتكنولوجيا – ولكنها توسّعَت في مجالات الدراسة لديها لتوفر برامجَ دراسية تشمل مجموعة واسعة من موضوعات الدراسة.
تحتل حاليا المرتبة 284 مُكرَّر على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS، ومرة أخرى، تمتلك سُمعة قويّة جدًا بين أصحاب العمل، فضلاً عن كونها تضُمّ بعضًا من مجموعات الطُلاب وهيئات التدريس هي من بين الأكثر تنوعًا على مستوى العالم.
جامعة معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا (RMIT)
تُسمَّى جامعة RMIT اختصارًا لاسمها الرسمي الكامل، جامعة معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا، والتي احتفظت بتركيزها على تخصصات دراسية مُعيّنة، وهي التكنولوجيا، والعلوم، والهندسة – فضلاً عن كليّة الأعمال وكلية التصميم.
تحتل الجامعة المرتبة 291 مُكرَّر على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS، وتحتل جامعة RMIT المرتبة 28 ضمن أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا. وفي حين أن لديها صلات بمؤسسات مختلفة بدأت قبل ذلك بكثير، إلا أن جامعة RMIT لم تُصبح على شكلها الحالي كجامعة حكومية سوى منذ عام 1992 – ما يجعلها رابع أكثر الجامعات شبابًا على قائمة أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا.
ومرة أخرى، تتمتع الجامعة بسمعة قوية جدًا بين أصحاب العمل (فهي ضمن أفضل 100 جامعة)، ولديها نسب عالية جدًا من الأجانب، سواء من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب.
جامعة نيوكاسل
أُنشِأت جامعة نيوكاسل على أطراف مدينة نيوكاسل، وهي مدينة ساحلية تقع في شمال سيدني، وجامعة نيوكاسل هي ضمن المؤسسات الأقدم التي شملتها قائمة أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا. ولكونها قد بدأت باعتبارها إحدى كليات جامعة نيو ساوث ويلز للتكنولوجيا، لم تكتسب صفة الجامعة العامّة المُستقلة سوى في عام 1965 – ما يعني أنها قريبًا لن يُمكن وصفها بأن عُمرها “أقل من 50 عامًا”.
يُدرَّس في الجامعة مجموعة ضخمة من موضوعات الدراسة، والجامعة مُصنفة ضمن أفضل 300 جامعة على مستوى العالم، وقد جاءت في المرتبة 298 على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS في عام 2013/ 2014. وتتقاسم نفس مواطِن القوة على غرار مثيلاتها من أفضل الجامعات الشابّة الأخرى في أستراليا: سُمعة قوية بين أصحاب العمل في جميع أنحاء العالم، و نسبة عالية جدًا من الأجانب، سواء من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب.
جامعة غريفيث
وافِد جديد على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS لأفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا، وقد قفَزَ ترتيب جامعة غريفيث 27 مرتبةً من آخر مرتبة حققتها على قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS، لتصل إلى المرتبة 341 مُكرّر (مُناصَفةً مع جامعة جنوب أستراليا).
تأسست جامعة غريفيث في عام 1971 في ضاحية ناثان في بريسبان، وقد ظهرَت الجامعة نتيجة لمشروع كان مُقرّرًا في البداية أن يكون توسع لمُنشآت جامعة كوينزلاند. واليوم، اتّسعت لتُصبِح جامعة بحثية عامة كبيرة تنتشر عبر 5 أحرام جامعية تمتد على الساحل الشرقي، يدرس فيها ما يزيد على 40,000 طالب مُسجَّلين في مجموعة واسعة من البرامج الدراسية.
جامعة جنوب أستراليا
إحدى الجامعات الأكثر شبابًا بين أفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا، وقد أنشِأت جامعة جنوب أستراليا في عام 1991 من اندماج معهد جنوب أستراليا للتكنولوجيا وكليات التعليم المتقدِّم.
في الواقع تدنّى ترتيبها قليلاً في النسخة الأخيرة من قائمة تصنيف الجامعات العالمي QS، إلا أنها مع ذلك ما تزال في نفس مرتبة جامعة غريفيث حيث جاءت في المرتبة 341 مُكرَّر. ويقع المقرّ الرئيسي للجامعة في أديلايد، ولديها العديد من الأحرام الجامعية الإضافية في أنحاء ولاية جنوب أستراليا؛ وبضمّها الجامعة ما يزيد على 30,000 طالب مُسجَّل، فهي أكبر جامعات الولاية بلا مُنازع.
جامعة جيمس كوك
وأخيرًا جامعة جيمس كوك (JCU)، وهي ثاني أحدث الجامعات الأسترالية التي تدخل على قائمة هذا العام لأفضل 50 جامعة عُمرها أقل من 50 عامًا.
وقد أصبحت جامعة جيمس كوك جامعة مُستقلة في عام 1970، بعد أن بدأت باعتبارها فرعًا لجامعة كوينزلاند. وتقع أحرامها الجامعية الرئيسية في مُدن ولاية كوينزلاند، كارينز، وتاونزفيل، ولديها أيضًا عدد من الأحرام الجامعية الفرعية، بما في ذلك فرعًا دوليًا في سنغافورة.
قفزت جامعة جيمس كوك في آخر قائمة لتصنيف الجامعات العالمي QS 11 مرتبة لتصل إلى المرتبة 351، مدعومةً بقوّة بتحسُّن نتائجها فيما يتعلَّق الطلاب وهيئات التدريس، وكذلك سمعتها لدى أصحاب الأعمال.
