بالحديث عن الانطباعات الأولى، ليس من الغريب أن تكون الصفحة الأولى هي الأهم ولا يتعلق ذلك بالمظهر وحسب، بل تكون الصفحة الأولى بكل ما تحتويه هي المفتاح الذي يرفع أو يخفض مستوى الموقع أو التطبيق الخاص بك ومدى محبة المستخدمين له.
فلنتخيل أنك تود شراء حذاء رياضي، وقصدت المحال التجارية فهل ستدخل تلك الصالة التي تملأ واجهتها الفساتين؟ بالطبع لا، هذا قد يكون بديهي إلا أنك لو وجدت متجر للأحذية ولم ترى أي حذاء رياضي في الواجهة فأنت بالفعل لن تدخل وهذا أكثر واقعية فيما يتعلق بأهمية الصفحة الرئيسية.
أظهر القيمة المضافة بشكل مباشر
بتعبير بسيط، عندما تبني صفحة رئيسية ويكون على المستخدمين بذل أي جهد في فهم ما تود تقديمه فلن ينجح ذلك أبداً، حيث لن يحاول المستخدمون بوجود آلاف الحلول البديلة أن يقدموا الوقت والمال لك، فإذاً لا بد من وجود أهداف واضحة وإظهارها بشكل مباشر وبتصميم جذاب ليفهم المستخدمين ما لديك خلال ثواني أو من النظرة الأولى.
لنأخذ مثالاً محرك البحث غوغل، لا أعتقد أن أحداً يفتح ذلك الموقع ويبذل جهداً في معرفة طريقة البحث، وحتى أنواع البحث المتقدم فيه، هذا بفضل التركيز على إظهار القيمة التي يقدمها غوغل للمستخدمين بأبسط شكل ممكن.
صمم واجهة ملفتة وبسيطة
بنيت الكثير من أهم المواقع العالمية بأبسط واجهات ممكنة لتوضح وتسهل رحلة المستخدم فيها، ويجب أن نعلم أن كثرة المكونات ضمن الواجهة لا تجعلها أفضل ووضع كل ما تقدمه بالتفصيل في طريق المستخدم في الصفحة الرئيسية ليس إلا مخاطرة كبيرة قد تخسرها بسهولة.
دعونا نذكر موقع وتطبيق دولينجو Duolingo لتعلم اللغات، إنهم حقاً يتباهون بما لديهم في الصفحة الرئيسية، وإذا أردنا تحليل سلوك المستخدمين الخاصين به فسنجدهم جميعاً بحثوا عن موقع ما يساعدهم في تعلم لغة ما وبمجرد دخولهم إلى دولينجو فهم يتوقعون أن يجدوا هدفهم، وهذا ما يجدوه بالفعل صفحة فارغة تحوي خلفية معبرة عن العالم (تعدد اللغات التي يقدمها)، وفيها زر للانطلاق مع شريط سفلي بسيط لأكثر اللغات طلباً توفر على المستخدم حتى عناء اختيار اللغة، إذا فيما يتعلق بتصميم صفحة رئيسية فإن دولينجو مثال ناجح يقدم ما يهم المستخدمين ويوضح خدمته الأساسية بشكل متناسق ومفهوم وبدون أي تعقيدات.
ولكن لا تنسى، الأمر ليس مجرد لوحة فنية متناسقة، جودة ألوان تلك اللوحة ستجعلها تواجه الأمطار.
تجريب الواجهة مع مستخدمين حقيقين
إن عملية تصميم وبناء موقع أو تطبيق لا بد أن تكون لتلبية حاجة وتقديم خدمة لفئة معينة أو لعدة فئات من المستخدمين، لذلك يجب أن تكون عملية التطوير بالكامل مبنية على تلبية حاجات المستخدمين بالطريقة المناسبة لهم، وهذا يتطلب التواصل المباشر معهم، وهذه النقطة مهمة إن لم تكن هي الأهم بين جميع مراحل تطوير أي تطبيق، فأنت إما أن تنسخ ما قام به غيرك واعتاد عليه المستخدمون لتكون نسخة محسنة من مشاريع سابقة، أو أن تدرس المستخدمين بنفسك وذلك سيسهل عليك المهمة.
ففي مثال برنامج اللغات من السهل معرفة كمية البرامج والمواقع المنافسة لموقع دولينجو ومع ذلك فهو لا يزال من المواقع الأشهر في مجاله، وإن ذلك لا يعني أننا نقول أن صفحته الرئيسية هي التي جعلته الأول بالطبع لكل الصفحات والأسلوب والمحتوى أهمية، ولكن ماذا لو لم يكن من السهل الدخول إلى الدروس واختيار اللغات؟ وماذا لو كان هناك الكثير من الإعلانات غير المدروسة تظهر لدى كتابة اسم الموقع؟ وماذا لو كان الموقع بطيئًا؟
إذاً إن دولينجو فهم أن المستخدمين لا يهمهم استعراض العضلات وكمية المحتوى الهام المتوافر، بل يهمهم سهولة الوصول إلى كل تلك الخدمات والحصول عليها أيضاً وذلك يقتضي معرفة الطريق منذ اللحظة الأولى أي صفحة رئيسية مفهومة.
قد يهمك أيضًا: ماذا سنطبخ اليوم؟ تجربة بناء تطبيق يلائم حاجات المستخدمين UX case study
توجيه الانتباه
إذا كان موقعك مبنيًا لبيع المنتجات فعليك التركيز على زر الشراء فهو الزر الأهم لك وللمستخدم، وإذا كان موقعًا تعليميًا فطريقة بداية الدروس هي الأهم، لا تتوقع أن يبحث المستخدم عنها اجعلها كبيرة وذات لون واضح وبخط مقروء بسهولة، الأمر ليس بتلك الصعوبة فقط أبرز ما تود أن يراه المستخدمين بشكل واضح ومريح للنظر وفي منتصف الشاشة إن أمكن.
آراء المجتمع
أحببنا ذلك أم لا فالكثير من القرارات الشرائية واختيار الخدمات والمنتجات التي يقوم بها المستخدمون يعتمد بشكل مباشر على ما اختاره الآخرون، وبالتالي عليك إظهار ذلك بوضوح، تقييم المنتجات وعدد عمليات البيع الفعلية من أهم الأمور التي يجب عليك إظهارها، قم بوضع عدد المستفيدين من خدمة ما بشكل جذاب بالقرب من زر الحصول على هذه الخدمة، أظهر تقييم المستخدمين السابقين لخدمة تقدمها أو منتج تعرضه ليتمكن المستخدمين الجدد من فهم آراء الناس حول ما يعرض لهم، سيساعد ذلك في زيادة المصداقية أيضاً.
