البشر القدماء في الصحراء الكبرى تغذّوا على الأسماك قبل جفاف بحيراتها

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
البشر القدماء في الصحراء الكبرى تغذّوا على الأسماك قبل جفاف بحيراتها

كانت الصحراء الكبرى Sahara في أحد الأيام موطناً للعديد من أنواع الأسماك كالبلطي (المشط) Tilapia والسلوريات Catfish التي تم اصطيادها من قبل الحيوانات والبشر الأوائل، لكنّ السجل الأحفوري يظهر أن أعداد هذه الأسماك تضاءلت تزامناً مع جفاف البحيرات والمستنقعات التي سكنتها بسبب التغيّر المناخي، مما أجبر الأشخاص والحيوانات الذين اعتمدوا عليها على تغيير نظامهم الغذائي.


بين عامي 2003 و2006 قام سافينو دي ليرنيا Savino di Lernia وزملائه من جامعة سابينزا Sapienza في روما بتحليل أحافير يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 10200 و4650 عام مضت من ملجأ صخري يدعى تكركوري Takarkori في جنوب غرب ليبيا، وفي تلك الحقبة كانت الصحراء الكبرى المركزية أكثر رطوبةً وذات بيئة مشابهة للسافانا، أي تدعم حيوانات كبيرة كالفيلة وأفراس النهر وغيرها.


نظراً لتلك الظروف توقع دي ليرنيا إيجاد الكثير من عظام الأسماك في الموقع وبالفعل فوجئ بالعدد الكبير الذي وجده، ففي الفترة ما بين 10200 و8000 عام مضت كان حوالي 90% من مواد الحيوانات التي وجدوها تعود إلى أسماك من ضمنها البلطي والسلور، وتشير علامات القطع على العظام أنّها كانت فضلات طعام للبشر، لكن ذلك الرقم انخفض بشكل كبير فيما بعد.


عندما حلل الفريق بقايا الحيوانات في الفترة ما بين 5900 و4650 عام مضت لم تُشكل عظام الأسماك إلّا 48% من البقايا فيما عادت البقية إلى ثدييات كالخراف والماعز والمواشي، ويشير السجل الأحفوري أيضاً إلى أنّ بيئة الصحراء الكبرى بدأت بالجفاف قبل حوالي 7400 عام، حيث ارتفعت نسبة أحافير البلطي من نوع Coptodon zillii التي تتحمل الظروف القاسية وانخفضت النسبة من نوع Oreochromis niloticus الأقل قدرةً على التحمل.