التطورات النفسية والإدراكية للطفل في العام الأول

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
التطورات النفسية والإدراكية للطفل في العام الأول

بالرغم من أننا لا نتذكر حتمًا سنين عمرنا الأولى إلا أن التطور الإدراكي والنفسي خلالها سيتحكم فى بقية أفعالنا طوال الحياة ذلك لأنها التعرف الأول لنا بالعالم الخارجي. في هذا المقال نتعرف على بعض من المحطات المهمة والمؤثرة في التطور الإدراكي والنفسي للطفل حتى إتمام عمر السنة.


صدمة الولادة والساعة الذهبية


عملية الولادة من الأمور التي تسبب القلق لكل أم خاصة إذا كانت تمر بها للمرة الأولى، فهي لا تعلم يقينًا ما سيقابلها عندما يقرر طفلها الخروج للعالم، لكن من المهمل علمه أن عملية الولادة أيضاً تشكل “صدمة” للجنين. كان “أوتو رانك” أول من تحدث عن هذا المفهوم وهو عالم نفس نمساوي، حيث أكد أن خروج الطفل من رحم أمه الذي كان يتلقى فيه كل شيء بسهولة إلى عالم خارجي يتحمل فيه على الأقل عبء الاحتياجات الأساسية يسبب له صدمة، ويعتبر صدمة الانفصال عن رحم الأم الصدمة الأولى في حياة المرء والتي تؤثر نفسيًا عليه طوال حياته، فنجد المرء يخشى طول عمره الانفصال لذا يجب تعويض الطفل مباشرة عن ذلك الإحساس بالفقد وعدم الأمان. وفي دراسة قامت بها “إليزابيث مور” من جامعة فاندرييلت بالولايات المتحدة وجدت أن ملامسة جلد الطفل لجلد الأم مباشرة بعد الولادة يقلل من إحساس الطفل بالإجهاد الناتج عن عملية خروجه من مجرى الولادة ويساعده في تنظيم تنفسه وعدد دقات قلبه، ويوصي الباحثون بأن أكثر ما يحتاجه الطفل في الساعة الأولى بعد ولادته هو أن يوضع عاريًا ليلامس جلد أمه وهو ما يشعره بوجوده، ويساعده في تنظيم درجة حرارة جسمه ويؤكدون على ضرورة وضعه على ثدي الأم في الساعة الأولى بعد ولادته، لذا يطلق عليها “الساعة الذهبية”.


التطور النفسي للطفل فى العام الأول


يرى عالم النفس الشهير إريك إريكسون أن أهم ما يحتاجه الطفل في سنته الأولى هو أن يشعر بالثقة في البيئة المحيطة به وهو ما يساعده على التطور النفسي والإدراكي، كما يوصي الكثير من العلماء من تعزيز ثقة الطفل بنفسه عن طريق عدم المبالغة في حمايته وتعريضه المباشر للتعامل مع البيئة والاكتفاء بتوفير الحماية والأمان في البيئة المحيطة. كما يؤكد على ضرورة الانتباه لاحتياجات الطفل من الحنان وعدم إهماله لأن ذلك يرسل للطفل رسالة نفسية قاسية معناها أنه مهمل واحتياجاته ليست محل تقدير واهتمام.


التطور الإدراكي للطفل


يعرف الطفل بطريقة فطرية كيفية القيام بالوظائف الجسدية الأساسية التي تبقيه على قيد الحياة، فهو يعرف كيف يتنفس ويولد بقدرة على المص التي تساعده على الرضاعة، ويعرف كيف يتخلص من فضلاته، إلا أن الأماكن في الدماغ المسؤولة عن فهم وإدراك كل ما يحدث من حوله ما زالت تحتاج إلى نمو وتطوير، فدماغ المولود الجديد ليست بعد قادرة على التعامل بشكل كامل مع التصور والفكر والذاكرة واللغة والتنسيق الجسدي، ويطلق على العملية التي يتعلم من خلالها طفلك هذه المهارات تدريجياً التطور الإدراكي.


من الولادة حتى ثلاثة أشهر


أول لغة يستخدمها الطفل هي البكاء وفي هذا العمر هي لغته الوحيدة لذا سيستخدمها دائمًا للتعبير عن أي شيء يريده. يبدأ الطفل في استخدام حواسه للتعرف على البيئة المحيطة فمثلاً سيتعرف على أمه من رائحتها، كما أنه سيبدأ بتقليد حركات وجهها. ذاكرة الرضيع في هذه الشهور ضعيفة للغاية فهي تمتد إلى بضع ثوان أو دقائق فقط حتى أنه لا يدرك أنك أنت في كل مرة يراك فيها ولا يدرك أنك موجودة عندما لا تكونين معه. بعد بضعة أسابيع سيدرك الطفل أنه يمكنه جعل الأشياء تحدث ولكنه ينسى أن لديه تلك القدرة. الغرباء ليسوا مخيفين له فيمكن لأي شخص حمله واحتضانه.


ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر


يمكن للطفل القدرة على التصنيف فمثلاً لو رأى أربع صور لفاكهة معينة ثم رأى صورة خامسة لنوع آخر فإنه سيتفاجأ في إشارة واضحة لقدرته على تمييز الفرق، الذاكرة بدأت فى التطوير حيث يمكنه تذكر الأمر لمدة تصل إلى أسبوعين. سيبدأ فى إدراك وجودك وأنه هناك أم واحدة له، وسيظهر ذلك جليًا إذا جلست معه في غرفة بها العديد من المرايا التي تظهر انعكاسات لك ورأى العديد من انعكاساتك فإن هذا الأمر سيربكه. عند وصول الطفل لستة أشهر سيتمكن من استخدام الشكل واللون والملمس في التعرف على الأشياء من حوله.


سبعة أشهر إلى تسعة أشهر


الطفل يعرف اسمه الآن وأصبح يخاف الغرباء ويمانع لو احتضته أي غريب. لديه القدرة على وضع الخطط والذهاب لأي لعبة يريدها، ويمكنه التذكر ولكنه ما زال يدرك أن عدم وجود الشيء أمامه لا يعني أن هذا الشيء موجود في مكان آخر، فهو لا يفهم معنى أنه هناك شيء مخفي وتعد أشهر الأمثلة على ذلك هو صراخ الأطفال عند دخول أمهاتهم إلى الحمامات فالطفل يفهم أن أمه اختفت من عالمه.


من تسعة أشهر حتى إتمام العام


سينطق الطفل أولى كلماته على الأغلب وستتطور قدرته على الحركة كما أنه سيتمكن من وضع الخطط للوصول إلى ما يريد وغالباً ما سيتمكن من استخدام الأشياء بطريقة صحية.