التعلم ذو المعنى: معناه وتصنيفاته وأهميته

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
التعلم ذو المعنى: معناه وتصنيفاته وأهميته

لا يوجد الكثير لنتكلم به بما يخص تصنيف التعلم والذي يلعب دورًا هامًا في تأطير تصميم تجارب التعلم بالنسبة للطلاب. وتكمن الفكرة وراء تصنيف التعلم كونه وسيلةً من أجل وصف سمات وميّزات نوع التعلم ومقارنته ببقيّة الأنواع ، حيث يبدو التعلم ذو المعنى (أحد تلك الأنواع) وكأنّه يتمتع بثباتٍ أكبر وقدرة على التأثير وتحسين حاضر الطالب ومستقبله، بينما تُركّز بعض أنواع التعلّم الأخرى على الصفوف الدراسية لذلك هو أقل أهميّة خارجها.


تقوم نظرية التعلم ذو المعنى والتي وضعها أوزوبل في التعليم وبنى عليها عدة نظريات فرعية وتصنيفات، تقوم على فكرة رئيسة وهي أن المتعلم يربط المعلومات الجديدة بوعي وإدراك مع معلومات موجودة أصلاً في بيئته المعرفية، أي أن التعلم لا يحدث نتيجة تراكم معلومات جديدة إضافة للمعلومات السابقة التي سبق وتعلمها، ولكن عندما يتمكن من ربط المعلومات بالبيئة المعرفية، والبيئة المعرفية هي الإطار الذي يتضمن معلومات الفرد الحالية وهي تتكون من مجموعة من المفاهيم العامة ومفاهيم وسطية..مما يجعل لكل فرد بيئته المعرفية الخاصة به.


الطبيعة التفاعليّة للتعلم ذو المعنى


إحدى الميّزات الهامة لهذا التصنيف هي أنّه ليس هرميًا بل مترابط وتفاعلي، فمن خلال نظرةٍ أكثر تمعنًا بهذا التصنيف سنرى أنّ كل نوعٍ من التعلّم مُتعلّقٌ ببقية الأنواع وأن إنجاز أيٍ منها سيُعزز إمكانيّة تطبيق البقيّة.


هذه الميّزة هامة بالنسبة للمعلمين لأنّها تعني أن الأنواع المختلفة من التعلم مترابطة مع بعضها، وليس عليهم التخلّي عن نوعٍ واحد منها لتطبيق آخر. فعندما يجد المعلّم طريقةً لمساعدة الطالب في تحقيق نوعٍ واحدٍ من التعلم، سيُعزز بذلك من إنجازه  في بقيّة الأنواع، مثلًا إذا وجد المعلم طريقةً لمساعدته على تعلم كيفية استخدام المعلومات والمفاهيم بشكلٍ أكثر فعاليّة في الدراسة من أجل حل مشاكل محددة سيساعدهم ذلك ليكونوا أكثر حماسةً في ما يخصُّ الموضوع.


تصنيف التعلم ذو المعنى


يمكن اعتبار هذا التصنيف أحد أشكال تصنيف التعلم الشهير والذي قاد بدوره إلى ثلاث تصنيفاتٍ هي:


  • المعرفي.

  • العاطفي.

  • الحركي النفسي.

حيث اعتمد معظم المُعلمون على التصنيف المعرفي والذي يتكوّن من ستة أنواعٍ من التعلّم هي التقييم والتركيب بين النقائض والتحليل والتطبيق والاستيعاب والمعرفة، ليصبح كإطار عمل لتحديد أهداف المنهاج التعليمي وكأساس لتقييم تعلّم الطلاب.


وما يجعل هذا التصنيف أكثر فائدةً هو إنشاؤه إطارًا مرئيًا يُساعد على استخلاص الفكرة إضافةً لمرونة النموذج نفسه، حيث يتمتع أيضًا بمساحةٍ تتضمّن خبراتٍ أكاديمية ومحتوى قائمٌ على التفكير الناقد ومعايير ومبادرات نابعة من الطفل بالكامل، كما يُشبه إلى حدٍّ كبير التعلم القائم على مشاريع تُعتبر كإطار عمل.


أنواع التعلم ذو المعنى


1- المعرفة الأساسية


تُشير كلمة (المعرفة) المُستخدمة هنا إلى قدرة الطلاب على الفهم وتذكّر معلوماتٍ وأفكارٍ مُحددة، فمن المهم للناس هذه الأيام الحصول على معرفةٍ أساسيّةٍ وذات فائدة في الحياة العمليّة، على سبيل المثال معلومات عن العلوم والتاريخ والأدب والجغرافيا، كما يحتاجون إلى فهم الأفكار والنظريات الأساسية كالتطوّر والرأسمالية.


تؤمّن المعرفة التأسيسية الفهم الأساسي الضروري لبقيّة أنواع التعلم.


2- التعلّم التطبيقي


يحدث هذا النوع المعروف من التعلم عندما يتعلّم الطلاب كيف ينخرطون في نوعٍ جديدٍ من النشاط الفكري أو المادي أو الاجتماعي، فتعلّم طريقة المشاركة بأنواعٍ مختلفة من التفكير (الناقد والإبداعي والعملي) هو شكلٌ من أشكال التعلّم التطبيقي. كما يتضمّن هذا الصنف من التعلم ذو المعنى تطوير خبراتٍ محددةٍ وتعلّم كيفية إدارة المشاريع المعقّدة.


يسمح التعلّم التطبيقي لبقيّة أنواع التعلّم أن تصبح ذات فائدة.


3- التعلم التكاملي


يحصل الطالب على نوعٍ هامٍ من أنواع التعلم عندما يُدرك ويفهم طريقة التواصل بين مختلف الأشياء، فقد يعمل على تأمين تواصل بين أفكارٍ محددة ومصادرها الكاملة وبين الناس وعلوم الحياة المختلفة مثلًا بين المدرسة وميادين العمل أو بين المدرسة والحياة العاديّة.


يمنح إنشاء التواصل الجديد للمتعلمين شكلًا جديدًا من الطاقة وخاصةً القوة الفكرية.


4- التعلّم الإنساني


عندما يتعلّم الطالب شيئًا ذو أهمية عن نفسه وعن الآخرين ليتمكّن بذلك من التفاعل بشكلٍ أكبر مع نفسه ومع الآخرين، كما سيكتشف الأمور الاجتماعيّة والشخصيّة لما تعلّمه فكل ذلك يُعطي الطالب فهمًا جديدًا لنفسه ورؤيةً جديدةً لما يُريد أن يكون. كما قد يكتسب الطالب فهمًا أفضل للآخرين مثلًا كيف ولماذا يتصرّف الآخرون بتلك الطريقة أو كيف يمكنه التفاعل بشكلٍ أكبر مع الآخرين.


يُقدّم هذا النوع من التعلّم للطلاب فكرةً عن الأهميّة الإنسانيّة لما يتعلمونه.


5- الاهتمام


قد تُغيّر تجربة التعلّم مستوى اهتمام الطالب حول بعض الأمور، مما قد ينعكس على شكل مشاعر واهتمامات وقيمٍ جيّدة، والذي يعني أنّ الطالب الآن يعتمُّ بشيءٍ ما بدرجةٍ أعلى أو بطريقةٍ لم يقم بها من قبل.


عندما يُبدي الطالب اهتمامًا حول أمرٍ ما، فإنّه سيمتلك القدرة اللازمة لتعلّم المزيد حول ذلك الامر وجعله جزءً من حياته، فعند فقدان القدرة على التعلم لن يحدث أي أمرٍ ذو أهميّة.


6- معرفة طريقة التعلم


يحدث ذلك عندما يتعلم الطالب أمرًا ما حول عملية التعلّم نفسها، وربما قد يتعلّم كيف يكون طالبًا أفضل وكيف ينخرط في نوعٍ خاصٍ من التحقيقات (مثلًا الطريقة العلمية) أو كيف يُصبح متعلّمًا ذاتيّ التوجيه، وكل هذا يُشكّل أنماطًا هامةً من معرفة كيفية التعلّم.


يُتيح هذا النوع من التعلّم للطلاب متابعة التعلم في المستقبل والقيام بتلك الأمور بشكلٍ أكثر فعاليّة.