الحساسية من الأدوية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٣:٥٣ ، ٣٠ مايو ٢٠١٨
الحساسية من الأدوية

تحدث الحساسيّة من الأدوية (بالإنجليزية: Drug allergy) نتيجة استجابة الجهاز المناعيّ بشكلٍ غير طبيعيّ تجاه دواء مُعيّن، ممّا يؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسيّ (بالإنجليزية: Allergic reaction)، ويمكن أن تحدث حالات الحساسية من الأدوية بأنواعها المختلفة، سواء كانت أدوية موصوفة، أم أدوية تُباع دون الحاجة إلى وصفة طبيّة (بالإنجليزية: Over the counter drugs)، أو أدوية عشبية، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ احتمالية حدوث الحساسية عند تناول بعض أنواع الأدوية تكون أكثر من غيرها، ومن الجدير بالذكر كذلك أنّ الحساسية من الدواء تختلف عن الآثار الجانبية للدواء (بالإنجليزية: Drug side effect)، إذ إنّ الآثار الجانبية تُمثّل ردود الفعل المحتملة على تناول الدواء والتي لا علاقة لها بعمل الجهاز المناعيّ، وكذلك تختلف الحساسية من الدواء عن سميّة الدواء، والتي تحدث نتيجة تناول جرعة زائدة من الدواء، وقد تؤدي الحساسيّة من الدواء في بعض الحالات إلى حدوث مضاعفات صحيّة خطيرة.[1][2]

أعراض الحساسية من الأدوية

تظهر مُعظم أعراض الحساسيّة من دواء معين بعد تناوله مباشرة، أي خلال الساعة الأولى من تناوله في العادة، وقد تحتاج بعض الأعراض الأخرى إلى عدة ساعات، أو أيام، أو حتى أسابيع للظهور، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يلي:[1][3]

  • الشرى (بالإنجليزية: Hives)، وتُعرّف على أنّها مجموعة من اللطخات الجلديّة الحمراء التي تنتشر بشكل عشوائيّ على الجلد وتُسبّب الحكّة.

  • الطفح الجلدي (بالإنجليزية: Rash).

  • حكّة جلديّة.

  • انتفاخ الوجه، أو الشفتين، أو اللسان.

  • خروج صوت صفير عند التنفس (بالإنجليزية: Wheezing).

  • الحمّى.

  • ضيق في التنفس.

  • سيلان الأنف.

  • تدميع وحكّة في العينين.

  • الصدمة التحسسيّة: (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، وتُعرّف على أنّها ردة فعل شديدة للغاية ومُهدّدة لحياة المصاب نتيجة التحسس من دواء ما، وذلك لما قد تُحدثه من اختلال وظيفيّ واسع في العديد من أعضاء الجسم، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ حدوثها أمر نادر، وتستوجب مثل هذه الحالات التدخل الطبيّ الفوريّ، ومن الأعراض المُصاحبة للصدمة التحسسيّة ما يلي:

أسباب ظهور الحساسية من الأدوية

يقوم الجهاز المناعيّ بشكل طبيعيّ بحماية الجسم من الأمراض، والأجسام الغريبة كالفيروسات، والبكتيريا، والطفيليّات، والمواد التي تُشكّل خطراً على صحة الجسم عامةً، وتحدث الحساسيّة عند تناول دواء معين نتيجة تعامل الجهاز المناعيّ مع الدواء على أنّه جسم غريب عن طريق الخطأ، وبهذا يُهاجمه عن طريق إنتاج كميّات كبيرة من الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) للتخلص منه، فينتج عن ذلك حدوث الالتهاب وظهور الأعراض المُصاحبة للحساسيّة، وقد تحدث ردة الفعل المناعيّة عند تناول الدواء للمرة الأولى، أو قد تحدث بعد تناول الدواء لعدة مرات في بعض الحالات، ومن الأدوية الشائعة التي قد تُسبّب الحساسيّة: المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) مثل البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، ودواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drug) مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ومضادات الصرع (بالإنجليزية: Anticonvulsant) مثل الكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، وأدوية العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy).[2][4]

عوامل الخطورة

على الرغم من إمكانيّة إصابة أي شخص بحساسيّة الدواء، إلا أنّ هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بالحساسيّة، ومن هذه العوامل ما يلي:[1]

  • إصابة الشخص بأنواع أخرى من الحساسيّة مثل حساسيّة الطعام (بالإنجليزية: Food allergy)، أو حمّى القش (بالإنجليزية: Hay fever).

  • الإصابة السابقة بحساسيّة الأدوية، أو وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالحساسيّة تجاه الأدوية.

  • التعرّض للدواء بشكل متكرر، أو بجرع عالية، أو استخدامه لفتترات طويلة.

  • الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بحدوث حساسيّة الأدوية، مثل العدوى بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، أو فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus).

تشخيص الحساسيّة من الأدوية

يمكن تشخيص الإصابة بالحساسيّة تجاه أحد الأدوية من خلال مجموعة من الإجراءات الطبية، نذكر منها ما يأتي:[5]

  • الفحص السريريّ: ويتم خلاله سؤال المريض عن الأعراض المصاحبة للحساسيّة، ووقت تناول الدواء، وتحسن أو تفاقم الأعراض، وذلك للمساعدة على التشخيص.

  • اختبارات الجلد: وتتم من خلال وضع كميّات قليلة من الدواء على الجلد باستخدام بعض الطرق، منها استعمال إبرة صغيرة لخدش الجلد، وفي حال وجود حساسيّة تجاه الدواء لدى الشخص؛ تظهر بقع حمراء تُسبّب الحكّة، ولكن يجدر بالذكر أنّ النتيجة السلبية لهذا الاختبار لا تنفي المعاناة من الحساسية تجاه الدواء، فبعض الأدوية قد تُسبّب الحساسيّة لدى الشخص دون إظهار نتائج إيجابيّة عند القيام باختبار الجلد.

  • فحوصات الدم: يمكن القيام بعمل بعض فحوصات الدم لاستبعاد وجود أسباب صحيّة أخرى أدت لظهور أعراض التحسس، وعلى الرغم من وجود فحوصات دم قادرة على الكشف عن وجود حساسيّة تجاه بعض أنواع الأدوية إلا أنّه لا يتم استخدام هذه التحاليل بشكل شائع بسبب قلّة الأبحاث التي تؤكد دقة هذه التحاليل في الكشف عن الحساسيّة.

علاج الحساسيّة من الأدوية

غالباً ما يتم التخلص من الحساسيّة التي يتسبب بها دواء معيّن من خلال تجنّب تناول هذا الدواء والاستعاضة عنه بأحد الأدوية البديلة التي لها التأثير الدوائيّ نفسه، وفي بعض الحالات الشديدة قد يطلب الطبيب من الشخص حمل أحد مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، أو حقنة تحتوي على الإبينفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) بشكل دائم ليتم استخدامهما في حال حدوث ردة الفعل التحسسيّة، وفي حال عدم توفر دواء بديل للدواء الذي يتسبب بظهور الحساسيّة لدى الشخص؛ يمكن أنْ يلجأ الطبيب للقيام بعمليّة نزع الحساسيّة من خلال إعطاء الشخص كميّات قليلة من الدواء المُسبّب للحساسيّة ثم رفع الجرعة بشكل تدريجيّ حتى الوصول للجرعة المناسب من الدواء.[4]

المراجع