السؤال الأبدي : كيف تختار الوظيفة الأنسب لك ؟!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/09/30
السؤال الأبدي : كيف تختار الوظيفة الأنسب لك ؟!

السؤال الأبدي : كيف تختار الوظيفة الأنسب لك ؟!


السؤال الذي يبدو أنه يُسأل منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها ، وتتداوله الأجيال بنفس السرعة والحماسة والروتينية التى تتبادل فيها الأسئلة الأبدية الاخرى .. وكالعادة ، لا إجابة..


هل هناك لعنة فراعنة ؟ .. أين اختفت قارة أطلانتس ؟ .. من قتل جون كينيدي ؟ .. ما هو سبب التخلف والبؤس الذي يعيشه العرب دون غيرهم ؟! .. ما الوظيفة المُناسبة لي ؟! .. إلخ


يظل هذا السؤال من نوع الأسئلة التى يستحيل أن تجد له إجابة شافية من أحد ، أو خطوات مُحددة واضحة وصريحة..


إذا كنت دون الثامنة عشرة من عمرك ، أو على أعتاب التخرّج من الجامعة ، او حتى بدأت حياتك الوظيفية بشكل أو بآخر ..  فالمؤكد انك مازلت تفكر دائماً فى أهم قرارين حاسمين في حياتك على الإطلاق..


قراران يتوقف عليهما مجرى حياتك كلها ، بل وتتوقف عليهما فوق ذلك ، سعادتك وصحتك ونجاحك !!


القرار الأول :


 كيف ستعيش حياتك الوظيفية ؟ .. هل ستعمل مزارعاً ؟ مهندساً ؟ .. أم كيميائياً ؟ .. هل ستصبح طبيباً ؟ …أستاذاً فى الجامعة ؟! .. كاتباً ؟ .. موظفاً إدارياً ؟!


القرار الثاني :


 من ستختارها لتكون أماً لأطفالك .. أو من ستختارينه ليكون أباً لأطفالك ؟!


الحديث عن القرار الثاني ليس هو مجال حديثنا طبعاً ، ناهيك أننى لا أجيد توجيه النصائح فيه فعلاً .. يُمكنك استشارة المُتزوجين لأن لديهم الخبرة اللازمة لتوجيهك فيما يتعلق بهذه الخطوة فى حياتك ، ولا تنتظر إجابة من شاب أعزب !


**************************


بداية ، يجب عليك أن تحدد عدة أُطر لحياتك ، مهما كانت الظروف التى تعيش فيها ، أولها على الإطلاق – وآخرها لو أردت ! – هو أن تؤمن بقاعدة شديدة الاهمية..


 كل المفروض مرفوض ..


 لا تجعل المجتمع يفرض عليك توجهاته الوظيفية.. يجب أن تجد العمل الذي يلذ لك… ابحث دائماً بداخلك عن العمل الذي يُمتعك ، واسعى إليه بلا أدنى تردد ، أو أي حسابات من أي نوع !


 يقول أحد كبار المديرين التنفيذيين الامريكيين ، عندما سألوه عن اهم عوامل النجاح فى العمل ، فأجاب :


 أن يجد المرء لذة فى عمله .. لأنه اذا استمتع بعمله سيقضى الساعات المقررة للعمل ، دون أن يحس بمرورها على الإطلاق ، وسيشعر وهو يؤدي عمله بنفس المتعة التى سيشعر بها عندما يلهو ! ”


أديسون مخترع المصباح الكهربي ، وواحد من اعظم العلماء الذين غيّروا مجرى التطور البشري … قالها يوماً ببساطة :


” أنا لم أعمل يوماً واحداً فى حياتي .. أنا فقط كنت ألهو !


بمجرد أن تتحرر من قيد ” المفروض ” ، وتبدأ فى الانطلاق والبحث عن الوظيفة التى تستمتع بها .. ستفاجأ بمدى النجاح الذي ستحققه من ناحية .. ومدى استمتاعك بحياتك من ناحية  أخــرى..


هذا ليس معناه ان تترك عملك الحالي على الفور .. ولكن ضع هذا الهدف فى حُسبانك دائماً ، ان تصل إلى الوظيفة أو المركز الذي يجعلك تشعر بالاستمتاع والسعادة والتوافق النفسي معها .. عاجلاً أم آجلاً !


ولكن  ، تبقى المشكلة قائمة..


كيف تختار العمل الأكثر اثارة ولذة بالنسبة لك ، وأنت أصلاً – مثل أغلب الشباب – ، لا تدري أي انواع العمل الملائمة لك ، والموافقة لرغباتك ؟..


لهذا السبب تحديداً ، تجد هذه النماذج من الشباب – المُنتشرة جداً فى الوطن العربي – الذي لا يريد من هذه الحياة سوى الحصول على وظيفة .. أي وظيفة .. دون تحديد أي نوع من العمل هو كفء لآدائه ، وسيظهر قدراته ومميزاته..


والنتيجة : طاقة هائلة من الإبداع والابتكار والأفكار يتم استنزافها فى غير مكانها .. لديك موهبة أو ميل إلى مجال معين يثير انتباهك وشغفك إلى أقصى حد .. ثم تجد نفسك تعمل بوظيفة مملة لا تعنى لك شيئاً سوى جلب بعض المال ..


والنصيحة الوحيدة والأكثر تجريباً وتطبيقاً التى يمكنني ان اقدمها لك ، فيما يخص حيرتك لاختيار مسار وظيفي ، هي :


إذا كنت لا تعرف ماهو العمل الذي تجيده .. فعلى الأقل لا تقبل أبداً بأي عمل ترى أنك ( مُرغم ) على قبوله ..لأنك لو شعرت أنك ( مُرغم ) معناه انه ليس العمل الذي يناسبك !


يمكنك تجربة جميع الأعمال والوظائف المتاحة لك ، ولكن لا تستمر أبداً فى شغل وظيفة أو آداء عمل تبغضه ! .. هذا العمل سيقودك حتماً إلى الفشل فيه ، وضياع الكثير من وقتك وأحلامك..


************************


عندي لك مجموعة من الإقتراحات ، ستساعدك حتماً على اختيار عمل ومجال وظيفي المناسب لك :


الاقتراح الأول : إلجأ إلى مكاتب الإرشاد المهنية أو الجهات المسؤولة عن توجيه الشباب للوظائف .. هذه المكاتب قد تُقدّم لك استشارات جيّدة ، واقتراحات للأعمال المناسبة لك ..  ولكن يبقى اتخاذ القرار الحاسم من شانك انت وحدك..


الاقتراح الثاني : ارجوك .. ابتعد عن الوظائف والأعمال التى امتلأت بالموظفين والعاملين حتى فاضت !!.. انت تضيع وقتك صدقني !


الاقتراح الثالث : تجنّب الأعمال التى ترى فرص النجاح بها ضئيلة .. أنفق الأيام والأسابيع والأشهر فى التحري والاستعلام ، بدراسة كل مايتعلق بالوظيفة ، قبل أن تُكرّس حياتك لها..


حقيقة يعرفها الجميع.. ويتجاهلونها


أن كل شخص منا يمكنه ان ينجح فى عدة أعمال مختلفة .. ويفشل فى أعمال أخرى ..


شخصياً ، يُمكننى ان أؤكد لك أننى يُمكننى العمل والاستمرار في وظائف معينة مثل الادارة والدواء والصحافة واخراج الافلام والعمل الإذاعي واعداد أصناف رائعة من المشروبات .. ولكننى سأفشل فشلاّ ذريعاً لو عملت فى السياحة أو الهندسة المعمارية أو مصرفياً فى بنك !


أنت أيضاً كذلك .. كلنا كذلك .. كلنا نؤمن فى داخلنا أننا بإمكاننا أن نؤدي أعمال عديدة بكفاءة عالية حتى لو لم نعمل بها من قبل .. فقط يجب أن تتحرّى الحذر والحرص قبل التورط فى وظيفة بعيدة كل البعد عن رغباتك أو اهتمامك ..


***************************


اخرج من هذا المقال بهذه النصيحة فقط إذا أردت :


لا تعمل عملاً  وانت تشعر بأنك مُجبر عليه.. ليس للأبد .. لابد أن تتوقف يوماً ، وتسعى  للوظيفة التى تجدها أقرب للمتعة بالنسبة لك ، بعد أن تسترشد بنصائح الخبراء ، وتتأكد أن لها فرصاً جيدة فى المستقبل ..


هذه النصيحة – لو عملت بها – لن تكون نتائجها نجاحاً شخصياً بالنسبة إليك فقط .. الواقع أنك – لو تمعنت قليلاً – ستجد أن سبب الضياع والتخلف الكامل الذي نعيشه على المستوى الجمعى ، هو أن الأغلبية فى بلادنا يعملون فى وظائف ومجالات هي أبعد ماتكون عن مهاراتهم وميولهم..


تخيل شاباً عبقرياً فى مجال البرمجة ويهواها بشدة .. يجد نفسه موظفاً ادارياً فى احدى الشركات ، وهو أبعد مايكون عن الاعمال الادارية ؟! .. معنى ذلك ان كل مهارات الشاب وقدراته التى ستعمل على تطوير المجتمع حتماً يوماً من الأيام ، تمّ دفنها تماماً..


قس على ذلك ملايين الشباب ذوي الفكر والمهارات والعبقريات فى العالم العربي !


حاول ألا تكون منهم من فضلك ، واستثمر مهاراتك في الشيئ الذي تحبه ، لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي سيجعلنا ننهض من جديد على مستوى البلاد والشعوب..


هذه خلاصة تجارب باحثين وخُبراء من اكثر من مصدر .. ولكن ، مهما كانت نصائحهم ورؤاهم ، فالتجربة الشخصية هي الأصل فى مثل هذه الموضوعات..


لذلك ، أرجو من كل من يقرأ هذا المقال أن يترك نصيحته أو خبرته او أفكاره حتى يستفيد الجميع ..


أنت تعرف ان هذا الموضوع بالذات من أكثر من الموضوعات حساسية وأهمية لأي شاب عربي ؛ فلا تستهين بتجربتك او نصيحة أو تعليق او خبرة ترى أنها ضرورية ومساعدة لأي أحد يبحث عن المسار الوظيفي المُناسب له ..