الوحدة مفيدة أحيانًا.. فوائد مذهلة تجهلها عن قضاء الوقت بمفردك

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
الوحدة مفيدة أحيانًا.. فوائد مذهلة تجهلها عن قضاء الوقت بمفردك

في عالم أصبحت فيه شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية مكاناً مليئاً بضجيج تفاصيلنا وثقافتنا – فهي تخبرنا على الفور بكل نص نكتبه، بكل تغريدة، بكل إشعار، حتى أصبح أي حدث اعتيادي مثل طهي طعام العشاء جديراً بالمشاركة الاجتماعية – يغيب عن البال أهمية أن يكون لك مساحة خاصة تنفرد فيها بنفسك.


إحدى نتائج هذا التواصل الاجتماعي هي أن الكثير منّا نادراً ما يكون لديه وقت ليكون بمفرده، خاصة في الوقت الذي يقال لنا فيه إن هذا التواصل أمر جيد، وإن وجود أشخاص آخرين حولنا ضروري لحياة كاملة. مالا تعلمه هو أنه يمكنك بالتأكيد الحصول على الكثير من الأشياء الجيدة التي لا تعرفها من الوقت الذي تقضيه مع ذاتك.


البقاء وحيداً فرصة للتأمل والتفكير بالذات وفي الأمور الأخرى، فهي تعطيك فرصة للتعمق بالأشياء وتحليل المواقف وتخيلها وابتكار السيناريوهات.


توصلت دراسة أُجريت على 600 مبرمج كمبيوتر في 92 شركة، إلى أنه في حين كانت مستويات الإنتاجية مستقرة نسبياً داخل كل شركة، فقد تباينت بشكل كبير من شركة إلى أخرى. كان لدى الشركات الأكثر إنتاجية أمر واحد مشترك، فقد قاموا بالتخلص من المكتب المفتوح لصالح مساحات العمل الخاصة التي منحت الموظفين الحرية والاستقلال. من بين الشركات الأفضل أداءً قال 62% منهم إنهم يتمتعون بالخصوصية الكافية في العمل، في حين قال 19% فقط من الشركات الأسوأ أداءً إنهم يتمتعون بالخصوصية، وفي الشركات ذات الأداء المتدني قال 76% منهم إنه غالباً ما كانت تتمّ مقاطعتهم أثناء العمل لأسباب سخيفة لا داعي لها مما كان له أثر سلبي كبير على أدائهم.


الوحدة بمعناها الحرفي قد تشكل مخاوف لدى الكثيرين منّا، لكن قضاء الوقت مع نفسك جيد لصحتك العقلية والعاطفية. لتستطيع الحصول على سلام داخلي مع روحك و تستفيد بأقصى ما يمكنك من فرص حياتك، يجب أن تتعلم الاستمتاع بقضاء وقتك بمفردك. فوائد الوحدة متعددة للغاية وإليك أفضل فوائدها:


تعافي نفسك وتعيد شحن ذاتك


كل منّا يحتاج إلى وقت ليعافي روحه ونفسه ويعيد شحن إرادته، ولا يوجد شيء أفضل من قضاء بعض الوقت بمفردك لتحقيق ذلك. السلام والهدوء والعزلة النفسية التي تقوم بها أنت بمفردك هي أمور ضرورية لتتعافى من ضغوط الحياة اليومية.


إنك بجلوسك وحيداً تصفي ذهنك وتضع مشكلاتك وأصدقاءك و حياتك جانباً، تستطيع بذلك أن تسترخي و تهدأ، وبالتالي يمكنك أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتراجع يومياتك.. أسبوعك.. شهرك.. عامك. أنت بحاجة إلى ذلك فعلًا.


راجع أيضًا: عندما تشعر بضعف إرادتك … كيف تشحنها؟


تفعل ما تريده أنت


عندما تقضي أوقاتًا مع الآخرين فأنت حتماً تعدّل أفكارك باستمرار لتتوافق مع رغبات الآخرين وآرائهم، أما عندما تكون وحيداً بإمكانك أن تفعل ما تشاء، وتختار ما تشاء وتقوم بما تريده أنت فقط، تصدر القرارات و الاختيارات التي تأتي على هواك، تختار الفيلم الذي يناسبك أنت، وتشاهده بطريقتك أنت، تغني بصوتك القبيح، ترقص على بعض الأنغام، وتحصل على بعض الصمت عندما تريد أنت، يمكنك التعبير عن أفكارك الدفينة بالأسلوب الذي يمثلك أنت، والعمل على مشاريع ذات مغزى بالنسبة لك.


سيكون كل شيء على هواك، لن يقوم أحد بالتأثير على اختياراتك وقراراتك كما هو المعتاد عند التعامل مع الآخرين.


تتعلم أن تثق بنفسك


الحرية هي أكثر من أن تفعل ما تريد، إنها القدرة على الثقة بما في داخلك والتفكير بوضوح دون ضغط أو تأثير خارجي. أن تكون بمفردك فذلك يساعدك على تكوين فكرة أوضح عن من أنت، وما الذي تعرفه، وما هو صحيح ومناسب لك. إنه يعلمك أن تثق بنفسك، عندما تقترب كثيراً من الآخرين فإنك تراقب ردود أفعال الأشخاص (حتى عندما لا تدرك أنك تفعل ذلك) من أجل قياس مدى ملاءمة مشاعرك وأفعالك لمن حولك، لكن عندما تكون بمفردك فأنت تُطور أفكارك ووجهات نظرك الخاصة، دون الحاجة إلى تعديلها لكي تناسب ما يعتقده أي شخص آخر. عندما تتعلم الاستمتاع بمفردك، ستكتشف ما يمكنك فعله حقاً دون قيود تفكير الآخرين.


 تزيد من ذكائك العاطفي


الذكاء العاطفي هو قدرتك على إدراك وفهم العواطف التي تشعر بها داخل روحك، والعواطف التي يشعر بها الآخرون، وقدرتك على استخدام هذا الوعي لإدراك سلوكك و علاقاتك. الوعي الذاتي هو أساس الذكاء العاطفي ولا يمكنك زيادة فهمك وتصرفاتك في الحياة بدونه. ولأن الوعي الذاتي هو قدرتك على فهم عواطفك وكيفية تفاعلك مع مختلف الأشخاص والمواقف، فإن هذا يتطلب التأمل والتفكير الذاتي الدقيق الذي يحدث بشكل أفضل عندما تكون بمفردك.