الية إمراض فيروسات الكبد الوبائي

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٧:٤٧ ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٨
الية إمراض فيروسات الكبد الوبائي

الكبد الوبائي

يُعتبر الكبد أحد أعضاء جسم الإنسان الرئيسية؛ حيثُ يؤدي الكبد العديد من الوظائف الحيويّة، مثل: تنقية الدم من المواد الضارة والسامّة، وإنتاج العديد من المواد الهامّة لجسم الإنسان كالبروتينات، وتخزين العديد من المواد كالسكريات، والدّهون، والفيتامينات، إلى حين الحاجة إليها، كما يبني بعض المركّبات المعقّدة المهمّة للجسم، وفي الحقيقة قد يتعرّض الكبد للعديد من الأمراض؛ بما في ذلك التهاب الكبد الفيروسي (بالإنجليزية: Viral hepatitis)، والذي يتمثل بتعرّض الكبد لأنواع مُحدّدة من الفيروسات قد تتسبّب بالتهابه، ومن الجدير بالذكر أنّ التهاب الكبد الفيروسيّ يُعتبر من المشاكل الصحيّة الشائعة في جميع أنحاء العالم، ويُقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الكبد الفيروسيّ المزمن بنحو 2 مليار شخص حول العالم.[1]

آلية إمراض فيروسات الكبد الوبائي

في الحقيقة تتشابه آليّة إمراض الفيروسات المسبّبة لالتهاب الكبد مع بعض الاختلافات البسيطة في ما بينها، أمّا بالنسبة لشدّة المرض والضرر الحاصل على الكبد فيعتمد على مدّة الإصابة بالعدوى، وعلى البروتينات التي يفرزها الفيروس، حيثُ إنّ الآليّة العامّة التي تؤدي إلى ضرر الكبد لا تتمثّل بإحداث الفيروس ضرر مباشر على خلايا الكبد، وإنّما يحدث الضرر نتيجة الاستجابة المناعيّة للجسم تجاه الفيروس والبروتينات التي يفرزها داخل خلايا الكبد، حيثُ يتمّ تفعيل سلسلة من العمليّات التي تؤدي إلى الموت الخلويّ المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis) لخلايا الكبد من قِبَل أحد أنواع الخلايا المناعيّة كردّة فعل مناعيّة للقضاء على الفيروس، والذي بدوره يؤدي إلى إحداث ضرر في وظيفة الكبد في الحالات المزمنة، والتعرّض للإصابة بتشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.[2]

أنواع فيروسات الكبد الوبائي

توجد عدّة أنواع مختلفة من الفيروسات المسبّبة لالتهاب الكبد الوبائيّ، وتختلف هذه الفيروسات ببعض الصفات، وفي شدّة الالتهاب الكبديّ المصاحب لها، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه الفيروسات.[3][4]

الالتهاب الكبدي أ


تصاحب الإصابة بالالتهاب الكبديّ أ (بالإنجليزية: Hepatitis A) الناجم عن العدوى بفيروس الكبد أ، ظهور عدد من الأعراض المتربطة بالكبد على الشخص المصاب، مثل: اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، والغثيان، والتعب والإعياء، وفي الحقيقة تتراوح فترة الحضانة لهذا النّوع من الفيروسات بين 15-45 يوماً، وتجدر الإشارة إلى أنّه في العديد من الحالات لا تظهر أيّة أعراض على الأطفال الصغار عند الإصابة بهذا النوع من التهاب الكبد، ومن الجدير بالذكر أنّ الالتهاب الكبديّ أ الحادّ يتصف بأنّه أكثر شدّة لدى البالغين، كما أنّ معدّل الوفيات يكون أعلى لديهم مُقارنة بالأطفال، وبحسب الإحصائيّات فإنّ عدد الإصابات الجديدة في كل عام تبلغ حوالي 4000 حالة، وتجدر الإشارة إلى أنّ انتقال العدوى من شخص إلى آخر تحدث من خلال ملامسة بعض الأمتعة، أو تناول أطعمة أو مشروبات ملوّثة ببراز شخص مُصاب بالفيروس، وفي الحقيقة تستمر المُعاناة من عدوى التهاب الكبد أ لمدّة تتراوح بين عدّة أسابيع إلى عدّة أشهر.[3][4]

الالتهاب الكبدي ب


يُعزى حدوث الالتهاب الكبديّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B) إلى الفيروس الكبديّ ب، وفيما يتعلّق بطُرق انتقال الفيروس، فهي عديدة، وبشكلٍ عامّ فإنّ العدوى تحدث في حال انتقال أحد سوائل جسم الشخص المُصاب بالفيروس مثل: الدم، والسائل المنويّ إلى شخص آخر سليم، أو من خلال استخدام الإبر أو المحاقن الملوّثة بالفيروس، أو من خلال استخدام الأدوات الشخصية كفرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة، وبحسب الإحصائيّات فإنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الالتهاب يبلغ حوالي 850 ألف شخص حول العالم، أمّا عدد الإصابات الجديدة السنوية فتبلغ حوالي 21 ألف حالة، ويُقدّر معدّل الأشخاص الذين يجهلون إصابتهم بالمرض حوالي شخصين من كل ثلاثة أشخاص مصابين بهذا النّوع من التهاب الكبد، وفي الحقيقة يُعتبر التهاب الكبد ب من الأسباب الرئيسيّة للإصابة بسرطان الكبد.[3][4]

الالتهاب الكبدي ج


تحدث الإصابة بالالتهاب الكبديّ ج (بالإنجليزية: Hepatitis C) نتيجة العدوى بالفيروس الكبديّ ج، وتبلغ فترة حضانة الفيروس حوالي ثمانية أسابيع، وتكون العدوى في معظم الحالات الحادّة بلا أعراض، حتّى في الحالات التي تظهر فيها أعراض، فإنّها تكون ذات شدّة مُعتدلة، ويُعزى انتقال الفيروس من شخص مُصاب إلى شخص سليم إلى الدم الملوث بالفيروس، إذ إنّه قد يتمّ ذلك من خلال مشاركة الأدوات الملوثة بالدم كالإبر والمحاقن، أو الخضوع لعمليات نقل الدم أو زراعة الأعضاء، أو أثناء الولادة، وبحسب الإحصائيّات فإنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من هذا النّوع من التهاب الكبد يبلغ حوالي 3.5 مليون شخص، أمّا عدد الإصابات الجديدة السنوية فتبلغ حوالي 41 ألف حالة تقريباً، وفي الحقيقة يُعدّ التهاب الكبد ج أحد الأسباب الرئيسيّة للمُعاناة من سرطان الكبد والخضوع لعمليات زراعة الكبد.[3][4]

الالتهاب الكبدي د


تؤدي العدوى بفيروس الكبد د إلى الإصابة بالالتهاب الكبديّ د (بالإنجليزية: Hepatitis D)، وفي الحقيقة يتشابه هذا النوع من التهاب الكبد بنسبة كبيرة مع التهاب الكبد ب، وقد يعاني بعض الأشخاص من العدوى بكلا الفيروسين في الوقت نفسه، وفي هذه الحالة لا تختلف شدّة المرض وخطر تطور المرض إلى الحالة المزمنة عن الإصابة بالالتهاب الكبدي ب وحده، إلّا أنّ سرعة تقدّم المرض إلى مرحلة تشمّع الكبد تكون أسرع في هذه الحالة، ومن الجدير بالذكر أنّه في حال كان الشخص يعاني من التهاب الكبد ب وتعرّض للعدوى بفيروس الكبد د، فقد تزداد أعراض التهاب الكبد ب سوءاً بشكلٍ سريع.[3]

الالتهاب الكبدي هـ


يُعزى حدوث الالتهاب الكبديّ هـ (بالإنجليزية: Hepatitis E) إلى الفيروس الكبديّ هـ، وتتراوح فترة حضانة هذا النّوع من الفيروسات بين أسبوعين إلى عشرة أسابيع، وفي الحقيقة قد تكون الإصابة بالالتهاب الكبديّ الحادّ من النّوع هـ أقل خطورة من النوع ب، وتتميز هذه الحالة بتأرجح مستويات إنزيم ناقلة الأمين (بالإنجليزية: Aminotransferase)، ويُذكر بأنّ نسبة خطر الوفاة المرتبطة بالعدوى الحادة عند إصابة النساء الحوامل بهذا النّوع من الفيروسات، وخاصّة خلال الثلث الأخير من الحمل تبلغ حوالي 25%، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض حالات الالتهاب الكبديّ هـ قد تتطور، بحيث تؤدي إلى المُعاناة من تشمّع الكبد، أو الفشل الكبديّ الحاد.[3]

المراجع