إن كنت تسعى للنّجاح في عملك لا تُغفِل هذه الأمور

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
إن كنت تسعى للنّجاح في عملك لا تُغفِل هذه الأمور

“إذا أردت أن تنجح فعليك أن تحبّ ما تفعله” هي القاعدة الأولى للنجاح في عملك…، لكن هذا لا يعني أنّها القاعدة الوحيدة، بل بالعكس! عالم الشغل مليء بالمفاجآت والتحديات والتغيرات، عالم يحتاج إلى ما هو أكبر من “أحبّ كذا”، ويتطلّب الكثير من الوقت والجهد و… التخطيط.


إن كنت مقبلًا على مسيرتك العمليّة، وحتى إن كنت في أوجّها، فامنح نفسك بعض الوقت للتفكير في مستقبلك، وفي عملك وفيما تريد أن تحقّقه في السنوات المقبلة في مجال تخصّصك.


لا أشكُّ أنّك تريد “الأفضل”، لذا أقدّم لك في هذا المقال عددًا من النقاط التي عليك مراعاتها أثناء سَيرك في طريقك نحو “الأفضل” الذي تريد…


أولًا: الأهداف


نعم، ستبقى الأهداف في المركز الأوّل في قائمة الأمور التي عليك الاهتمام بها إن كنت تريد النجاح، أو حتى تحقيق أيّ إنجاز في حياتك مهما كان حجمه ومجاله.


هناك الكثير من الأهداف؛ أهداف ذات المدى القصير التي تتعلّق بما تريد إنجازه اليوم، غدًا أو بعد أسبوع، وهناك الأهداف ذات المدى الطويل كما هو الحال مع سيرتك المهنيّة، ما هي الشركة التي تريد أن تعمل بها بعد خمس سنوات؟ ما هو المنصب الذي تريده بعد عشر سنوات؟ ما هو المشروع الذي تحلم بإنجازه ولن تتنازل عن تحقيقه أبدًا؟


ربّما يمكنك إدارة أهدافك ذات المدى القصير بسهولة، ولكنّ الأهداف التي تنتظر عشر سنين، أو حتى عشرين سنة لترى النّور، قد تضيع مع السنين وتبقى حبيسة الأحلام إلى الأبد.


خطّة بداية العام جيّدة ولكن…


لقد ظهرت في السنوات الأخيرة طريقة جيّدة للتعامل مع الأهداف ذات المدى الطويل، واشتُهرت بين الناس نتيجة تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي خطة بداية العام: يقتضي الأمر أن تضع لائحة بكلّ ما تريد تحقيقه طيلة العام وأن ترتّب المهام حسب الأولويّة، وأن تلتزم بتحقيق أكبر عدد ممكن من مهامّك، وفي النهاية تقيّم ما أنجزته وتحاول تحديد أسباب إخفاقك فيما لم تستطع إنجازه.


المهمّ هو أن تقوم بتحليل منطقي للنتائج؛ لتجد سبب مشكلة الإخفاق، لتتمكّن من تحديد الحلول المناسبة من أجل زيادة إنتاجيتك العام المقبل.


لقد أثبتت هذه الطريقة أنّها جيّدة ولكنّها ليست مثالية، ولها عيبان أساسيّان: الأوّل أنّها جامدة إلى حدّ ما ولا تتكيّف مع سرعة تغيّر معطيات الحياة، العيب الثاني هو أنّها تشغل بالك بالكثير والكثير من المهامّ ممّا قد يغرقك في فوضى المهام الثانوية، ويشتّت تفكيرك عمّا هو مهمّ حقًّا.


الخطّة البديلة: مرونة أكبر، وقت أقلّ ومهامّ أقلّ


تمّ تعديل خطّة بداية العام لتكون أكثر مرونة، الآن مدّة الإنجاز تتراوح بين ثلاثة إلى ستّة أشهر مع التقليل من الأهداف الرئيسية، فمثلًا: يمكنك وضع هدفين أو ثلاثة أهداف ترى أنّها ذات أولوية أكبر وتضيف لحياتك قيمة أعلى، وتركّز عليها طيلة المدّة التي وضعت لنفسك. يمكنك طبعًا تدعيم الأهداف الرئيسية بمهام ثانوية تصبّ في مصلحتها، ويمكنك حذف، تأخير أو تقديم المهام حسب متغيّرات حياتك ومتطلّباتها.


احرص دائمًا على أن تكون أهدافك واضحة، لا تتجاهل تقييم أولويّة وأهميّة أهدافك الرئيسية، ولا تنتظر النهاية لإحداث الإصلاحات؛ لأنّ المرونة هي المفتاح.


 وتذكّر…


الأهداف لا توضع من أجل ملء جدولك اليومي/ الأسبوعي، وإنّما أنت تقوم بوضع الأهداف لتدرك ما تريد، وتستغلّ الأهداف لتُغيّر حياتك إلى الأفضل كلّ يوم، ولتقترب من الحياة التي تحلم بها أكثر وأكثر.


ثانيًا: اصنع لنفسك اسمًا


أجرى “ماثيو بيدوال”، أستاذ في مدرسة وارتون الأمريكية، بحثًا حول المرتّب الذي يتلقّاه الموظّفون الذين يأتون من شركات أخرى مقابل المرتّب الذي يتلقاه موظّف تمّت ترقيته في شركته، الموظّفان يشغلان نفس المنصب لكنّهما لا يتلقّيان نفس الرّاتب (الفرق بمقدار 20% تقريبًا لصالح الموظّف الجديد). هذا ليس عادلًا أبدًا، صحيح، لكنّ الحياة ليست عادلة.


كلّ ما قد يمكنك فعله إن كنت تريد البقاء في شركتك هو أن تصنع لنفسك اسمًا لامعًا خارجها، لكي تحافظ على قيمتك في الداخل، ولكي تتمكّن من انتهاز الفرص التي قد تعترضك في الخارج، ولكي تثري مشوارك المهني بتجارب وكفاءات وخبرات قيّمة.


يمكنك تحسين مستواك من خلال الورشات، ومشاركة خبراتك مع الآخرين من خلال الكتابة في المواقع أو المجلاّت المختصّة بمجالك، والمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات التي تسلّط الضوء على اختصاصك، كن فاعلًا في مجال عملك لتزيد قيمتك كموظّف في الشركة وتزيد إمكانية ترقيتك.


هذا المبدأ لا يقتصر بالضرورة على الموظّفين، وإنّما يمكن تطبيقه بالنّسبة لأصحاب العمل الحرّ، ذلك لأنّ الانغلاق في إطار محدود مثل التقوقع على الذات؛ يحرمك من تعلّم الكثير وبالتالي يُبعدك عن المنافسة في زمن يتمّ فيه تقييم الأفراد والخدمات حسب ما يميّزهم من مهارات استثنائية.


الانخراط في الأنشطة والفعاليات التي لا ترتبط بالضرورة بدائرة عملك المغلقة، وإبقاء ذهنك منفتحًا لكلّ ما هو جديد، وتطوير مهاراتك كفرد والتحسين من جودة الخدمات التي تقدّمها كفيلٌ بأن يخلق لك قاعدة جماهيرية متينة ووفيّة…، أليس هذا ما تريد؟


ثالثًا: حافظ على العرش


فلنَقُل أنّك حدّدت أهدافك وصنعت لنفسك سمعة طيّبة والفرص تنهال عليك من كلّ حدب وصوب… والآن ماذا؟


هناك مقولة مفادُها أنّ النّجاح هو محفّز الفشل، وتعني أنّ الإنسان إذا وصل إلى مستوى كبير من النّجاح فمن المحتمل أن يبدأ في الانحدار إلى الأسفل، تاركًا أجمل أيّامه في الخلف.


صاحب المقولة لم يكن يتنبّأ بلعنة تصيب النّاجحين، وإنّما كان يتحدّث عن ظاهرة “الطلب المستمرّ للأكثر”.


أنت في قلب النّجاح، وهناك الكثير من البريق الذي يلفت نظرك ويسرق اهتمامك، ويشتّت انتباهك عمّا تريد حقًّا وعن المجال الذي بوسعك أن تبدع فيه أكثر… قد يجذبك ترفُ منصب ما أو تنخرط في صفقة ما لا لسببٍ إلّا لأنّ الانخراط فيها لذاته أمر رائع ويجلب لك شهرةً أكثر أو مالًا أكثر بغضّ النظر عن كفاءاتك أنت وعن قدرتك على تحمّل أعباء ما تُقدِم عليه، خطأ كهذا قد يحطّم مسيرتك المهنيّة بالكامل.


قبل الإقدام على أيّ خطوة مهما كان حجمها، عليك أن تسأل نفسك: هل هذا ما تريده؟ ما هو أكثر ما يغريك في هذه الفرصة؟ هل تملك كلّ الكفاءات التي يتطلّبها هذا المنصب؟


ثق بأنّ الكثير من الأشخاص يسقطون في حفر الهزيمة بعد التربّع على عرش النّجاح؛ لأنّ بريق اللحظة يصرف انتباههم فينحرفون عن الطريق التي قادتهم للنصر.


عندما تنجح، تذكّر أن تحافظ على نفس الانضباط الذي بدأت به مشوارك، وأن تقيّم دائمًا أولويّاتك وتحدّد الأهداف دائمًا وأبدًا!


في النّهاية، أذكّرك بما قاله وينستون تشرشل – رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية – “النجاح ليس نهائيًا، والفشل ليس قاتلًا: ما يهمّ حقًّا هو الشجاعة لكي تستمرّ”.