انتهى عصر المؤثرين البشر.. تعرّف على المؤثرين الافتراضيين ومن هم أشهرهم

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/11/27
انتهى عصر المؤثرين البشر.. تعرّف على المؤثرين الافتراضيين ومن هم أشهرهم

“الروبوتات المسيطرة على العالم” هو الخوف العالمي الذي بدأ بعد عرض فيلم قديم من نوع الخيال العلمي ذات مرّة، وقد انتقلت فكرة الفلم هذا إلى مرحلة واقعية غير متوقَّعة بفضل التطورات الجذرية في العلوم والهندسة والذكاء الصنعي، فأصبحت الروبوتات منتشرة في شوارع العديد من دول العالم تمشي بين الناس بل وتعمل في المطاعم أو الصالات الرياضية أو حتى في السوشيال ميديا، نعم، حيث تطوَّر في وسائل التواصل الاجتماعي تفاعُل المتابعين مع هذه الروبوتات (H2R (Human 2 Robot بسرعة هائلة، وانتقل ملايين الأشخاص حول العالم إلى Instagram لمتابعة موجة جديدة من الشخصيات عبر الإنترنت والتفاعل معها وهم ما يسمون: “المؤثرون الافتراضيون”.


من هم المؤثرون الافتراضيون؟


انتهى عصر المؤثرين البشر.. تعرّف على المؤثرين الافتراضيين ومن هم أشهرهم


المؤثرون الافتراضيون أو CGI:Computer Generated Influncers، هم “أشخاص” رقميون افتراضيون خياليون تم إنشاؤهم بواسطة الكمبيوتر ولديهم خصائص وميزات وشخصيات البشر الواقعية، فقد أخرج زعماء العالم الافتراضي الناس من الصورة النمطية له واخترعوا ما يسمى “بالانفلونسرز الافتراضيين” أو “المؤثرين الافتراضيين” من خلال صور يقوم الحاسوب بتوليدها، حيث أن أي كلمة يتحدثونها هي عبارة عن حروف تم توليدها وبرمجتها مُسبقًا، وإن سلوك المؤثرين الافتراضيين مشابه لسلوك وتصرّفات المؤثرين البشريين الذين نعرفهم، فقد يلتقطون الصور لأنفسهم ويجرون حوارات مع المتابعين أو مع شخصيات افتراضية أخرى وغيرها من المهام البشرية.


كما أصبح المؤثرون الافتراضيون قوة حقيقية لا يستهان بها في مجال التسويق الإلكتروني المؤثِّر، وذلك مع ظهور المزيد منهم في كل أسبوع على Instagram مع المزيد من العلامات التجارية المُتعاقدة معهم والتي تتنافس من أجل استقطاب أكبر شريحة من المتابعين.


كيف بُنيَ المؤثر الافتراضي؟




وراء كل هذا الإبداع أشخاص أذكياء وعلامات تجارية وأفراد لديهم اهتمام شديد بالتكنولوجيا، عملوا على تنمية حسابات Instagram الخاصة بهذه الشخصيات الافتراضية حتى وصلوا إلى صياغة كيانهم، فقد اختاروا مظهرهم وطريقة لباسهم وتصرفهم واللغة التي يتكلمون بها بالإضافة إلى عمرهم ومجال عملهم، وبالطبع مقابل كل ذلك الإبداع مردود مادي هائل، حيث إنهم يحصلون على الأموال التي يكسبها هؤلاء المؤثرون من صفقات العلامات التجارية التي يتعاقدون معها.


عندما يقوم المبرمج بتوليد صورة للمؤثرين الافتراضيين يمر بمراحل معالجة طويلة من التطوير، التي تبدأ بفهم من هم المتابعين وما هي اهتماماتهم وما هي نوعية الأشخاص المُتقبّلة للمؤثرين الافتراضيين، ثم يبدأ المبرمج ببناء هذه الشخصية مرورًا بتطوير لون البشرة والعيون وتعابير الوجه إلى أن يتم إخراجها بشكل معين وتحريرها على الخلفيات التي يريدونها، فعلى سبيل المثال، إذا قاموا بإنشاء نوع المؤثر الافتراضي الذي يحب السفر، فكل ما يحتاجونه في هذا النوع هو صورة خلفية عالية الدقة لبعض المواقع والأماكن الواقعية، كما يمكنه وضع علامة مميزة عليها من قائمة المجموعة الخاصة بهم.


ما هي فوائد المؤثرين الافتراضيين على العلامات التجارية؟


انتهى عصر المؤثرين البشر.. تعرّف على المؤثرين الافتراضيين ومن هم أشهرهم


إن الشركات والعلامات التجارية هي المستفيد الأول من المؤثرين الافتراضيين من أجل الوصول إلى أنواع جديدة من الجمهور، وكن على ثقة بحتميّة استحواذ هؤلاء المؤثرين الافتراضيين على ماركاتنا المفضلة في المستقبل وظهورهم بها بشكل متواصل، فقد وصل بعض أشهر المؤثرين الافتراضيين إلى أكثر من مليونيّ متابع على موقع التواصل الاجتماعي Instagram، ولاقوا قبولًا وانجذابًا هائلًا من قِبَل الجمهور من أجل التعرف على طبيعة حياتهم.


إن مرونة العلامات التجارية هي أحد أهم عوامل جذب الجمهور، والمؤثرون الافتراضيون سيمنحون العلامات التجارية مزيدًا من المرونة والتحكم أثناء تعاونهم سويًّا، فعلى سبيل المثال، إذا ارتكب مؤثر حقيقي بشري خطأ ما، قد يصعب حلُّه في كثير من الأحيان أو قد يضطر إلى إعادة التصوير وبالتالي تأخير في إطلاق الحملة الإعلانية، لكن عندما يتعلق الأمر بالمؤثرين الافتراضيين فيمكن محو الخطأ وتعديله ببساطة وفي غضون دقائق.


أنشأ Christopher Travers موقعًا متخصصًا بتوثيق صناعة البشر الافتراضيين الذين يعملون كمؤثرين على الشبكات الاجتماعية، ويعدد فوائد التعامل مع هذه “الكائنات” الرقمية حيث أنهم أرخص من المؤثرين البشريين على المدى البعيد، ويمكن التحكم بهم بالكامل، والظهور في أكثر من مكان بنفس الوقت، والأهم أنهم يبقون بأعمارهم بدون أن يكبروا أو يموتوا!.


بدأت بعض العلامات التجارية في ممارسة هذه الطريقة التسويقية التي ستصبح عنوان المستقبل التسويقي القريب، فأنشأت شركة السيارات العالمية “Renault”سفيرها الافتراضي الخاص بها “Liv” الذي قدّمته للجمهور بأحدث إعلان تلفزيوني لها وبخطوة رائدة ستحرّض الكثيرين على تكرارها قريبًا، حيث أن Dior ،Coach ،Balenciaga ،OUA هم قلّة قليلة من أسماء الشركات التي شاركت مع النجوم الافتراضيين المشهورين، كما يتوقع خبراء أن العلامات التجارية ستنفق على هؤلاء المؤثرين ما يقارب 15 مليار دولار سنويًّا حتى عام 2022.