تشير التقارير اليوم إلى أنّ الواجهات العصبية التي تربط أدمغة البشر بالحواسيب ستمكننا من قراءة أفكار بعضنا البعض في المستقبل، حيث تعمل شركات كفيسبوك ونيورالينك Neuralink التي أسسها رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك بالفعل على تطوير مثل هذه التقنيات. وفي الوقت الذي تبدو فيه الفكرة ضربًا من الخيال توصّل الآن فريق من العلماء إلى نظام ذكاء اصطناعي يمكنه ترجمة أفكار الشخص إلى نص من خلال تحليل نشاط دماغه.
طوّر باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية نظام الذكاء الاصطناعي الجديد لفك تشفير ما يصل إلى 250 كلمة في الوقت الحقيقي من مجموعة تتراوح بين 30 و50 جملة، حيث تم تدريب الخوارزمية باستخدام الإشارات العصبية لأربع نساء بالاعتماد على الأقطاب الكهربائية المزروعة في أدمغتهن، والتي كانت موجودة بالفعل لرصد نوبات الصرع.
قام المتطوعون بقراءة جُمل مُعيّنة بشكل متكرر بصوت عالٍ بينما قام الباحثون بتمرير البيانات الناتجة عن إشارات الدماغ إلى الخوارزمية لمحاولة استخلاص الأنماط الممكن ربطها بالكلمات الفردية، وكان متوسّط معدل الخطأ في الكلمات عبر مجموعة مكررة منخفضًا جدًا حيث لم يتخطَّ نسبة 3%.
كتب العلماء في الورقة البحثية: “انطلاقًا من التطورات الأخيرة في مجال ترجمة الآلة، قمنا بتدريب شبكة عصبونيّة متتابعة لترميز كل تسلسل بطول جملة من النشاط العصبي إلى تمثيل مجرد، ثم فك هذا التمثيل كلمة بكلمة في جملة إنجليزية”.
يُقدر متوسط المفردات النشطة للمتحدث باللغة الإنجليزية بحوالي 20 ألف كلمة، مما يعني أن النظام بعيد جدًا عن القدرة على فهم الكلام العادي، وما يزال الباحثون غير متأكدين من المدى الذي قد يتم توسيع النظام إليه، حيث يعتمد هذا النظام على تعلُّم بنية الجملة واستخدامها لتحسين توقعاته، وبالتالي فإنّ كل كلمة جديدة تزيد من عدد الجمل المحتملة وتقلل من الدقة الإجمالية بالنتيجة.
