بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!

كم عدد الكاميرات التي تحتاجها في هاتفك؟ بدأ كل شيء مع اثنين: كاميرا خلفية واحدة وواحدة في المقدمة ثم تحولنا لثلاث كاميرات: اثنان خلفية وواحد في المقدمة الآن لدينا هواتف بأربع كاميرات: اثنين في الأمام واثنتان على الجانب الخلفي بينما شركة هوواي أرادت التغريد خارج السرب بوضع ثلاثة كاميرات في الخلفية وواحدة في المقدمة.


وبالتأكيد لن نتوقف في هذا المسار وقريباً قد يكون لدينا خمسة كاميرات في هاتف واحد، وإذا صحت الشائعات حول نوكيا 9 القادم المرشح ليكون بسبعة كاميرات حيث سيكون هناك خمسة عدسات على الظهر واثنين في الأمام وهكذا دواليك لنستقيظ في يوم من الأيام لنجد هواتفنا الذكية عبارة عن كاميرات فقط بعد أصبح الاتجاه متعدد الكاميرات في الهواتف الذكية أكثر جنونًا يومًا بعد يوم.


الأرقام… اللعبة المفضلة للشركات


بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!
تعمل شركات الهواتف الذكية بشعار “كلما كان أكثر افضل”

لا يمكننا إنكار أن التقدم التقني جيد ومطلوب ولكن ليس دائمًا إذا كان ذلك من أجل التقدم فقط بدون إضافة ملموسة والذي يميل إلى الحدوث مع المنتجات الإستهلاكية التي تبدو فيها الأرقام الكبيرة دائمًا جيدة في متاجر البيع بالتجزئة حيث يعتبر المزيد دائمًا أفضل.


وفي حالة الهواتف الذكية يمكننا القول أن مزيد من الكاميرات في هواتفنا يعتبر شيء جيد حيث يمكن لثلاث أو خمس كاميرات توفير وظيفة غير ممكنة مع كاميرا واحدة ولكن في الأساس يجب أن تأتي هذه الوظيفة في الكاميرا الأساسية بدون تضمين الهاتف بمزيد من الكاميرات الإضافية. لذلك قبل الانتقال إلى إعداد الكاميرات المزدوجة أو الثلاثية أو الرباعية أو حتى الخماسية، تحتاج شركات الهواتف الذكية إلى إصلاح الكاميرا الرئيسية في هواتفها وإلا فإن الأرقام الكبيرة هي فقط مجرد أرقام!!


هواتف جوجل تصدرت القائمة بدون كاميرات إضافية


يرجع السبب وراء تصدر هواتف بيكسل Pixel بمختلف إصداراتها لصدارة أفضل الكاميرات في مجال التصوير الفوتوغرافي إلى مجموعة الأجهزة والبرامج التي تستخدمها كاميرا الهاتف، حيث لا توجد لديها أي حيل فيما يتعلق بعدساتها سواء ثلاثية أو رباعية أو الوتر الحساس التي تركز عليها شركات الهواتف الذكية وهي ميزة الذكاء الصناعي AR.


بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!
من الواضح أن Google Pixel هو أفضل كاميرا هاتف ذكي مقارنة مع هاتف Galaxy S7 و iPhone 7

فبدلًا من استخدام الحيل التي تُركز عليها باقي الشركات نجد أن هواتف بيكسل لديها صور رائعة بسبب مستشعر الصورة المدمج بدقة 12 ميجابكسل والذي يحتوي على درجة من البكسل تبلغ 1.4um وعدسة F1.8 مناسبة إلى حد كبير، بعد ذلك تقوم جوجل بمعالجة البيانات التي تلتقطها هذه الكاميرا باستخدام بعض حيل البرامج الذكية التي تضمن أن الألوان في الصور التي تم إلتقاطها باستخدام هواتف بيكسل نابضة بالحياة والنطاق الديناميكي في الصور جيد مثل ما تحصل عليه باستخدام أي كاميرا إحترافية مناسبة.


باستخدام ميزات البرنامج – بعد الإتصال بحسابك السحابي – تقدم جوجل حتى وضع Portrait على الرغم من أنها تحتوي على كاميرا واحدة فقط وتنتج هواتف بيكسل في الواقع صورًا صورية أفضل من بقية الهواتف الذكية التي تحتوي على كاميرتين أو ثلاث، إن هواتف بيكسل على الرغم من كونه هاتفًا بكاميرا واحدة جيد جدًا عند إلتقاط الصور وسوف لن تجد مستخدم واحد من مستخدميها يقول لك أنه غير راضٍ عن الصور التي يلتقطها بها أو أن هذا الهاتف يحتاج إلى كاميرا أو كاميرتين إضافيتين.


إذًا لماذا تتجه معظم الشركات لإضافة كاميرات أخرى في هواتفها؟!


بكل تأكيد مسألة إضافة كاميرات إضافية في الهاتف لم يكن وليد اللحظة فقد بدأ هذا الاتجاه من هاتف أبل أيفون 7 بلس الذي جاء مع اثنين من الكاميرات الخلفية مما يدل على أنه إذا كنت تريد تقديم زوم بصري للمستخدمين تحتاج إلى وضع كاميرا إضافية ذات طول بؤري أكبر، وبالتالي كانت الكاميرا الرئيسية في آيفون 7 بلس ذات طول بؤري منتظم يبلغ 27 ملم (التقاط صورة بزاوية واسعة) ولكن الكاميرا الثانية تستخدم عدسة ذات بعد بؤري يبلغ حوالي 56 مم (تقريب بصري (2x).


وبالتالي لم تتأخر باقي الشركات واتبعت الموضة بطرق مختلف، على سبيل المثال أتى هاتف Samsung Galaxy Note 9 مع إعدادات مشابهة بينما نجد هاتف OnePlus 6 يستخدم كاميرتين لكن البعد البؤري لكليهما هو نفسه، وتستخدم هواوي 3 كاميرات في هاتفها P20 Pro واحدة عادية وواحدة أخرى للتكبير البصري والثالثة لالتقاط بيانات أحادية اللون لجعل الصور النهائية أكثر تفصيلًا.


ونجد أن هواتف نوكيا 9 – إن صحت الشائعات حولها – ستوفر خمس كاميرات التي ستؤدي بعض الوظائف الإضافية مثل عدسة للتكبير بينما يمكن للآخر أن يوفر ميزة أو خيار حقيق أكبر لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد بينما الأخرى يمكن أن يكون لشيء آخر، ولكن في نهاية المطاف نجد أن الهواتف الذكية محدودة الحجم حيث يوجد حد لحجم مستشعر الصور الذي يمكن للشركات استخدامه وبالتالي لتوفير وظائف أفضل قد يحتاجون إليها للعثور على طريقة لوضع عدة مستشعرات في الهاتف.


وبالتالي على عكس كاميرات DSLR الاحترافية لا توجد وسيلة مناسبة لتزويد الهواتف بالعدسات التي تتحرك، إنها فيزياء بسيطة تتعطل العديد من قواعد الضوء التي تتحكم في التصوير عند وضعها في الهواتف الذكية لذلك يمكن القول أن الكاميرات المتعددة في الهاتف يمكن أن تكون.


ألا يكفي كاميرا واحدة أساسية بميزات متقدمة؟!


كاميرا واحدة أساسية – خلفية وأمامية – بميزات وإضافات قياسية يمكن أن يكون الحل السحري لكل هذه الفوضى في مؤخرة الهواتف وكما رأينا حتى الآن هو أنه على الرغم من استخدام كاميرا واحدة فإن هواتف بيكسل أو حتى بالنسبة لهواتف Galaxy S القديمة أو آيفون 7 بلس كانت أكثر من مطابقة للهواتف التي استخدمت الكاميرات المتعددة، والنقطة الأساسية التي يجب أن تُركز عليها شركات الهواتف الذكية هي أنه قبل أن تضع عدة كاميرات في هواتفها فإنها تحتاج إلى تزويد المستهلكين بكاميرا أساسية بميزات رائعة تغنيهم عن كل هذه الكاميرات.


بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!
تتعدد إصدارات هواتف بيكسل ولكن ما زالت في الصدارة من حيث جودة التصوير بكاميراتها الواحدة

وهذا يعتبر ضروري أيضاً لأن كاميرا واحدة جيدة يمكنها أن تقدم البساطة وسهولة الاستخدام بسبب إن إضافة المزيد من الكاميرات في الهواتف سوف يضيف مزيدًا من التعقيد غير الضروري وبينما يمكن أن يكون التعقيد ضروريًا في بعض الأحيان إلا أنه غير مرحب به في معظم الأحيان ويمكن الإستغناء عنه بكل بساطة.


إذًا لماذا تستمر الشركات بجلب المزيد من الكاميرات لهواتفها؟!


بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!
كثرة العدسات في خلفية الهواتف الذكية لعبة تسويقية تجيدها الشركات بإمتياز

يمكنك أن تقول إن هذه الإضافة من الكاميرات المتعددة في الهاتف ليست مدفوعة – في معظم الحالات – عن طريق الرغبة في تقديم شيء فريد للمستهلك بدلاً من ذلك فإن هذا الاتجاه جاء مدفوعًا بشعار التسويق الذي يعتقد أن “المزيد دائمًا ما يكون أفضل” حيث تعد إضافة كاميرتين أو ثلاث كاميرات إضافية في الهاتف ميزة إيجابية يتم تناولها بالإعجاب والاستحسان في مواقع مراجعة الهواتف الذكية على الإنترنت، مما يجعلنا نطرح سؤال:


هل يتسع حجم الهاتف الذكي لكل هذه الإضافات؟!


على عكس كاميرا DSLR الضخمة والإحترافية نجد أن كاميرات الهواتف الذكية لا تتمتع برفاهية المساحة فما بين الشاشة و الشريحة والبطارية والمكونات الأخرى لا توجد مساحة كبيرة للمناورة، حيث أن حساسات الصور المتحركة هي بالفعل صغيرة جدًا نتيجة لهذه الاعتبارات وامتصاص في ضوء أقل من أجهزة استشعار الصورة في كاميرات DSLR أكبر من ذلك بكثير وهذا يجبر الشركات المصنعة على استخدام معالجة الصور الذكية (مثل متوسط ​​الصورة) لإغلاق الفجوة مع أجهزة الاستشعار الأكبر.


وغالبًا ما يؤدي إضافة المزيد من الكاميرات إلى تقليص حساسات الصورة إلى ما هو أقل أو تقليص المكونات الأخرى أو إعادة تصميم الهاتف بالكامل ليلائم الأجهزة الإضافية وإذا كنت تأخذ الطريق الأول فحتى تكنولوجيا معالجة الصور قد لا تكون كافية لإحداث فرق، وهذا قد يؤدي إلى تقلص المكونات والتي يمكن أن تُحدث عواقب غير مرغوب فيها مثل طول عمر البطارية (إذا كان ذلك هو ما تقرر تقليصه) ويمكنك اختيار إعادة التصميم ولكن قد ينتج لك هاتفًا أكثر سُمكًا أو إضافات غير مرغوبة في جسم الهاتف الذكي.


لا يبدو الأمر كما لو أن إضافة المزيد من الكاميرات يعمل تلقائيًا على تحسين جودة الصورة، وستظل العلامة التجارية التي تتمتع بسمعة جيدة فيما يتعلق بجودة الكاميرات مجرد خدعة تسويقية إذا كانت تحتوي على هاتف رباعي الكاميرا، ومع ذلك في العصر الحالي للكاميرات المزدوجة اعتقد مصنعي الهواتف الذكية أن فوائد الكاميرا الإضافية (المرونة والمزيد من البيانات لمعالجة الصور) تفوق هذه الجوانب السلبية.


هل الرهان على هذا الإتجاه أمر مضمون لشركات الهواتف الذكية؟!


بعد أن أصبحت موضة للشركات…هل نحتاج حقًا أكثر من ثلاث كاميرات خلفية على الهواتف الذكية؟!
هاتف ثوري بـ16 عدسة ولكن سلبياتها أكثر من إيجابياتها بحسب المراجعين

حتى الآن يمكننا القول أن سلبيات إضافة هذه الكاميرات أكثر من إيجابياتها، فكلنا نتذكر الضجة الكبرى التي حدثت لهواتف هواوي عندما تم إلتقاط الصور الترويجية لهاتفها P20 Pro بكاميرا إحترافية عوضًا عن إستخدام نفس عدسات كاميرات هاتفها الثوري كما يعتقد الكثيرين، بينما أقرب مثال في إضافة الكثير من الكاميرات في هاتف ذكي واحد هو هاتف Light 16 ذي الستة عشر كاميرا كما يُنطق إسمها.


حيث تم إطلاق الكاميرا L16 في العام الماضي وقدمت كاميراتها الـ 16 أطوال بؤرية متفاوتة (من 28 مم إلى 150 مم) وعند التصوير في حفلة موسيقية مثلًا يمكن لهذه الكاميرات أن تقدم تقريبًا سلسًا ولقطات 52 ميغابيكسل وكان هذا يبدو رائعا من الناحية النظرية.


ولكن بين سرعة المعالجة والحاجة إلى استخدام تطبيق Light’s Lumen للعديد من التعديلات كانت النتائج غير متسقة بشكل كبير حيث كان لدى المراجعين الكثير من الضجيج السلبي حول الهاتف حيث يمكنك إهمال الأداء السيئ في الإضاءة المنخفضة وعدم توفر دعم الفيديو عند الإطلاق والنتيجة كانت خيبة أمل كبيرة ومتعددة، هذا الأمر يجب أن يرسل رسالة لمصنعي الهواتف الذكية مفادها أن إضافة المزيد من الكاميرات قد يخلق مشاكل وتعقيد أكثر مما يمكن أن يكون ميزة إضافية.