تحية المسجد قبل صلاة المغرب

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٤:١٧ ، ٤ يوليو ٢٠١٨
تحية المسجد قبل صلاة المغرب

تحيّة المسجد

إنّ تحيّة المسجد من السنن الواردة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كما نقل بعض أهل العلم إجماع العلماء على ذلك، ودليلهم ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، حيث قال: (إذا دخَل أحدُكمُ المسجدَ، فلا يَجلِسْ حتى يصلِّيَ ركعتينِ)،[1] كما نُقل عن الإمام النووي إجماع العلماء على استحباب صلاة تحيّة المسجد، وكراهة الجلوس في المسجد دون أدائها من غير عذرٍ،[2] ومن الجدير بالذكر أنّه لا توجد سورٌ خاصّةٌ من القرآن الكريم تُقرأ فيها، ولكن يجب الإتيان بسورة الفاتحة؛ لأنّها ركنٌ من أركان الصلاة، مع ما تيسّر من القرآن،[3] ومن اكتفى بقراءة سورة الفاتحة فصلاته صحيحةٌ، ولكنّ الأفضل قراءة سورة الفاتحة مع قراءة ما تيسّر من القرآن بعدها.[4]

تحيّة المسجد قبل صلاة المغرب

نُهِي المسلمون عن الصلاة في أوقاتٍ معيّنةٍ، وهي: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن طلوع الشمس إلى ارتفاعها بقدر رمحٍ، من قبل الظهر إلى زوالها، ومن بعد العصر إلى أن تميل إلى الغروب، ومن ميلها إلى الغروب إلى مغيبها، ولكن إن كانت الصلاة متوقّفةً على سببٍ معيّنٍ، فتجوز في أوقات النهي سابقة الذكر، فدخول المسجد بعد الصبح أو بعد العصر لا يمنع من أداء ركعتين تحيةً للمسجد، والطواف بالكعبة بعد العصر لا يمنع من أداء ركعتي الطواف، وذلك ينطبق على أيّ وقتٍ من أوقات النهي عن الصلاة، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تَمْنَعُوا أحدًا طَافَ بهِذا البيتِ وصلَّى أَيَّةَ ساعَةٍ شاءَ من لَيْلٍ أوْ نَهارٍ)،[5] ومن الصلوات ذوات الأسباب أيضاً: صلاة الكسوف؛ فلو كُسفت الشمس بعد العصر فلا حرج في أداء صلاة الكسوف، بناءً على الصحيح من أقوال العلماء،[6] ومن الأمور التي وقع الخلاف فيها فيما يتعلّق بأوقات النهي: صلاة تحية المسجد قبل المغرب، فإن كان أداؤها بعد الأذان وقبل الصلاة؛ فلا حرج في أداء ركعتي تحيّة المسجد، ولا يجوز الإنكار على من يصلّيها، وأمّا إن كانت تحية المسجد قبل الأذان؛ فإنّ العلماء اختلفوا في ذلك، كما أنّهم اختلفوا في حكم صلاة النافلة في أوقات النهي بشكلٍ عامٍّ.[7]ذهب المالكيّة إلى أنّ أداء النافلة بين أذان المغرب وصلاة المغرب ممّا لا يجوز؛ حيث إنّ الوقت الذي بين الأذان والصلاة من أوقات النهي، والوقت بينهما ضيقٌ ولا يتسع لأداء النافلة، واستدلّوا على ذلك ببعض الأحاديث الصحيحة، إلا أنّ أداء تحيّة المسجد بعد أذان المغرب وقبل الصلاة، موافقٌ لأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولفعل الصحابة رضي الله عنهم، كما ثبت في الأحاديث النبوية الصحيحة.[8]

الصلاة في أوقات النهي

يستحبّ للمسلم أداء النوافل من الصلوات في أيّ وقتٍ من الأوقات، إلا في الأوقات المنهيّ عن الصلاة فيها؛ والحكمة من ذلك مخالفة الكافرين الذين يسجدون للشمس عند شروقها؛ ترحيباً بها، وعند غروبها؛ توديعاً لها، كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان حريصاً على توحيد الله تعالى؛ بسدّ كلّ طريقٍ توصل بالمسلم إلى الشرك بالله، ونُهي عن الصلاة وقت استواء الشمس وسط السماء؛ لأنّه وقت سجر النار، كما ثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،[9] ولكنّ جمهور العلماء ذهبوا إلى أنّ قضاء الصلاة واجبٌ وإن كان في الأوقات المنهيّ عن الصلاة فيها، إن كان سبب عدم أداء الصلاة في وقتها؛ النوم أو النسيان، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب على المسلم أداء الصلاة في أوقاتها التي حدّدها الشرع، مع الحرص على عدم تأخيرها؛ حيث إنّه يحرم تأخير الصلاة إلى خروج وقتها، كما أنّ ذلك يعدّ كبيرةً من كبائر الذنوب، ودليل ما سبق قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من نامَ عن صلاةٍ أو نَسِيَ صلاةً فليُصلِّها إذا ذَكَرَها وإذا استيقظَ)،[10] أمّا قضاء النوافل من الصلوات في أوقات النهي، فاختلف العلماء في ذلك؛ حيث ذهب الشافعي وشيخ الإسلام ابن تيمية إلى القول بصحّة قضائها، وهو أصح الأقوال، ودليل ذلك ما روته أم سلمة -رضي الله عنها- أنّ النبي صلّى ركعتين بعد العصر، فسألته أم سلمة عنهما، فقال: (إنّه أتاني ناسٌ من عبدِ القَيْسِ بالإسلامِ من قومِهم، فشغَلوني عن الركعتَين اللتَينِ بعد الظهرِ، فهما هاتانِ).[11][12]

آداب الذهاب إلى المسجد

نصّت الشريعة الإسلاميّة على عدّة آدابٍ متعلّقةٍ بالذهاب إلى المسجد، وفيما يأتي بيانٌ لبعض هذه الآداب:[13]

  • المشي لا الجري في الذهاب إلى المسجد، والمشي يكون بسكينةٍ وطمأنينةٍ ووقارٍ واتزانٍ وهدوءٍ، مع الحرص على غضّ البصر في الطريق، وعدم رفع الصوت، أو الالتفات، مع المقاربة في الخطوات؛ طمعاً في الحصول على أجرٍ كبيرٍ من الله تعالى.

  • الحرص على الذهاب إلى المسجد في وقتٍ مبكّرٍ؛ لإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، وحضور صلاة الجماعة كاملةً؛ نيلاً للبراءة من النار والنفاق.

  • الدخول إلى المسجد بالرجل اليمنى، مع الحرص على عاء دخول المسجد، بينما يكون الخروج منه بالرجل اليسرى، مع قول الدعاء الخاصّ بالخروج منه.

  • صلاة ركعتي تحيّة المسجد قبل الجلوس استحباباً.

  • انتظار صلاة الجماعة بأدبٍ، مع الحرص على ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن الكريم، دون أيّ عبثٍ.

  • الحرص على الوقوف للصلاة في الصف الأول خلف الإمام.

  • الانتباه والاهتمام بتسوية الصفوف واستقامتها على خطٍ واحدٍ، مع عدم ترك أيّ فراغٍ فيها.

  • الانتظار والجلوس قليلاً بعد الانتهاء من الصلاة؛ نيلاً لدعاء الملائكة ولمغفرة الذنوب.

المراجع