تعريف العصبية القبلية لغة واصطلاحا
العصبية القبلية هي مصطلح عربي متواجد منذ آلاف السنوات يرادفه العديد من المصطلحات الأخرى مثل (النزعة القبلية، العنصرية القبلية أو النزعة العشائرية) والتي ورد تعريفها في اللغة والاصطلاح على النحو التالي:
العصبية القبلية في العصر الجاهلي
حينما يتم القيام بعمل بحث عن التعصب القبلي فإن خير مثال يمكن أن يضرب في لك الصدد ويذكر هو التعصب القبلي بالعصر الجاهلي وما قبل ظهور الإسلام، بل إن المجتمع الجاهلي كان أكثر الأقوام الذين عرفوا على مر التاريخ بالتعصب لأهلهم وعشائرهم، والسبب الأبرز في ذلك طبيعة الحياة آنذاك، حيث كان العرب جميعهم يعيشون في صورة قبائل متفرقة تتنقل ما بين الحضر والبادية.كان القانون لدى قبائل العرب هو الأعراف والتقاليد والعادات التي كانت تختلف ما بين قبيلة وأخرى، ومنذ ذلك الوقت وكانت كل قبيلة من شدة تمسكها بتلك العادات والتقاليد يبلغ بهم الأمر حد التعصب وهو ما ورد الدليل عليه فيما ذكر عنهم من أشعار ونثر جاهلي وغيرها من الوصايا والخطب والسجع، حيث كان الرجل بالقبيلة يتعصب لأهله وقبيلته، وكانت العصبية تمتد للقبائل التي تجمع قبيلتها دم أو مصاهرة أو القبائل من أب واحد.
أسباب التعصب القبلي
العصبية القبلية تعد واحدة من أخطر المشكلات التي واجهها المجتمع ولذلك لا بد من الوقوف على أسبابها والتعرف عليها لكي يصبح من الممكن محاربتها والقضاء عليها، معرفة أسبابها لمحاربتها والتخلّي عنها، خاصة في حالة كانت العصبية القبلية تعادي الدين وتتنافى مع الأخلاق فتصبح حينها سبب في انتشار الفتنة بين الناس، ومن أهم الأسباب التي تُؤدي إلى العصبية القبلية التالي:[2]
الآثار المترتبة على التعصب القبلي
تُعتبر العصبية القبلية وتصنف من بين ما تركته الجاهلية من إرث ورواسب لا تزال بعض المجتمعات ومن يعيش بها من أفراد يتمسكون بها بغير وعي أو إدراك بمدى ما تحمله من خطورة على المجتمع، لذلك لا بد من الانتباه إليها كي لا تنتشر وتتفشى بالمجتمعات، خاصةً أنّ العديد من الناس صاروا يعتمدون عليها أبناءهم في تربية أبنائهم دون شعور منهم، حيث يكتب الطفل توجهات أهله القبلية ويتمسك بها بل وقد يتشدد بها أكثر، ومن أبرز النتائج والآثار التي قد يصاب بها المجتمع نتيجة انتشار العصبية القبلية التالي:[3]
كيف عالج الاسلام التعصب القبلي
العصبية القبلية من الأمور والسلوكيات المذمومة التي نهى عنها الدين الإسلامي كما نبذها الرسول صلى الله عليه وسلم ناهياً أصحابه عن فعلها وإتيانها، حيث يترتب عليها في الكثير من الأحيان نصرة الباطل على الحق، فتصبح الغلبة بيد الأقوياء يظلمون بها الضعفاء.وحين أنزل الله رسالته على عبده الأمين محمد صلى الله عليه وسلم قضى من خلالها على جميع مظاهر العصبية القبلية نهي قطعي، ولم يسمح إلا بالعصبية للعقيدة الإسلامية ورابطة الدين، وأن المفاضلة بين العباد لا تكون إلا بالتقوى، دون نظر لعرق زلا نسب ولا جنس ولا قبيلة.وفي ذلك ورد قول الله تعالى (نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، “الحجرات: 5″، كما قال سبحانه: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) “الحجرات: 15″، وفي الآيات الكريمة تلك دليل واضح على أن الدين الإسلامي لم يدعوا للتعصب إلى غير الدين والأخوة به، ومحاربته للعصبية القبلية ونبذها.[4]
حديث شريف عن التعصب القبلي
السنة النبوية المطهرة هي ثاني مصادر التشريع الإسلامي التي جاءت لتتمم وتوضح ما جاء به القرآن الكريم من أوامر وأحكام وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن العصبية القبيلة التي كانت متبعها بين قبائل قريش وغيرهم حيث قال صلوات الله عليه وسلامه (مَن قُتِلَ تَحْتَ رايَةٍ عِمِّيَّةٍ،يَدْعُو عَصَبِيَّةً، أوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً، فقِتْلَةٌ جاهِلِيَّةٌ).وفي حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (قد أذهب الله عنكم ُعبِّيَّةَ الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب)، وقوله كذلك (من قُتِل تحت راية ُعمِّيَّةٍ يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية)، حيث آخى النبي الكرين بين المهاجرين والأنصار بما لأول مرة يحدث لدى العرب، فتبدلت العصبية القبلية بالحب والإيثار.