الحذف قاعدة موجودة في جميع لغات العالم، ولكنها في اللغة العربية واضحة أكثر، حيث أن خصائص اللغة العربية تشمل الميل إلى الإيجاز، والحذف واحد من أنواع الإيجاز، وتجدر الإشارة إلى أن العرب كانوا يبتعدون عن ما يتسبب في ثقل اللسان، ويميلون إلى الكلام الخفيف. أما عند أهل الصرف فهو تغيير يحدث في الكلمة لفظا وخطا، بدون أي تغيير يطرأ على الحكم أو المعنى، حيث أنه إذا حدث تغيير في المعنى أو الحكم يسمى هذا بالزوائد.
أسباب الحذف
وهذه الأسباب وضعها النحاة، لتفسير الحذف وأنواعه، وهي كالآتي:
كثرة الاستعماليعتبر هذا السبب من أكثر الأسباب المستخدمة لدى النحويين، ومن الأمثلة على ذلك: حذف خبر لا النافية للجنس مثل: لا إله إلا الله، لا ريب، لاسيما. ومثلقولنا: الجار قبل الدار. أي: الجار قبل الدار. وقولنا: بسم الله.[3]طول الكلاموذلك في حالة تطول التراكيب؛ فيأتي الحذف تخفيفًا من الثقل؛ كجملة الصلة ، وأسلوب الشرط، وأسلوب القسم؛ ومثال على ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [يس: 45]، وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31]، التقدير: لكان هذا القرآن.الضرورة الشعريةومن أهم الضرائر الشعرية القائمة على الحذف:حذف حرف متحرك أو أكثر من آخر الكلمة، مثل قول لبيد: دَرَسَالمَنَابمُتَالِعٍ فأَباناالحذف للإعراب، مثل الحذف في حالة الجزم: (لم أكتبْ). وحذف الحرف؛ مثل حذف النون من الأفعال الخمسة عند النصب أو الجزم مثل: (لم يلعبوا). وحذف لام الفعل الناقص في حالة الجزم؛ مثل قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ}. الحذف للتركيبحذف التنوين في التركيب الإضافي؛مثل: (شاهدت طالبَ العلم) بدلاً من (طالبًا)، أو حذف النون؛ نحو: (مسلمو العالم متعاونون) بدلاً من (مسلمون). الحذف لأسباب قياسية صرفية أو صوتية