تعريف تحقيق المخطوطات

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-04-23
تعريف تحقيق المخطوطات

تُعد اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تُقدم علم لغوي له عدد هائل من الفروع والأقسام ، وهذا ما جعلها من أهم لغات العالم التي لا تُضاهيها أي لغة أخرى ولا سيما أنها لغة القران الكريم وهي اللغة التي نطق بها سيد المرسلين عليه أفضل الصلوات والتسليم ، ومن أهم العلوم التي قد تضمنتهااللغة العربيةهو علم التحقيق .

معنى تحقيق المخطوطات

تحقيقالمخطوطاتيُشير إلى قراءتها قراءة دقيقة وصحيحة وإتقان تحرير وضبط النص بأعلى درجة من الإحكام والدقة ، من أجل إخراجه على الوضع الصحيح والحقيقي كما تركه مؤلفه تمامًا ، بحيث يوافق هذا التحقيق ويطابق الوضع الأصلي ، ويتم ذلك عبر بعض الاليات التي يتم من خلالها التحكم في عملية تحقيق المخطوطة[1].

أهم صفات مُحقق المخطوطات

تحقيقالمخطوطاتينطوي على نقل هذا المحتوى بشكل بالغ الدقة والصحة ، ولذلك ؛ فهو يتطلب توافر قدر من السمات والصفات الهامة في الشخص الذي سوف يتولى تحقيق المخطوطات ، وهي تتلخص في النقاط التالية[2]:-الإلمام التام والكامل في علوم وأسس وقواعد وأصول اللغة العربيةوالحصول على شهادة أكاديمية بها والدراسات العليا أيضًا .-الإلمام بالطريقة والأسس المتبعة في استخدام الحبر والورق ومعرفة أهم الاختصارات والرموز في اللغة العربية وخصوصًا في العصور التي تنتمي إليها تلك المخطوطات .-المعرفة الجيدة بعلم كتابة الكتب أو نسخ الكتب والتي تعرف باسم Bibliography ( ببليوجرافيا ) ، ومعرفة قوائم وفهارس الكتب العربية والقدرة على معرفة الكتب المطبوعة والمخطوطة .-معرفة الأصول والقواعد والاليات الخاصة بأصول التحقيق والتعرف أيضًا على أصول نشر الكتب .-لا بُد أن يُِهد للمحقق بالالتزام بالأمانة الكاملة والتامة في النقل وأن يكون محايدا في الحكم ، وبالتالي لا تغطى ميوله على نفسه ولا يغلبه هواه على طمس الحقيقة ، ولا بد أيضًا أن يتسم بالنزاهة التامة في النقد .-تحقيق المخطوطات ليس أمرًا سهلًا ؛ وإنما هو أمانة وثقة في نقل معلومات واردة من السلف إلى الخلف ، وبالتالي ؛ هي تتطلب قدر ليس بالقليل من الإخلاص والصبر والمثابرة .-وأخيرًا ؛ لا بُد أن يكون الكتاب محل التحقيق منتميًا إلى أحد أنواع العلوم التي قد درسها المحقق حتى يكون مُلمًا بالكامل بموضوع الكتاب ؛ ولا سيما أن ذلك سوف يُساعده على فهم الموضوع وترجمة الجزاء الغامضة منه بشكل دقيق وصحيح قدر الإمكان .

طريقة تحقيق المخطوطات

كما يتم اتباع خطوات مُحددة بوجه عام عند الرغبة في تحقيق المخطوطات ، كما يلي :مرحلة التحقيق الابتدائيوهنا يقوم المحقق بتحديد اسم وعنوان لمخطوطة وصاحبها ، ثم المفاضلة بين النسخ المتوفرة واختيار أكثرها صحة ؛ حيث أن الفضلية في هذه النقطة تكون للمخطوطة الكاملة دون الناقصة والأكثر وضوحًا والنسخ القديمة والتي قد قوبلت بغيرها أيضًا ، وبعض المحققون يميلون إلى استخدام النسخ المخطوطة بخط يد المؤلف .تحديد الفروق بين النسخلا بُد أن يعطي المحقق جزء كبير من وقته للمفاضلة بين أنواع المخطوطات المعروضة عليه لنفس المؤلف ، ومن خلال البحث والاستكشاف في كل منهم بطريقة صحيحة سوف يتمكن من الوصول إلى أكثر المخطوطات قربًا إلى الصواب ، وتكمن أهمية تلك النقطة في أنها تعطي المحقق المصدر الأساسي الذي سوف يعتمد عليه في تحقيق المخطوطة محل النقاش .إنشاء مسودة خاصةأي بحث أو كتاب أو دراسة أو حتى رواية ؛ لا بد أن يسبق إصدار النسخة الأساسية منها مرحلة المسودة ؛ حيث أن المؤلف أو المحقق يقوم بتسطير كل المعلومات التي يتوصل إليها إما بخط يده أو بالاعتماد على برامج التحرير الإلكترونية ليضع تصور مبدئي لشكل تحقيق المخطوطة ، حيث يتم إجراء تحرير وتعديل على المسودة من أجل تقويم وإصلاح النص وفق بعض المصادر العلمية .وعند الانتهاء من التحقيق النهائي ، يقوم المحقق بوضع مقدمة وخاتمة واسم المؤلف والناسخ مع ذكر نتائج التحقيق بشكل مختصر ، ووضع قسم خاص للمراجع التي اعتمد عليها المحقق ، وبالتالي ؛ يكون الكتاب قد اكتمل وأصبح جاهزّا للطباعة والنشر .

تقويم تحقيق المخطوطات

كما يوجد أيضًا مجموعة من العوامل التي لا بُد من أخذها في الاعتبار عند تحقيق المخطوطات ، كما يلي :-وضع تخريج صحيح ودقيق لكل الايات القرانية التي يعتمد عليها الكاتب وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة وكافة مقاطع الشعر والأخبار وغيرهم من الجزاء التي تحتاج إلى توثيق وتخريج .-كما التعريف بجميع المدن والبلدان والدولة والأماكن التي يرد ذكرها في تحقيق المخطوطة وخصوصًا بلدان العالم القديم التي قد تغيرت أسمائها كثيرًا في العصر الحالي ؛ حتى يكون القارئ مطلعًا ومتصلًا أثناء القراءة بكل المعلومات اللازمة لتوصيل المعنى إليه .-ومن الواجب أيضًا أن يقوم المحقق بالتعليق على أي جزء من النص عند الضرورة لتوضيح فكرة أو حل لغز أو تفسير شيء غير منطقي في النص الأساسي ، ويعتمد ذلك على مدى مهارة واحتراف المُحقق .الاهتمام بوضع علامة الترقيم وخصوصًا الفاصلة والنقطة وعلامة الاستفهام وعلامة التعجب والفاصلة المنقوطة وغيرهم منعلامات الترقيمالأخرى التي تُساعد على فهم النص بدرجة أكبر وأوضح .-الاهتمام بالتنقيط والتشكيل ؛ حيث أن وضع المعلومات في صورة نقاط يكون أفضل ويصب في صالح تنظيم ووضح النص وتوصيل المعلومة إلى القارئ بشكل أكثر تنظيمًا وتفصيلًا ، والاهتمام أيضًا بتشكيل الكلمات ولا سيما في الايات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة والكلمات التي لا بُد من تشكيلها من أجل نطقها بشكل سليم .-كما يجب أيضًا الترجمة للأعلام وتوضيح معاني المفردات الصعبة والمعقدة في مسودات أو هوامش يتم وضعها أسفل كل صفحة .-حتى يكون الكتاب في نهاية الأمر أكثر ترتيبًا وتنظيمًا ؛ فلا بُد من أن يقوم المحقق بوضع جزء خاص بالفهارس ؛ حتى يتمكن القارئ من الوصول إلى أي جزء أو قسم أو معلومة داخل تحقيق المخطوطة بشكلسهل وسريع.-ومن الضروري أن يقوم المُحقق أيضًا بوضع أسماء المراجع وكافة المصادر التي قد اعتمد عليها في المخطوطة بشكل منظم وواضح ومع ترقيم وترتيب صحيح للمراجع ، ويُفضل الاعتماد على صيغة واحدة خاصة بالمراجع سواء دراسات أو كتب أو غيرها .

شروط تحقيق المخطوطة

وهناك شروط أخرى ليست متعلقة بالمحقق وإنما تتعلق بالمخطوطة ذاتها من اجل قبولها ، وهي تتلخص أيضًا في النقاط التالية :-يجب التأكد أن المخطوطة لم يتم تخطيطها مُسبقُا بواسطة محقق اخر ولم يتم نشرها من قبل ، ويتم ذلك بالرجوع إلى الفهارس الخاصة بالمخطوطات التي قد تم نشرها مسبقًا والتأكد من أن المخطوطة المُراد تحقيقها ليست ضمن هذه الفهارس .-كما يُمكن القيام بالتحقق مرة أخرى من كتاب تم نشره إذا ما كان الكتاب لم يتم تحقيقه بقدر جيد من الدقة والصحة ، ولكن ؛ لا بُد من اتباع الحياد التام وعدم هضم حق المحُقق السابق لتبرير القيام بعملية التحقيق مرة أخرى ، ويجب ان يتم الرجوع هنا إلى كبار الخبراء والأساتذة في علم التحقيق لإتاحة إعادة تحقيق المخطوطة مرة أخرى .