تفسير اية وما ملكت ايمانكم

القرآن الكريم  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:١٥ ، ١٤ مايو ٢٠١٨
تفسير اية وما ملكت ايمانكم

تفسير آية وما ملكت أيمانكم

قال تعالى في سورة النساء: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً)،[1] والمقصود من ملك اليمين في هذه الآية الكريمة الرقيق عموماً سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وقد يكون المقصود منها على وجه الخصوص النساء المملوكات، وهن ملك اليمين أو السراري، ويباح للرجل أن يتمتع بملك يمينه بدون عقد زواج، وقد جاء ذكر ملك اليمين في آية أخرى في كتاب الله،[2] قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)،[3] وقيل في تفسير معنى ملك اليمين أنهن الإماء التي كانوا يملكونها فتكون من جملة أموالهم، وإنّما كان إضافة هذا المال إلى اليمين لأنّ الإنسان يتكسب بيمينه غالباً، وقد ذكر ابن القيم الحكمة في إباحة ملك اليمين وعدم قصرها على أربع كما في حال نكاح النساء بعقد، وأنّ ذلك من تمام رحمة الله وتوسعته على العباد، فبعض الرجال لا تندفع شهوته بواحدة أو أربع، كما أنّه غير مطالب بالعدل في ملك يمينه بينما هو ملزم بالعدل مع نساءه اللاتي عقد عليهن.[4]

حقوق ملك اليمين

أمرت الشريعة الإسلامية بالإحسان إليهن، وعدم تكليفهن بما لا يطقن من الأعمال، وأن يلبسهن الإنسان مما يلبس، وأن يطعمهن مما يطعم،[2] كما رغبت الشريعة الإسلامية في عتق الرقاب وجعلته سببا للنجاة من النار، كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن سوء مخاطبة الرقيق بأن يقول الرجل فتاي وفتاتي بدلاً من قوله عبدي وأمتي، كما نهت الشريعة عن ظلم الرقيق وجعلت ظلمهم أحياناً سبباً في عتقهم.[5]

الإسلام وتحرير الرقيق

جاءت الشريعة الإسلامية لتجفف منابع الرق وأسبابه إلى أبعد الحدود، فاعتبرت الشريعة الإسلامية تحرير الرق من أفضل القربات إلى الله، كما رتبت على كثير من الأعمال كفارة عتق الرقاب، وكان مقصد الشريعة الأساس من ذلك تحرير العبيد حتّى تظل القاعدة العامة التي نطق بها عمر رضي الله عنه نورا ونبراسا للبشرية حينما قال: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا).[6] وقد اعتبر الإسلام الناس كلهم أحراراً، لا يطرأ عليهم الرق إلا في حالة خاصة، وسبب معين وهو أن يقاتلوا المسلمين في الحرب ثمّ يؤسروا فيكون ولي الأمر بالخيار في أمرهم، فإما أن يفاديهم على أنفسهم، وإما أن يقتلهم، وإما أن يطلق سراحهم، أو أن يسترقهم.[5]

المراجع