في الوقت الذي تعجّ فيه جامعاتنا العربية بهذا التخبّط الكبير والأعداد الضخمة من الطلاب، وتركيز نظامنا التعليمي المبجّل بكافة مراحله على عملية (تذكّر المعلومة) عوضًا عن البحث العلمي، جعل من جامعاتنا في أسفل التراتيب العالمية.
ربما سأخرج قليلًا عن الموضوع الأساسي بسبب الأسف الذي يملؤني تجاه التعليم، فـ من مقررات ثخن فوقها التراب والغبار والتي لا تمت للواقع الحديث بصلة لا من قريب ولا من بعيد، مرورًا بمقررات عبارة عن “إضاعة وقت” حرفيًا لا تفيد الطالب في مجال دراسته، إلى الكم الكبير من الهراء المحشي ضمن المناهج – المدرسية والجامعية – الذي أضاع عقل الطالب وجعله يتفنن في ابتكار “الراشيتات” وطرق الغش. التركيز على عملية البحوث العلمية عوضًا عن التركيز على (تذكّر المعلومات) التافهة هو ما سيقوم بجامعاتنا نحو المراكز المتقدّمة، ولا شيء غير ذلك.
بالعودة إلى موضوعنا الأساسي، وبعد الجزء الأول المتنوّع من تهكير نمطية الحياة، والجزء الثاني المخصص لعيد الأم، اليوم سيكون تركيز مقالنا على مجموعة أساليب تساعدنا كـ طلاب في عملية الدراسة أو التجهيز للامتحانات بشكل أفضل.
امشِ قبل الفحص
ثبت أنّ التمارين الرياضية تقوّي الذاكرة وتساعد على تنشيط الدماغ، من خلال دراسة أجراها د. شاك هيلمان من جامعة ايلينويس قدم دلائلًا على أنّ 20 دقيقة من التمارين قبل الامتحان تفيد في تحسين الأداء.
تظهر الصورة السابقة الفرق بين نشاط الدماغ في حالة المشي لمدة 20 دقيقة (على اليمين)، وفي حالة الخمول أو عدم الحركة (على اليسار).
ادرس بصوت مرتفع
على الرغم من أنّها قد تجعلك تبدو “nerd”، إلّا أنّك ستتفاجأ بمدى فعالية هذه الطريقة في حفظ المعلومات وسهولة تذكرها فيما بعد. لكن انتبه، لا تجرب هذه الطريقة في مكتبة عامة أو قاعة مطالعة.
كافئ نفسك
لا بأس ببعض التقدير لنفسك كمكافأة على إنهاء فصل دراسي معين أو مجموعة دروس، فيمكنك وضع علامات كل 10 صفحات مثلًا، لتذكّرك بمكافأة نفسك باستراحة قصيرة مع قطعة حلوى أو شوكولا! بالطبع ستفسد ريجيمك بهذه الطريقة لكن صدقني إنّها فعالة ومحفّزة بنفس الوقت.
علّم ما تعلّمته
عوضًا عن القيام بعملية تسميع شفهية لنفسك بعد حفظ فقرة معينة أو الانتهاء من درس معيّن، تقمّص دور الأستاذ وحاول تعليم هذه الفقرة على مجموعة من الدبب المحشية، أو الطلاب الوهميين، أو حتى على أصدقائِك الحقيقيين.
خريطة العقل (أو قصر العقل)
من شاهد مسلسل Sherlock سيعلم بالتأكيد عن ماذا أتحدث. هي طريقة تمكّنك من تذكر المعلومات بشكل أفضل وتتلخص عبر أن تتخيل مكان معين (منزلك مثلًا) أو تقوم ببناء منزل خاص بك في مخيّلتك، ثم تقوم بكتابة المفاتيح الرئيسية والمعلومات المهمة على ورق وضعها ضمن أماكن مختلفة من هذا المنزل في عقلك، أو تقوم بتحويلها في مخيّلتك إلى صورة معلّقة فوق مكتبك عليها كلمات رئيسية من فقرة صعبة، وبذلك ستذكرها بشكل أسرع وأسهل ضمن الامتحان.
ارسم
يمكّنك الرسم من استذكار المعلومات بشكل أسرع، حاول تحليل الفقرة التي عليك حفظها وقم بابتكار رسم خاص بك حولها، أي تحويل تلك المعلومات إلى رسمة خاصة بك (حتى ولو كانت مجموعة خطوط وأسهم) لا يفهمها إلا عقلك، وبذلك بمجرّد تذكر الرسمة فإنّك ستتذكر الفقرة، وستمر المعلومات في عقلك كالنهر الجاري.
اختر الخطوط البسيطة
إذا كنت تذاكر من مصادر إلكترونية كمستندات وورد أو كتب pdf، احرص على أن يكون الخط المستعمل Adobe Arabic بالنسبة للكتابة العربية، و Times New Roman للكتابة الأجنبية، هذان الخطّان هما من أبسط الخطوط وأكثرها راحةً للعين.
استعمل تطبيقات حظر المواقع
هناك بعض التطبيقات التي تقوم بحجب مواقع التلهية كالفيسبوك والتويتر، يمكنك استخدامها وحجب تلك المواقع عنك لفترة أنت تحددها، وذلك لمساعدتك على التركيز.
شاهد الأفلام الوثائقية
إنّ هذه الطريقة مفيدة جدًا وخاصةً وأنّه يوجد الآلاف من الأفلام الوثائقية في جميع المواضيع، ليس هنالك أي عذر يمنعك من مشاهدة فيلم وثائقي عن المادة التي عليك تقديمها، طبعًا هناك عذر واحد فقط لا غير وهو أنّ بعض أساتذة المقررات الفطاحل يأتون بأسئلة من خارج المقررات ومن خارج الكوكب أيضًا. لذلك، لن تنفعك هذه الطريقة في هذه الحالة، لكنها بالتأكيد ستنفعك في بعض المقررات الأخرى.
أفضل محاضرات تيد لعام 2017؛ لا تفوّتها!
يمكن الاستفادة من محاضرات TED أيضًا، فعلى الأغلب ستجد بعض الفيديوهات التي تحدّثت عن موضوع دراستك.
ابحث في غوغل كالمحترفين
جميعنا يبحث في غوغل عن فكرة معينة صادفها أثناء دراسته، لكن هل تعرف كيف تبحث في غوغل كالمحترفين؟ في الحقيقة يوجد عدد من الرموز والأكواد يمكنك وضعها في مربع البحث بجانب الكلمة التي تبحث عنها، مما سيعطيك نتائج أفضل ومفلترة بشكل احترافي أكبر.
في حالتنا استخدم الكود site: edu مع الكلمة التي تبحث عنها، وهذا سيقوم بتخصيص البحث ولن يعرض لك غوغل إلّا النتائج الأكاديمية. يمكنك الاستعاضة عن edu باسم الموقع الذي لا تريد إلّا نتائجه.
استعمل بطاقات التذكّر
اختبر معلوماتك عبر إنشاء بطاقات مخصصة لاختبار معلوماتك، أو حتى لحفظ الفقرات المهمة، أو المعادلات الرياضية المهمة عبر هذا الموقع.
خذ استراحات منتظمة
بعد كل 45 – 50 دقيقة دراسية، كافئ نفسك بـ 10 دقائق استراحة.
استمع لنمط معيّن من الموسيقا
لا يمكننا أن نختار ما عليك سماعه، فكل شخص يختلف عن الآخر، شخصيًا لا أستطيع سماع الموسيقا أثناء الدراسة لأنّ عقلي سيركّز تلقائيًا مع اللحن، لكن لكل شخص طريقة خاصة به، جرب موسيقا الـ jazz فهي أكثر موسيقا يتم الاستماع إليها أثناء الدراسة.
لا تسهر قبل الامتحان
على الرغم من أنّ 99% من الطلاب (وأنا منهم طبعًا) لا ينامون أبدًا قبل يوم الامتحان، إلّا أنّ النوم مفيد جدًا بعد الدراسة مباشرةً فهو يعمل على ترسيخ المعلومات التي قمت بدراستها قبل النوم، ونقلها من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد. النوم لمدة 7 ساعات على الأقل قبل الامتحان مفيد جدًا، لكن للأسف نحن لا نمارسه بسبب ضخامة أغلب المناهج المحشية بكافة أنواع الهراء.
استعمل العطر أو امضغ العلكة
أثناء دراسة الفقرات المهمة امضغ العلكة أو قم بـ شم عطر معيّن، فهذا يؤدي إلى ترسيخ المعلومات وربطهم مع العلك أو الشم، وأثناء الفحص فإنّ مضغ العلك أو شم العطر سيساعد دماغك بشكل كبير جدًا على استذكار تلك المعلومات.
ادرس ضمن مجموعات
لكن عليك أن تختار المجموعة بعناية، فلو تواجد شخص واحد غير مناسب فإنّه سيحول الجلسة إلى جلسة ضحك وإضاعة للوقت، كما تمكّنك هذه الطريقة من تدريس أصدقائِك كما تحدثنا منذ قليل عوضًا عن تدريس الدببة المحشوّة.
شاركنا رأيك وأخبرنا بطريقة المذاكرة التي تتبعها أنت، واكتب لنا اقتراحاتك عن أفكار معينة، أو مواضيع تدور في بالك لنخصص لها جزءًا قادمًا من سلسلة تهكير نمطية الحياة!
