المحتويات
حبّ الله تعالى
حب الله -تعالى- ثلاثةُ مراتب، وبيانها مرتّبة فيما يأتي:
- المرتبة الأولى: الحبّ الذي يستولي فيه ذكر الله -تعالى- على قلب الإنسان، فلا يدخله وسواس، ولا شيءٍ غيره، فيُصبح يتلذّذ بعبادته، ويأنس بقربه، ممّا يُخفّف عنه تعبه ومصائبه، ممّا يدفعه للافتقار لربّه ومُتابعة النبي -عليه الصلاة والسلام- وسُنّته.
- المرتبة الثانية: الحبّ الذي يبعث في النفس إيثار الحقّ على غيره، من خلال النظر في صفات الله -تعالى-، ممّا يدفع المسلم إلى محبّته، والدوام على ذكره، وتعلّق القلب به وترك ما سواه.
- المرتبة الثالثة: الحبّ الذي يخطف القلب من خلال إطالة النظر في كمال ذات الله -تعالى-.
حب العبد لله تعالى
حبّ العبد لخالقه من أعظم الواجبات؛ فقد أوجب الله -تعالى- على الإنسان محبّته وتوعّد من خالف ذلك؛ فقال: (قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّـهُ بِأَمرِهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ)،
حب الله تعالى لعبده
لمحبّة الله -تعالى- لعباده العديد من المظاهر؛ كتوفيق العبد لأداء الطاعات وبُعده عن السيئات، واستجابة دعائه، وحفظه وتأييده، وكراهة إساءته بالموت، ووضع القبول له في الأرض، ووجوب محبّته لأهل السماء؛ لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ)،
حب النبي صلى الله عليه وسلم
يُعدّ حُبّ النبي -عليه الصلاة والسلام- من الأُمور المُستمرّة في حياة الإنسان، وليست مُقتصرة على زمانٍ مُعيّن، فهي تشمل نُصرته، والاقتداء به، والدفاع عن سُنّته ورسالته، وتقديم محبّته على باقي المحبوبات كالوالد والولد، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ)،
حب الآباء والأمهات والزوجة والأبناء
يُعدّ حُب الآباء لأبنائهم من أنواع الشعور الطبيعية والفطرية عند الإنسان، وهو أقوى وأبقى من الحقوق العُرفيّة والاجتماعيّة؛ فهو جُزءٌ منه، ويسعى إلى بقاءه أكثر من نفسه،
وأمّا ميل الرجل لزوجته وحُبّه لها فهي من قبيل الفطرة، لقوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،
حب المسلم لأخيه المسلم
يُعدّ حُبّ المُسلم لأخيه المُسلم؛ وإرادة الخير له، ونُصرته أيضاً جميعها من علامات حُبّ الله -تعالى-، ومحبّة الله -تعالى- تكون بمحبّة ما يُحبّه من الأعمال والأفعال، وبُغض ما يبغضه من الأعمال والأفعال؛ فالأخوّة في الله -تعالى- تجعل المُسلم يعتصم بالله -تعالى-، ويثق بإخوانه، ويكوّن الاحترام المُتبادل بينهم، ويُعدّ الحب في الله- تعالى- من أوثق عُرى الإيمان، وهو جزء من الدين، ومن المودّة في القُربى، ومن الرحمة التي جعلها الله -تعالى- بين المُسلمين،
المراجع
- 1 - مهران ماهر عثمان، " الحب في الإسلام " , www.saaid.net , مهران ماهر عثمان، .
- 3 - سورة التوبة، آية: 24. .
- 4 - رولا أحمد ممتاز دعدوش، " يحبهم ويحبونه " , www.ar.islamway.net , رولا أحمد ممتاز دعدوش، .
- 5 - سورة البقرة، آية: 165. .
- 7 - مجدي الهلالي (2007)، <i> " كيف نحب الله ونشتاق إليه " , (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع وا , مجدي الهلالي (2007)، .
- 8 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6040، صحيح. .
- 9 - لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، <i> " فتاوى الشبكة الإسلامية " , ، صفحة 6156، جزء 9 , لجنة الفتوى بالشبكة الإسلا .
- 10 - سورة الإسراء، آية: 70. .
- 11 - مجدي الهلالي (2007)، <i> " كيف نحب الله ونشتاق إليه " , (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع وا , مجدي الهلالي (2007)، .
- 12 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 14، صحيح. .
- 14 - سعد المرصفي (2009)، <i> " الجامع الصحيح للسيرة النبوية " , (الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة ابن كثير، صفحة 223، جزء 1 , سعد المرصفي (2009)، .
- 15 - راغب السرجاني، " كيف نحب رسول الله من خلال سيرته ؟ " , www.islamstory.com , راغب السرجاني، .
- 17 - سورة البقرة، آية: 200. .
- 18 - محمد الأمين بن عبد الله الأرمي الهرري (2001)، <i> " تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن " , (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 179، , محمد الأمين بن عبد الله الأ .
- 19 - سورة الإسراء، آية: 23. .
- 20 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5971، صحيح. .
- 21 - محمد صالح المنجد (2009)، <i> " القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب) " , ، صفحة 9، جزء 13 , محمد صالح المنجد (2009)، .
- 22 - سورة الروم، آية: 21. .
- 24 - دعاء عفيف تركي حسين (2011)، <i> " الحبّ في الله في ضوء الكتاب والسّنة " , ، نابلس - فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 17-23 , دعاء عفيف تركي حسين (2011)، .
- 25 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2566، صحيح. .
- 26 - أحمد حطيبة، <i> " شرح الترغيب والترهيب للمنذرى " , ، صفحة 2، جزء 41 , أحمد حطيبة، .
- 27 - رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن صفوان بن عسال، الصفحة أو الرقم: 3535، حسن صحيح. .