رقاقات الذكاء الاصطناعي AI Chips في الهواتف الذكية … ماهي وكيف نستفيد منها

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
رقاقات الذكاء الاصطناعي AI Chips في الهواتف الذكية … ماهي وكيف نستفيد منها

خلال الأشهر القليلة الماضية انتشر الحديث عن رقاقات جديدة تستخدم في الهواتف الذكية من شأنها دعم الذكاء الاصطناعي، وبدأت عدة شركات كبرى تتفاخر بدعم هواتفها الذكية بمثل هذه الرقاقات، مثل آبل التي زودت هواتف آيفون الجديدة برقاقة “المحرك العصبي” Neural Engine، وهواوي التي أعلنت عن رقاقة وحدة المعالجة العصبية Neural Processing Unit التي تدعم الهاتف الجديد Mate 10، بالإضافة إلى سعي شركات تطوير وصناعة الرقائق والمعالجات مثل كوالكوم و ARM، اللّتان تسعيان لمد باقي الشركات المصنعة للهواتف الذكية بهذه التقنيات الجديدة.


وفي خضم كل هذا لم تعلن أي من هذه الشركات عن الأهمية الفعلية لهذه الرقاقات الجديدة، وعن الوظيفة التي تقوم بها في دعم الذكاء الاصطناعي. لذا، وفي هذا التقرير نجيب عن هذا السؤال ونوضح هذه الحقائق.


لماذا تضاف رقاقات الذكاء الاصطناعي؟


تحتاج وظائف الذكاء الاصطناعي إلى القيام بمعالجة الكثير من المسائل الحسابية الصغيرة بأسرع وقت ممكن، وهو ما لا تستطيع القيام به وحدات المعالجة المركزية CPU العادية المستخدمة في الهواتف وأجهزة الحاسوب المحمولة والمكتبية، وإن حاولت القيام بهذه المهمة ستحتاج إلى استهلاك المزيد من طاقة البطارية، وهو الأمر غير العملي لمستخدمي الهواتف الذكية.


ويرجع السبب التقني لهذا هو أنّ وحدات المعالجة المركزية تحتوي على عدد محدود من الشرائح الأساسية، بينما تحتاج معالجة مسائل الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أكثر من ذلك، ولهذا السبب تم تطوير معالجات الرسوميات التي تقوم بمعالجة رسوميات ألعاب الفيديو ومشاهدة المقاطع المصورة؛ وهذا لأنّها تحتوي على آلاف الشرائح الرئيسية القادرة على القيام بهذه المسائل الحسابية.


ولكن وفي الوقت نفسه لا يمكن وضع رقاقة تحتوي على آلاف الشرائح في هاتف ذكي مهما كان حجمه. لذا، تم ابتكار وسيلة هندسية جديدة تمكّن الرقاقة من أداء عدد كبير من العمليات المتزامنة، وهذه هي التقنية التي تعتمدها شركة كوالكوم في تطوير هذه الخاصية، أمّا آبل وهواوي فتعتمدان على وحدة معالجة رئيسية مثل A11 Bionic في حالة آبل، تضم عدة شرائح داخلية قادرة على القيام بمهام مختلفة مثل معالجة الرسوميات والتصوير وأيضًا الذكاء الاصطناعي.


رقاقات الذكاء الاصطناعي AI Chips في الهواتف الذكية … ماهي وكيف نستفيد منها
رقاقة A11 Bionic المستخدمة في هواتف آيفون الأخيرة

ماهي مميزات رقاقات الذكاء الاصطناعي؟


كما نستنتج مما ذكرناه سلفًا، تقوم هذه الرقاقات بتعويض القصور في أداء وحدات المعالجة المركزية عند قيامها بمهام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، فتقدم أداءً أفضل وأسرع ودون استهلاك كبير للبطارية وعمرها، ولكن بالإضافة إلى هذا تقدم هذه الرقاقات عدة مميزات أخرى.


أول هذه المميزات يتعلق بالخصوصية والأمن، فمعالجة عمليات تعليم الآلات بالطرق المعتادة يعتمد على إرسال واستقبال البيانات إلى خدمة سحابية، مما يعني أنّه من الممكن ولو بنسبة ضئيلة أن يتم اختراق هذه البيانات خلال عمليات الإرسال والاستقبال، ولكن مع هذه الرقاقات سيتمكن الهاتف من القيام بهذه المعالجات دون الحاجة لإرسال واستقبال أيّة بيانات عبر الإنترنت، وهنا تأتي الميزة الثانية التي تتعلق بتطوير البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، حيث تسهل عملية التطوير والاختبار في حالة حدوث المعالجة على الهاتف نفسه دون الحاجة لاستخدام خدمات خارجية عبر الإنترنت.


هل نحتاج إذًا إلى رقاقات الذكاء الاصطناعي في هواتفنا الذكية؟


حتى هذه اللحظة لا، فالكثير من العمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية يمكن القيام بها عبر المعالجات المتوفرة حاليًا في أغلب الهواتف، خاصةً مع استخدامنا الاعتيادي لهذه العمليات من خلال المساعدات الذكية أو التطبيقات المشابهة، فالاستخدام الطبيعي لهذه التطبيقات حتى الآن لا يحتاج إلى جهد كبير من المعالجات، وبالتالي لا يستهلك فعليًا الكثير من طاقة البطاريات، وهو ما لا ينطبق بالفعل في حالة الاستخدام المكثف لهذه التطبيقات، وهو الحد الذي لم يصل إليه المستخدمون حتى هذه اللحظة.


والدلالة على ذلك أنّ الشركات الكبرى التي أعلنت عن هذه الرقاقات في هواتفها، أعلنت أنّها ستستخدمها في حالات محددة، وهي في حالة استخدام الخصائص الجديدة في هواتف آيفون الجديدة مثل خاصية التعرف على الأوجه Face ID وخاصية Animoji، أو في حالة جمع المعلومات الكافية التي تساعد على ضبط عمل الهاتف ومنع تباطؤه كما في هاتف ميت 10 من هواوي.


هل تتوقع أن تتوسع الشركات في استخدام رقاقات الذكاء الاصطناعي في هواتفها الذكية المستقبلية؟