شبكات الجيل الخامس أصبحت متوفّرة في الوطن العربي…بداية لميّزات كثيرة وإنترنت يفوق الخيال

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
شبكات الجيل الخامس أصبحت متوفّرة في الوطن العربي…بداية لميّزات كثيرة وإنترنت يفوق الخيال

لم تعد شبكات الجيل الخامس تقنيًة بعيدة المنال محصورة في بلدان قليلة فقد استيقظنا على خبر وصولها إلى المملكة العربية السعودية، أصبحت شبكات الجيل الخامس بين أيدينا اليوم وفترةً قصيرة سنراها في جميع المنازل، من الصعب تخيل الحياة بدون هواتف ذكية أو كمبيوترات أو إنترنت، وفيما يخص الإنترنت بالتحديد كانت سرعات الشبكة الأسرع من العوامل الرئيسية التي ساعدت في إنشاء واستخدام تقنية السِحاب على نطاق واسع مما مكّن الخدمات التحويلية مثل تطبيقات مشاركة الرحلات والترفيه عالي الجودة ومكالمات الفيديو أن تصبح أكثر سهولة.


وفي حين أن الجيل الثالث 3G والرابع 4G يدعمان هذه الخدمات فإن الجيل الخامس 5G يمثل قفزة أخرى تمامًا، هذا العام الذي يعتبر عام إطلاق هذا الجيل بشكل رسمي للمستهلكين، ومن المتصور وفقًا لهيئة الاتصالات المتنقلة الدولية أن تدعم الجيل الخامس سرعات فائقة بسرعة تصل إلى 20 جيجابت في الثانية ووقت استجابة منخفض يصل إلى 1 ميلي ثانية وطاقة أكبر بمقدار 100 ضعف مقارنةً بالجيل الرابع.


لذلك فإن الجيل الخامس 5G ستمهد الطريق إلى تطوير التطورات التكنولوجية الجديدة ونقلها لمستوى آخر لا يمكن تصوره، وهنا سنلقي نظرة على التغييرات القادمة التي سيؤثر عليها الجيل الخامس:


كل شيء سوف سوف يكون أسرع


شبكات الجيل الخامس أصبحت متوفّرة في الوطن العربي…بداية لميّزات كثيرة وإنترنت يفوق الخيال


منذ البداية تم تصميم الجيل الخامس ليكون كل شيء أسرع تقريبًا وهذا من شأنه توفير سرعات شبيهة بالألياف لدعم الطلب الذي لا يمكن إيقافه للحصول على بيانات غير محدودة، لذلك ستلاحظ أن هنالك تحسن في سرعات التحميل وبثّ فيديو عالي الجودة والوصول الفوري إلى السِحابة في الوقت الحقيقي في هواتف الجيل الخامس الرائدة التي سيتم إطلاقها في عام 2019، لذلك سيكون الأمر أسهل من أي وقت مضى لتنزيل سلسلة كاملة من محتوى ما من الإنترنت وأنت تجلس في مكان ما أو إرسال ملفات ضخمة إلى الزملاء في أقل فترة ممكنة.


ألعاب متعددة في الوقت الحقيقي


بمجرد إتاحة الألعاب عبر الإنترنت/السحابة فهذا يجعل من السهل أن يكون هنالك تعاون بين اللاعبين المتعددين وبالتالي مع الجيل الخامس فإن أسلوب البث المباشر والتفاعل بين لاعبين متعددين في أماكن مختلفة سيحصل على دفعة قوية خاصةً في الألعاب التي تحتاج إلى تعاون أكثر من لاعب أو لتكوين تحالفات في بيئة معينة داخل الألعاب.


راجع أيضًا: كل ما تود معرفته عن لعبة Brawl Stars الجديدة من عملاقة الألعاب Supercell


دفعة قوية لتقنية الواقع المعزز


شبكات الجيل الخامس أصبحت متوفّرة في الوطن العربي…بداية لميّزات كثيرة وإنترنت يفوق الخيال


معظم المستهلكين على دراية بتقنية الواقع الافتراضي AR الآن، بفضل دمج العمليات البسيطة مع الكائنات الرقمية المحددة مسبقًا التي تستخدم خرائط الواقع الافتراضي AR الأساسية لتراكب الأشياء الافتراضية على العالم الحقيقي.


ولكن مع سرعة شبكات الجيل الخامس يعتقد الخبراء أن تفاعلات الواقع الافتراضي AR ستصبح أكثر وضوحًا وتناغمًا مع التفاصيل المتغيرة باستمرار من حولنا.


عملت شركة Qualcomm Technologies مع شركة الاتصالات الأمريكية AT&T لإظهار تقنية AR Voyager التي يمكن أن تحول الفصول الدراسية إلى مستوى آخر تمامًا عن طريق السماح بزيارة بيئات 3D مثل سور الصين العظيم وأنت على بُعد أميال منه حيث يمكن للمستخدم الدخول إلى البيئة الافتراضية للحصول على تجربة في الزمن الحقيقي تتكيف مع تحركاته.


حيث تستطيع تقنية الجيل الخامس معالجة وقتية لهذه البيئات واستيعاب مساحة ثلاثية الأبعاد بالكامل التي تستلزم كمية هائلة من البيانات لإنشاء مقاطع فيديو واقع معزز أو افتراضي بدون أي تأخير في الوقت الفعلي.


قد يهمك أيضًا: كيف حطمت فورت نايت جميع الأرقام القياسية؟!


السيارات ذاتية القيادة.. التحدي الأكبر


حاليًا، تتمثل سرعة الجيل الخامس في تدفق بيانات بحجم 20 جيجابايت في الثانية الواحدة وهذا يعني أسرع من الجيل الرابع بمعدل يتراوح ما بين 100 إلى 250 حيث يوفر الجيل الرابع سرعة متوسطة تبلغ حوالي 10 إلى 20 ميغابت في الثانية، وهذا يعني مثل تدفق بث أحد الافلام على نتفلكس بدقة عالية إلى تدفق 400 فيلم بدقة 8K في نفس الوقت.


ولكن ما هو أكثر إثارة للإعجاب هو معدل وقت الاستجابة الأقل في الجيل الخامس أو مقدار التأخير بين إرسال واستقبال المعلومات، الآن يميل الجيل الرابع 4G إلى متوسط ​​حوالي 100-200 ميلي ثانية، وهي في حد ذاتها سريعة جدًا بالمقارنة مع وقت رد الفعل البشري الذي يتراوح بين 200-300 ميلي ثانية، ولكن مع الجيل الخامس ستحصل على معدل يبلغ 1 ميلي ثانية أو أقل وهو ما يقرب من الوقت الحقيقي.


القدرة على إرسال واستلام المعلومات بسرعة تعنى أنه يمكننا استخدام الجيل الخامس لاستبدال التفاعلات في الزمن الحقيقي وهو ما يعني أنك ستتمكن من التفاعل مع الأشخاص أو الأشياء أو الشخصيات التي يتحكم فيها شخص آخر دون أي تأخير على أي من الجانبين، ويمكنك تشغيل ألعاب إطلاق النار في الوقت الفعلي لأول مرة على هاتفك والسيطرة على الأشياء الافتراضية مع أشخاص آخرين في وقت واحد.


وقد تكون السيارات ذاتية القيادة واحدة من أكبر الاختراقات التي التي تستهدفها تقنية الجيل الخامس من حيث إرسال البيانات بين بعضها البعض والتواصل مع إشارات المرور وأجهزة استشعار الطريق وهكذا.


شبكات الجيل الخامس أصبحت متوفّرة في الوطن العربي…بداية لميّزات كثيرة وإنترنت يفوق الخيال
قطاع السيارات ذاتية القيادة هل أكثر المجالات التي ستستفيد من ثورة إتصالات الجيل الخامس

تخيل لو استطاعت سيارتك التصرف والتفاعل مع مئات السيارات حولها وكل ذلك في غضون جزء من الثانية وهنا لا يمكننا فقط منع حوادث السيارات بل يمكننا إنهاء الاختناقات المرورية تمامًا مع المئات من السيارات ذاتية القيادة التي تتحرك في تناغم مع مخاطر محدودة من أن يضربوا بعضهم البعض لأنهم جميعًا يعرفون بالضبط أين هم في الوقت الحقيقي والرد على العالم الفعلي من حولهم.


يمكن للجيل الخامس أيضًا أن تضيف للجيل القادم من الأجهزة الآلية أو الروبوتات، حيث يمكن إجراء العمليات الجراحية من الجانب الآخر من العالم بحيث يتم التحكم في الروبوت في الوقت الحقيقي من قبل الجراحين الخبراء من البشر وهذا من شأنه أن ينقذ الأرواح في الحالات التي يكون فيها الوقت والمسافة هما الفرق بين الحياة والموت.


ويمكن أن يتم تجهيز المصانع بواسطة الروبوتات التي يمكنها التواصل وتحقيق مهماتها بين بعضها البعض مما يسمح لها ليس فقط بعمل المزيد بل تفعل ذلك بكفاءة واتصال لاسلكي سريع عبر شبكة الجيل الخامس، فقط تخيل أسطولًا من الطائرات بدون طيار تحلق فوق حقل من المحاصيل باستخدام أجهزة استشعار على الأرض لفرز، واختيار، وتلقيح النباتات وكل ذلك بمفردها.


ولكن ليس كل شئ مثاليًا!


لا شك أن تقنية الجيل الخامس ستحدث ثورة في المستقبل وقد أنفقت الشركات بالفعل مليارات الدولارات لإنشاء شبكاتها وتمويل التقنيات الجديدة التي يمكنها استخدامها، ولكن هذا لا يعني أن الجيل الخامس مثالية، فهناك عيب رئيسي واحد يتعلق بها وسرعتها لأنها تستخدم مزيجًا من الترددات مع معظم التقنيات على موجات تُقاس بالملليمتر بالمقارنة مع موجات 15-40 سنتيمتر الطويلة التي تستخدمها شبكات الجيل الرابع، كما أن الموجات القصيرة والترددات الأعلى لها عيب كبير فهي لا تنتشر على مساحات كبيرة، وفي حين أنه مع شبكات الجيل الرابع يمكنك الذهاب إلى عشرة كيلومترات ولا تكاد تفقد الإشارة، في حين يبلغ الحد الأقصى لشبكات الجيل الخامس حوالي 300 متر ولا يمكنها المرور عبر الجدران أو في الظروف الجوية السيئة.


إذًا ماذا يعني هذا؟ حسنًا يمكننا النظر إلى الجيل الخامس على أنها هدية وتقنية ثورية وصداع للشركات والأفراد في نفس الوقت، حيث أن وجود مثل هذه المسافة القصيرة للإشارة يعني بناء الكثير من أجهزة الإرسال ووضعها في كل بضع مئات من الأمتار في كل اتجاه، ومن ناحية أخرى يعني أيضًا أنه يمكنك تشغيل المزيد من الأجهزة في منطقة واحدة.


وفي الوقت الحالي يتيح الجيل الرابع إمكانية الاتصال بأحد الأجهزة على مسافة 500 كيلومتر مربع ومن ناحية أخرى سيسمح الجيل الخامس بمليون جهاز في كيلومتر مربع واحد، في غضون ذلك تدعي بعض الشركات مثل T-Mobile أنها نجحت في سحب تقنية الجيل الخامس على تردد الجيل الرابع القديم من 600 ميغاهيرتز والتي يمكن أن تخدم مئات الأميال في كل اتجاه من برج واحد، ولكن مع ذلك تختلط التقارير حول ما إذا كان سيتمكن من تحقيق السرعة ووقت الاستجابة الذي تحدثنا عنه هنا.