شروط اختيار التلسكوب المناسب

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-19
شروط اختيار التلسكوب المناسب

التلسكوب جهازٌ يستخدم لأخذ صور قريبة للأشياء البعيدة عنا، وهو أهم أداة بحثٍ تستخدم في علم الفلك، ويعود أول استخدامٍ للتلسكوب في هذا العلم إلى العالم الإيطالي غاليلو غاليلي الذي أحدث نقلةً نوعيةً باستخدامه للتلسكوب في دراساته عن الأجسام خارج كوكب الأرض في بدايات القرن السابع عشر. تطورت الآلات والأدوات المستخدمة في العصور التي تلت استخدام غاليليو للتلسكوب، فظهرت عدساتٌ أقوى وأكثر تطورًا بالإضافة لوسائلَ جديدةٍ لقياس وتتبع الإشعاعات في كافة مناطق الطيف الكهرومغناطيسي.[1]

كيفية اختيار التلسكوب المناسب

  1. إعطاء أهمية كبرى لمواصفات فتحة العدسة:

    كلما كانت فتحة العدسة في التلسكوب أكبر، كان ذلك أفضل، حيث يعبر مصطلح فتحة العدسة في التلسكوب عن قطر المكون البصري الرئيسي فيه سواء كان هذا المكون مرآة أو عدسة، وتحدد فتحة العدسة في التلسكوب قدرته على تجميع أكبر قدرٍ ممكن من الضوء، ما يحدد مدى سطوع الصورة التي تظهر عبره، بالإضافة إلى مدى وضوحها.إنّ ارتباط فتحة العدسة بكمية الضوء الذي يدخل إلى المكون البصري للتلسكوب يعطيها أهميةً كبيرةً في تحديد مدى قدرة المستخدم على مشاهدة تفاصيل السماء في الليل، فعلى سبيل المثال؛ نستطيع تمييز بعض الفوهات التي لا يزيد قطرها عن ميلٍ واحدٍ على سطح القمر بواسطة تلسكوب تبلغ فتحة عدسته ست بوصاتٍ، بينما يسمح لنا التلسكوب الذي قطر فتحة العدسة فيه 3 بوصاتٍ فقط بمشاهدة الفوهات التي يبلغ قطرها الضعف.

  2. عدم التركيز على قدرة التكبير في التلسكوب:

    قد يتجه البعض عند شرائهم التلسكوب لأول مرة للاستفسار عن قدرته على التكبير، ظنًا منهم بأن هذه القدرة هي أهم ما يميز التلسكوبات عن بعضها، ولكن بالواقع يوفر التلسكوب قدرات تكبير لا متناهية تقريبًا باختلاف نوع العدسة التي توضع في المنظار، فإمكانية التلسكوب على إظهار المشهد بشكلٍ واضحٍ ودقيقٍ تعتمد على متغيرين أساسيين بشكلٍ عام؛ هما فتحة العدسة والظروف الجوية، لا على قدرة التكبير كما يعتقد الكثيرون.تأتي أهمية التكبير في إيضاح التفاصيل التي تظهر في الصورة التي نشاهدها عبر التلسكوب، فإيجاد الضبط المثالي للتكبير يساعد في إظهار التفاصيل بأوضح شكلٍ ممكن دون التسبب في ضياع الضوء القادم عبر فتحة العدسة، بحيث لا يصعب علينا رؤية الأجسام خافتة الإضاءة، ولا تتحول الأجسام المشعة إلى مجرد غشاوة لا يمكن تمييزها، ولتحديد نسبة التكبير المناسب توجد قاعدةٌ عامةٌ يفضل اتباعها، وتقتضي بأن تكون نسبة التكبير مساويةً لخمسين ضعف مساحة فتحة العدسة إذا ما قسناها بالبوصة، أو ضعفها إذا ما تم القياس بالميليمتر.

  3. اختيار الحامل المناسب للتلسكوب:

    يعتبر اختيار حامل ثابت ومستقر وسهل الاستخدام للتلسكوب أمرًا ضروريًّا لتوفير أكبر استفادة منه، ولتسهيل عملية إعداده وتجهيزه، ويحتاج مستخدم التلسكوب لهذا الثبات أثناء استخدامه لقوة تقريب كبيرة نسبيًّا لضمان عدم انزياح الصورة لأكثر من ثانيةٍ واحدةٍ بعد ترك التلسكوب، كما أن الحامل الثابت يضمن عدم انزياح الصورة عند ترك مقبض التثبيت الذي قد لا نستطيع الوصول إليه أثناء عملية ضبط التركيز.[2]

أنواع التلسكوب

يتحدد نوع التلسكوب بتحديد نوع العدسة الشيئية (Objective) فيه، وهي الجزء من التلسكوب الذي يقوم بجمع الضوء.التلسكوبات الكاسرةيستعمل هذا النوع من التلسكوبات عدسةً زجاجيةً كعدسة شيئية له، تتسبب هذه العدسة في تجميع وتركيز الضوء عن طريق التسبب بانكسار الضوء الذي يمر عبرها، ويتميّز بأنّه:

  • لا يحتاج السطح الزجاجي الموجود ضمن أنبوب التلسكوب إلى التنظيف بشكلٍ دوريٍّ بسبب عزله عن مؤثرات العالم الخارجي.
  • انعزال المكونات داخل أنبوب التلسكوب عن مؤثرات العالم الخارجي يؤدي إلى استبعاد أي تأثيراتٍ لتيارات الهواء أو تغيرات درجات الحرارة، ما يؤدي للحصول على صورٍ أكثر وضوحًا وثباتًا من الصور الناتجة عن التلسكوبات العاكسة.
  • تمتلك التلسكوبات الكاسرة مقاومةً أكبر لأي صدماتٍ أو حوادثَ قد تؤدي لاختلالٍ في التوازن البصري للتلسكوب من مثيلاتها العاكسة.[3]
  • التلسكوبات العاكسةيستخدم هذا النوع من التلسكوبات مرآةً لجمع الضوء وتركيزه، وتكون هذه المرآة على شكل قطع مكافئ، وتقوم بتركيز كافة الأشعة المتوازية التي تصل التلسكوب من مختلف الأجسام السماوية في نقطةٍ واحدةٍ، مع العلم أنّ كافة التلسكوبات العملاقة التي تستخدم في مجالات البحث العلمي تنتمي إلى النوع الكاسر، الذي يتميّز بما يلي:
  • تتميز التلسكوبات العاكسة كبيرة الحجم بكلفة تصنيعٍ أقل من مثيلاتها الكاسرة.
  • لا تعاني التلسكوبات الكاسرة من مشكلة الزيغ اللوني؛ لأن كافة الأطوال الموجية تنعكس بنفس الطريقة على المرآة.
  • لا يمر الضوء عبر العدسة الشيئية في هذا النوع من التلسكوبات بل ينعكس عن سطحها، ما يسمح باستخدام عدساتٍ بسطحٍ مثاليٍّ واحدٍ فقط.[4]
  • أكبر تلسكوب في العالم

    يعتبر تلسكوب كناريا العظيم أكبر تلسكوب في العالم في وقتنا الحالي، ويتواجد في جزر الكناري التابعة لإسبانيا، وقد افتتح رسميًّا من قبل ملك أسبانيا خوان كارلوس الأول في 24 يوليو 2009، ويصل قطره إلى 34 قدم أو ما يعادل 309 بوصة.استغرق بناء هذا التلسكوب ما يقارب العقد من الزمن، واشترك في بنائه أكثر من 1000 شخصٍ من 100 شركةٍ مختلفةٍ، ومن أهم الجهات المساهمة في بناء وتجهيز هذا التلسكوب جامعة فلوريدا، والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ومعهد البحوث الفيزيائية الفلكية في جزر كناريا.[5]

    المراجع