علاج مضاعفات الملاريا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٢٢:٣٥ ، ٩ يونيو ٢٠١٨
علاج مضاعفات الملاريا

الملاريا

تُعدُّ الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) من أكثر الأمراض المُروعة من حيث أعداد الوفيات والإصابات بالمرض، وتُقسم الملاريا سريرياً إلى نوعين رئيسيين، الأول هو الملاريا المُعقدة (بالإنجليزية: Complicated Malaria)، والثاني هو الملاريا غير المُعقدة (بالإنجليزية: Uncomplicated Malaria)؛ والتي تكون مصحوبة بأعراض دون وجود علامات مُتعلّقة بالاختلال الوظيفيّ لأحد أعضاء الجسم الحيويّة، وتُمثّل الحُمّى العرض الرئيسي للملاريا إضافة إلى الصُداع، والغثيان، والتقيؤ، والألم العضلي، وآلام المفاصل، وفُقدان الشهيّة.[1]

تؤدي الإصابة بالملاريا إلى حدوث العديد من المُضاعفات؛ التي تتطلب تقديم العلاج المُناسب لكل منها، وفيما يلي بيان لبعض هذه المضاعفات وعلاجها:[2][1]

  • الملاريا الدماغية: (بالإنجليزية: Cerebral malaria)، يمكن أن تتسبّب الإصابة بالملاريا بدخول المصاب في حالة غيبوبة، وقد تتضمن هذه الحالة الإصابة بالصرع، ومشاكل الذاكرة، إضافة إلى تلف المادة البيضاء في الدماغ، ويُقدّم العلاج المُناسب لهؤلاء المرضى في وحدة العناية المركزة من خلال استخدام الأنبوب الأنفي المعدي (بالإنجليزية: Nasogastric intubation) والأنبوب الرغامي (بالإنجليزية: Endotracheal tube)، وقد يحتاج بعض المرضى إلى استخدام جهاز التّنفس الاصطناعي (بالإنجليزية: Mechanical ventilation) أو المانيتول (بالإنجليزية: Mannitol) لتقليل الضغط داخل الجُمجمة.

  • التّشنجات: (بالإنجليزية: Convulsions)، قد يؤدي ارتفاع حرارة مرضى الملاريا إلى الإصابة بالتّشنجات خاصة لدى الأطفال، وتُعالج هذه التّشنجات من خلال تقليل درجة حرارة الجسم ومنع ارتفاعها، وذلك من خلال استخدام كمّادات الماء، وتوفير التّهوية الجيدة للمريض، واستخدام دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) الخافض للحرارة، إضافة إلى الأدوية المُضادة للتّشنجات؛ مثل ديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam) أو لورازيبام (بالإنجليزية: Lorazepam).

  • متلازمة الضائقة التنفسيّة: (بالإنجليزية: Respiratory distress)، تُعتبر الاضطرابات التنفسيّة إحدى المُضاعفات التي تؤثر في مرضى الملاريا الأطفال بشكل أكبر من البالغين، ويُعزى حدوث هذه الحالة إلى مجموعة من العوامل والأسباب منها حمضية الدم (بالإنجليزية: Acidosis)، والإصابة بالعدوى، والتهاب الرئة الشفطيّ (بالإنجليزية: Aspiration pneumonia)، وزيادة السوائل في الجسم، وفقر الدم، وفي الحقيقة فإنّ العلاج يكون تبعاً للسبب الذي أدى إلى حدوث هذه المتلازمة.

  • هبوط السّكر في الدّم: يُعالج هبوط السّكر في الدّم باستخدام محلول الدكستروز (بالإنجليزية: Dextrose).

  • الوذمة الرئوية: يتطلب علاج الوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary edema) إعطاء المريض الأكسجين، واستخدام مجموعة من الأدوية؛ كمدرات البول والأدوية الأفيونية، وقد يتطلب الأمر إخضاع المريض لغسيل الكلى.

  • فقر الدم: من الممكن أن تتسبّب الملاريا بالإصابة بفقر الدم، وفي الحالات التي ينخفض فيها مستوى الهيموغلوبين لدى المريض عن 7 غم/ديسليتر فإنّ ذلك يستدعي نقل الدم إليه.

  • التَّخثُّر المنتشر داخل الأَوعِيَة: (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation) يُعاني المريض في هذه الحالة من نزيف دموي يتطلب نقل الدم واستخدام حقن فيتامين K للسيطرة على هذه الحالة، وفي الحالات التي ينخفض فيها عدد الصفائح الدموية عن 20,000 صفيحة/ميكرولتر من الدم دون حدوث نزيف فإنّ الامر يتطلب نقل الصفائح الدّموية، وفي بعض الحالات يُعطى المريض مثبّطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton Pump Inhibitors) لحماية الغشاء المبطن للمعدة من التّعرض للنزيف.

  • الفشل الكلوي الحادّ: يمكن علاج الفشل الكلوي الحادّ من خلال إجراء ترشيح للدّم (بالإنجليزية: Haemofiltration).

  • العدوى الثانوية: تؤدي الإصابة بالملاريا في بعض الحالات الشديدة إلى تثبيط الجهاز المناعي في كثير من الأحيان، وهذا بحدّ ذاته قد يؤدي إلى حدوث عدوى بكتيرية ثانوية تتمثّل بتسمّم الدمّ (بالإنجليزية: Septicaemia)، أو الالتهاب الرئوي، أو التهابات المسالك البولية، أو التهاب السحايا، ومن المهم استخدام المضادات الحيويّة واسعة المجال للسيطرة على العدوى في هذه الحالة.

علاج الملاريا الشديدة

يهدف علاج الملاريا الشديدة إلى التقليل من احتمالية التّعرض للوفاة نتيجة الإصابة بالمرض، والحد من حدوث المضاعفات خاصة الإعاقة، إضافة إلى منع انتشار العدوى وتفشّيها، وتُعالج الملاريا الشديدة في البداية باستخدام الأدوية مُضادات الملاريا والتي تُعطى للمريض عن طريق الحقن أو من خلال المستقيم، ومن ثم يبدأ العلاج بالأدوية الفمويّة، وفيما يلي بيان لعلاجات الملاريا:[3]

  • الأدوية التي تُعطى عن طريق الحقن: ومن الأدوية التي تعطى عن طريق الحقن ما يلي:
    • مُشتقات الأرتيميسينين: (بالإنجليزية: Artemisinin derivatives)، يُعتبر دواء أرتيسونات (بالإنجليزية: Artesunate) العلاج الأولي للملاريا الشديدة ويُعطى للمريض عن طريق الحقن الوريديّ أو العضليّ لمدة 24 ساعة على الأقل؛ ويُستخدم لعلاج البالغين والأطفال المصابين بالملاريا الشديدة بما في ذلك الأطفال الرُضع، والنّساء الحوامل، والمرضعات، ويُمكن استخدام دواء أرتيميثير (بالإنجليزية: Artemether) على شكل حُقن عضلية كبديل لدواء أرتيسونات.

    • قلويدات شجرة الكينا: (بالإنجليزية: Cinchona alkaloids)، مثل الكينيدين (بالإنجليزية: Quinidine)، أو الكينين (بالإنجليزية: Quinine) الذي يُعطى عن طريق الحقن الوريديّ أو الحقن العضليّ.

  • الأدوية التي تُعطى عن طريق الفم: تُعطى أدوية الملاريا عن طريق الحقن الوريديّ أو العضليّ لمدة لا تقل عن 24 ساعة، ويتم البدء بإعطاء المريض أدوية الملاريا الفمويّة بمجرد ما يصبح المريض قادراً على تناولها، بحيث يُستخدم كل من الأرتيميسينين وأمودياكين (بالإنجليزية: Amodiaquine) معاً، أو أرتيميثير مع لوميفانترين (بالإنجليزية: Lumefantrine)، أو ديهيدروارتيميسينين (بالإنجليزية: Dihydroartemisinin) مع بيبراكوين (بالإنجليزية: Piperaquine)، وفي حال عدم توافر أي من العلاجات السابقة يُمكن علاج الملاريا بأحد البدائل، منها أرتيسونات مع كلينداميسين (بالإنجليزية: Clindamycin)، أو أرتيسونات مع دوكسيسيكلين (بالإنجليزية: Doxycycline)، أو كينين مع كلينداميسين، أو كينين مع دوكسيسيكلين.

المراجع