المحتويات
العمرة
تُعرّف العمرة لغةً بالزيارة، أمّا في الشرع؛ فهي زيارة بيت الله الحرام على وجهٍ مخصوص، وهي النسك المعروف المتركّب من الإحرام والتلبية، والطواف بالبيت والسّعي بين الصفا والمروة، وحلق الرأس أو التقصير، وأما بالنسبة إلى حكمها؛ فقد اختلف الفقهاء في حكم العمرة، فمنهم من قال: أنّها ليست واجبةً بل سنّةً، وهو قول الإمام أبو حنيفة والإمام مالك، وابن تيمية، وأغلب أهل العلم رحمهم الله، واستدلوا على قولهم؛ بأنّ الأصل عدم وجوب العمرة، والتكليف لا يكون إلا بدليلٍ، ولا يوجد دليلٌ يدلّ على ذلك، بالإضافة إلى الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله، أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قائلاً: (العُمرةُ واجِبةٌ فريضتُها كفريضةِ الحجِ؟ قالَ: لا، وأن تعتمِرَ خيرٌ لَكَ)،
عمرة القضاء؛ هي العمرة التي أداها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه رضي الله عنهم، في العام السابع للهجرة، بعد الاتفاق مع قريش عليها في صلح الحديبية، إذ إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أملى على قريش في بنود الصلح، أن يخلوا بين المسلمين والبيت الحرام ليطوفوا به، فوافقت قريش على ذلك، ولكن في العام الذي يلي الصلح، فلمّا كان الموعد المقرر لتلك العمرة، خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بألفين من أصحابه مدججين بالسلاح، يصحبون معهم عدة الحرب؛ تحسباً لأي خيانة من قريش، وسرعان ما نقلت عيون قريش الأخبار إليهم، فلمّا علموا بذلك خافوا وأرسلوا مكرز بن حفص على رأس وفدٍ إلى النبي عليه الصّلاة والسّلام، فالتقى بهم رسول الله، فقالوا: (يا محمد والله ما عرفناك صغيراً ولا كبيراً بالغدر، أتدخل الحرم بالسلاح وقد عاهدت قريش بدخوله بالسيوف في أغمادها فقط؟)، فأجابهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بكلّ ثقةٍ أنّه سيدخلها كما وعدهم، فلما سمع مكرز تلك الكلمات عاد مسرعاً، ولم يشكّ في أنّ رسول الله سينفذ ما وعد به؛ فهو الصادق الأمين، ولمّا وصل مكّة طمأن قريش التى وصلت إلى حالةٍ من الضعف بحيث لا تستطيع مواجهة قوة المسلمين، فلمّا اقترب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة، ترك السلاح خارجها وأمّر محمد بن مسلمة ومعه مئتي فارس على حراسته.
فوائد العمرة
إنّ للعمرة فوائد عديدةٌ تعود على من أدّاها، ومنها:
- أنّ العمرة تمحو الذنوب والسيئات وتكفرها، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ).
[9] - أنّ العمرة سببٌ في نفي الفقر وجلب الرزق، فقد قال النبي عليه الصّلاة والسّلام: (تابعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ؛ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ، وليسَ للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ دونَ الجنةِ).
[10] - أنّ في يأديتها شكرٌ لنعمة المال والصحة البدن.
- أنّ العمرة إظهارٌ للتذلل لله عزّ وجلّ؛ إذ إنّ المعتمر يترك أنواع اللباس ويلبس لباس الإحرام؛ مظهراً الفقر لربّه سبحانه وتعالى .
- أنّ العمرة تقوّي الإيمان ومشاعر الأخوة والتراحم لدى المسلم؛ إذ إنّها تجمع المسلمين من كلّ أنحاء العالم في مكانٍ واحدٍ على اختلاف ألوانهم وألسنتهم، لا فرق بين غنيّ وفقير، ولا عربي وأعجمي.
المراجع
- 1 - رواه ابن كثير، في إرشاد الفقيه، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 302/1، إسناده على شرط مسلم. .
- 2 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح. .
- 3 - سورة البقرة، آية: 196. .
- 4 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1863، صحيح. .
- 5 - تعريف العمرة وحكمها , www.alukah.net .
- 6 - ما هي عمرة القضاء ؟ ومتى كانت ؟ , islamstory.com , 21-5-2018. بتصرّف. .
- 7 - رواه العيني ، في نخب الافكار، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 10/313، ورد من تسع طرق صحاح. .
- 8 - فوائد الحج والعمرة , fatwa.islamweb.net , 21-5-2018. بتصرّف. .
- 9 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1773، صحيح. .
- 10 - رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2630، حسن صحيح. .