كل ما تودّ معرفته عن الإنترنت الفضائي

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
كل ما تودّ معرفته عن الإنترنت الفضائي

في حال كنت تعيش أو تعمل بمنطقة مجهولة أو تنعدم فيها الخدمات، من المتوقّع أن يكون لديك القليل من الخيارات المحدودة للاتصال بالإنترنت. إحدى هذه الخيارات هو الطلب الهاتفي والثاني هو الإنترنت الفضائي أو ما يسمّى اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية وهو موضوع حديثنا اليوم.


ما هو الإنترنت الفضائي؟


الإنترنت الفضائي، هو اتصال لاسلكي للبيانات يتضمّن وجود ثلاثة أطباق فضائية، الأول في مركز مزوّدي خدمة الإنترنت – ISP’s، والثاني في الفضاء -قمر اصطناعي- يدور حول الكرة الأرضية على ارتفاع يزيد عن 35 ألف كيلومتر، بينما الثالث عبارة عن طبق صغير في مكان عملك أو منزلك الذي تود منه الاتصال بالإنترنت، ويتطلّب هذا الأخير مودم وكابلات متصلة من الطبق الفضائي إلى المودم الخاص بك؛ تمامًا مثل الأطباق الخاصة بقنوات التلفزة الفضائية.


كيف يعمل عبر الأقمار الاصطناعية؟


كل ما تودّ معرفته عن الإنترنت الفضائي
صورة توضيحية مبسّطة لآلية عمل الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية

بمجرّد توصيل جميع الأدوات المطلوبة، سيرسل مزوّد الخدمة إشارة الإنترنت إلى القمر الاصطناعي، ثم ينقلها إلى الطبق الصغير المتواجد في منزلك أو موقع عملك. حيث في كلِّ مرة تقوم فيها بتقديم طلب على الإنترنت (تصفّح أو تنزيل أو إرسال بريد إلكتروني وغيرها من الطلبات) ينتقل إلى القمر الاصطناعي ومن ثم إلى مركز مزوّد خدمة الإنترنت، بعدها بصورة عكسية يتم إرسال الطلب المكتمل من مزوّد الخدمة عبر القمر الاصطناعي إلى طبقك ومن ثمَّ إلى جهاز الحاسوب الخاص بك.


متى تلجأ لاستخدام الإنترنت الفضائي؟


كل ما تودّ معرفته عن الإنترنت الفضائي
فنّي يقوم بتركيب طبق الإنترنت الفضائي في إحدى المباني

السبب الوحيد لاستخدام الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، هو عندما تعيش في منطقة لا تتوفر فيها خيارات الإنترنت الأخرى مثل كابلات الألياف الضوئية أو التقنية الأقدم والأكثر انتشارًا ADSL بسبب تردّي خدمات الإنترنت عبر الأبراج الهوائية أو انعدامها.


في حال كنت تستخدم إنترنت الطلب الهاتفي، فسيكون الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية بمثابة «ترقية رائعة» أي بمعنى أنَّ الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية أسرع بشكلٍ ملحوظ مقارنةً بالطلب الهاتفي حيث تصل السرعة إلى 100 Mbps. بخلاف ذلك لا يوجد سبب مهم آخر، لاستخدام الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.


مزوّدو خدمة الإنترنت الفضائي


كل ما تودّ معرفته عن الإنترنت الفضائي
مزوّد خدمة إنترنت فضائي يتبع لشركة HughesNet

يوجد العديد من مزوّدي خدمة الإنترنت الفضائي حول العالم نذكر منهما Viasat وHughesNet. وتعتبر Viasat من أفضل مزوّدات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من خلال سرعاتها العالية وسعاتها العريضة، بينما تقدّم HughesNet حزمًا أكثر وبأسعار معقولة.


كما أنَّ هناك بعض مزوّدات خدمة الإنترنت الفضائي في المنطقة العربية والتي توفر سرعات عالية بسعات مختلفة، كخدمة سات كوم I والتي أطلقتها شركة الاتصالات المتكاملة بالمملكة العربية السعودية، حيث توفّر سرعات إنترنت تترواح بين 2 – 8 ميجا بت/ثانية بسعر يبدأ من 31,567.50 ريال سعودي شهريًا وتغطي كافة أنحاء المملكة.


أيضًا أطلقت الحكومة المصرية القمر الاصطناعي طيبة – 1 المخصّص للاتصالات في أواخر عام 2019، وبها دخلت الدولة مجال اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، ومن بين أبرز أهدافها تغطية خدمة الإنترنت الفضائي بسعات عريضة لمصر وبعض دول حوض النيل وشمال إفريقيا.


تحديات الإنترنت الفضائي


تأثّره بالطقس السيئ


يؤثّر الطقس أحيانًا على مسار وجودة إشارة الإنترنت بسبب الرياح الشديدة أو العواصف الممطرة والغيوم الكثيفة، لذلك تكون جودة خدمة الإنترنت الفضائي رديئة بهذه الفترة تمامًا مثلما يحدث مع التلفزة الفضائية أيضًا.


حدوث كُمون ضعيف أو معدّل Ping مرتفع


الكُمون ومعدّل البينج هما في الأساس نفس الشيء حيث يعرّف الكُمون بأنّه الفاصل الزمني بين إرسال الإشارة واستقبالها ويقاس بالميلي ثانية، بينما البينج وهو المدة الزمنية المستغرقة لتوصيل البيانات والمعلومات بين طرفين ويقاس بالميلي ثانية أيضًا، وكلاهما يختبر المدة التي يستغرقها الاتصال بين جهاز كمبيوتر أو خدمة أو خادم آخر على شبكة الإنترنت.


ونظرًا لأنه يتعين عليك إرسال البيانات إلى القمر الاصطناعي في الفضاء ومن ثم إلى مزوّد خدمة الإنترنت الخاص بك والعودة مرة أخرى بصورة عكسية، فإن الإنترنت الفضائي به زمن كُمون انتقال ضعيف أو معدّل بينج مرتفع. لذا فإنَّ الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية ليس مفيدًا لك إذا كنت من محبّي ألعاب الفيديو على الإنترنت، أو تنوي استخدام خدمات المكالمات الصوتية عبر الإنترنت VoIP.


تأثّره بالعوائق البسيطة


يمكن أن تؤثّر العوائق أو الحواجز البسيطة على إشارة الإنترنت الفضائي. حيث أنَّ أي شيئًا يعترض طريق إشارة الطبق الخاص بك في المنزل، مثل الفروع أو المباني العملاقة يمكن أن يؤثر على جودة الاتصال، وقد يكون هذا مزعجًا جدًا إذا كنت تعيش بالقرب من غابة أو مباني مرتفعة تحجب الإشارة.


عدم توافقه مع شبكات الـ VPN


الشبكات الافتراضية الخاصة – VPN غير متوافقة مع الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، لأنها تتطلّب عند إعدادها وقت استجابة منخفض ونطاق ترددي عالي، وهو بعكس ما ستحصل عليه تمامًا مع الإنترنت الفضائي.


التكلفة العالية


الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية مكلّف نسبيًا. حيث ستضطر شهريًا إلى دفع حوالي 100 دولار أمريكي وهذا المبلغ هو ضعف ما يتم دفعه شهريًا عند استخدام إنترنت كابلات الألياف الضوئية، أو الـ ADSL بسرعات تصل إلى 25 مرة مقارنة بسرعة الإنترنت الفضائي.


مزايا الإنترنت الفضائي


أسرع من إنترنت الطلب الهاتفي


الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية أسرع من الطلب الهاتفي، لكن يعتمد ذلك على الحزمة الشهرية التي تشتريها، إلا أنّه يمكنك توقّع أن تكون سرعات الإنترنت الفضائي أسرع بـ 10 إلى 35 مرة مقارنةً بالطلب الهاتفي. في حين أنه ليس بسرعة الألياف الضوئية أو ADSL العالية، لكنه يمكن أن تصل إلى 100 ميجا بت/ثانية وتكون هذه ميزة عندما لا تتوفر سرعات مشابهة في بلدك.


عدم تأثّره بكثرة المستخدمين


يمكن لاتصالات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التعامل مع استخدام النطاق الترددي العالي، لذلك لا تتأثر سرعة جودة الإنترنت لديك مع كثرة المستخدمين أو بمعنى آخر «وقت الذروة» أوقات الاستخدام القصوى لمشتركي الإنترنت الفضائي.


لا حاجة إلى استخدام خط هاتف


لا تحتاج إلى خط هاتف للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، وإنّما فقط الكابلات المخصّصة لربط طبق الإنترنت الفضائي الموجود بمنزلك مع المودم الخاص بك.


مستقبل الإنترنت الفضائي وظهور منافسين جدد في السماء


كل ما تودّ معرفته عن الإنترنت الفضائي
قمر صناعي يبث إشارة إنترنت من الفضاء

من خلال كثرة سلبيات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي ذكرت آنفًا مقارنة بالمزايا، فإنَّ الإنترنت الفضائي ليس الخيار الأفضل أو الأكثر موثوقية حاليًا، كما أنّه مكلّف للغاية. قد تكون بعض التكلفة بسبب تعقيدات التقنية التي تستخدمها الشركات القديمة بهذا المجال، كما تتعلّق أيضًا بالعرض والطلب.


لكن الخبر السار عزيزي القارئ، هو أنّه مع النصف الثاني من العقد الماضي توجّهت العديد من الشركات بمشاريع ضخمة لتطوير الإنترنت الفضائي، أبرزها مشروع ستار لينك التابع لشركة سبيس إكس والتي أطلقها رجل الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك عام 2015.


حيث ستوفّر سرعات إنترنت عالية بسعات عريضة حول العالم تصل لأكثر من 100 ميجابت/ثانية وبزمن كُمون منخفض جدًا من خلال كوكبة -حوالي 12 ألف- من الأقمار الاصطناعية، ومن المتوقّع أن تتاح خدمة الإنترنت العريض لمشروع ستار لينك للأشخاص مبدئيًا في أجزاء من الولايات المتّحدة وكندا بحلول نهاية عام 2020، وبعدها بصورة تدريجية لبقية دول العالم لحين اكتمال المشروع.


كما وافقت لجنة الاتصالات الفيدرالية في أواخر شهر يوليو/تمّوز من العام الحالي بمنح الإذن الرسمي لشركة أمازون والتي يديرها الملياردير ورجل الأعمال جيف بيزوس -الرجل الأغنى في العالم- بإطلاق أقمارها الاصطناعية الخاصة بمشروع كايبر، لخدمة النطاق العريض للإنترنت الفضائي حول العالم بصورة مشابهة لمشروع ستار لينك، وغيرها من المشاريع الناشئة المماثلة التي أطلقت من قِبل شركتي بوينج وإيريديوم ومشروع لوون التابع لشركة ألفابت القابضة، مما يعزّز من المنافسة الشرسة بين الشركات لتطوير وترقية قطاع الإنترنت الفضائي.


هل تتوقّع عزيزي القارئ أن تساهم المنافسة الحالية بين الشركات في قطاع الإنترنت الفضائي من تطوير خدمات الإنترنت، وتلبية احتياجات الأشخاص في المناطق التي تعاني من ضعف الإنترنت أو لا تتوفّر فيها؟