كم عدد قارات العالم

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٠:١٥ ، ٣ فبراير ٢٠٢٠
كم عدد قارات العالم

تعريف القارّة

عُرفت القارة في الأصل (بالإنجليزية: Continent) على أنّها مساحات أرضية بأحجام مختلفة، لا تُفصل بمسطحات مائية، وتضم الجزر المختلفة، أمّا في الوقت الحاضر فإنّ القارة تُعبّر عن الكُتل الضخمة الأرضية ذات العلامات المميزة، التي تفصل ما بينها مسطحات مائية كبيرة الحجم، دون تحديد نسبة الحجم إن كان كبيراً أو كبيراً جداً، أو معرفة للحجم المطلوب للفصل المادي بينها؛ لذلك جاء تعريف القارة خالٍ من المعايير الصارمة والمقاييس المُحدِدة للطبيعة الجغرافية، ويمكن أن تكون المعايير المستخدمة في تعريف القارة مبني على أساس الارتباطات التاريخية، أو المحصول الثقافي، أو الحياة السياسية، أو الخلفية الأنثروبولوجية أو الفلسفية.[1]

عرّف عُلماء الجيولوجيا القارة على أنّها من الكُتل الأرضية الرئيسية التي تشمل الأراضي الجافة والأرفّ القارية، وتمتلك عناصر خاصة بالقشرة القارية، وتتميز بعدّة صفات عن غيرها من المُسطحات الأرضية، كامتلاكها لمزيج مُتباين من أنواع الصخور المختلفة كالصخور الرسوبية، والمتحولة، والبركانية المتحولة، وارتفاع منسوب المناطق التي تغطيها نسبة إلى القشرة المحيطية، وتُغطي القارة قشرة سميكة لذلك فإنّ سرعتها الزلزالية تقلّ عن القشرة المحيطية، كما تمتلك حدوداً مرئية وواضحة تضمّ مساحةً أرضية كبيرة مما يجعلها قارة، بدلاً من إدراجها ضمن مُسمى شظية قارية، أو مُنحدراً قارياً.[2]

عدد قارّات العالم

اختلف العلماء في تحديد عدد القارات حسب المعايير الموضوعة، لذلك أشار البعض إلى أنّ عدد القارات يبلغ خمس قارات، بينما ذكر البعض أنّ القارات تبلغ ست قارات، وأشار عُلماء آخرون إلى أنّ عدد القارات يصل إلى سبع قارات وقد أيّدت ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تُدرّس ذلك في مناهجها، وهذه القارات هي الآتية: إفريقيا، والقارة القطبية الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وآسيا، وأستراليا، وأوروبا، وعلى الرغم من ذلك يُشير العديد من علماء الجيولوجيا إلى أن هناك ست قارات فقط وهي: إفريقيا، والقارة القطبية الجنوبية، وأستراليا، وأوراسيا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، وذلك كما يُدرّس الطلاب في معظم أنحاء أوروبا؛ إذ يؤمن المعلمون أنّ كلاً من أمريكا الشمالية والجنوبية قارة واحدة.[3]

تُعتبر كلاً من أوروبا وآسيا قطعةً أرضيةً كبيرة المساحة وذلك من الناحية الجيولوجية،[3] ولكن يُعدّ كلٌ منهما قارة مُختلفة ومنفصلة عن الأخرى، وذلك تِبعاً للثقافات المختلفة للقارتين،[4] كما أنّ كلاً من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، قارتين منفصلتين تماماً، على الرغم من أنّ الحدّ الذي يفصل بينهما هو ممر مائي بشري الصُنع، ولولاه لما كانتا منفصلتين، ويعود بناء هذا الممر إلى عهد الرئيس الأمريكي روزفلت الذي أمر ببناء قناة تفصل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ؛ وذلك لتسريع الحركة التجارية للسلع المختلفة، وتقليل التكلفة الإجمالية لرسوم النقل، مما نجم عن ذلك فصل الأمريكيتين عن بعضهما البعض.[5]

يُشار إلى أنّ عدد القارات الكلي يبلغ أربع قارات، حسب التعريف الواضح الذي يُبيّن أنّ القارة عبارة عن كُتلة أرضية كبيرة المساحة، تُفصل عن غيرها بمسطحات مائية طبيعية وليست صناعية كتلك القناة التي تفصل بين كلٍ من أمريكا الشمالية والجنوبية، وقناة السويس التي تفصل بين إفريقيا وأوراسيا، وتبعاً لذلك فإنّ القارات الأربع في العالم هي: أوراسيا أو يورافراسيا، وأمريكا، وأستراليا، والقارة القطبية الجنوبية.[1]

قارّات العالم

هنالك 7 قارات في العالم، كوصف مُعتمد وأكثر شمولية،[1] نُدرجها تالياً مُرتبة حسب المساحة:[6]

قارّة آسيا


تُعد آسيا أكبر قارات العالم بمساحة تُقارب 30% من المساحة الأرضية، كما تُصنّف على أنّها أكثر القارات اكتظاظاً بالسكان؛ إذ تحتضن ما يُقارب 60% من مجموع سكان العالم، ويحدّ آسيا كلاً من المحيط الهندي، والمحيط الهادئ، والمحيط المتجمد الشمالي، وتمتلك آسيا مزيجاً من التضاريس المختلفة التي تنقسم إلى خمس أجزاء رئيسية، وهي: الجبال، والهضاب، والسهول، والصحاري والمسطحات المائية بنوعيها العذبة والمالحة.[7]

تبلغ مساحة قارة آسيا حوالي 44,579,000 كم>2، وتضم 47 دولة مختلفة، من ضمنها أكبر دولة في العالم وهي روسيا، كما تضم أكثر الدول اكتظاظاً بالسكان في العالم وهي الصين، كما أنّ آسيا تحتضن أعلى نقطة على سطح الأرض، وهي قمة جبل إفرست الذي يقع بين حدود التبت ونيبال، ويبلغ ارتفاعه 8,848م.[8]

تمتاز آسيا بخطها الساحلي الذي يُعدّ الأطول بين القارات، الأمر الذي أثر في التنوّع المناخي لآسيا والذي يتراوح ما بين مناخ القطب الشمالي إلى المناخ الاستوائي، وفي معظم الأحيان تمتاز المناطق الداخلية من قارة آسيا بمناخها الجاف، بينما تمتاز الجهة الجنوبية والشرقية من آسيا بالعواصف الاستوائية التي تُدعى الرياح الموسمية، وتُعدّ آسيا موطناً وحيداً للحيوانات الفريدة، مثل: الكوبرا الهندية، والمَكّاك اليابانيّ، والفيل الآسيوي.[9]

قارّة أفريقيا


تحتل قارة أفريقيا المركز الثاني من حيث المساحة بين قارات العالم، إذ تبلغ مساحتها 30,065,000كم>2، وتقع أفريقيا بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسي، تحديداً في الجهة الجنوبية من قارة أوروبا، وتُعد موطن أكبر صحراء في العالم والتي تبلغ مساحتها 4,619,260كم>2، ويقع على أراضيها أطول نهر في العالم، وهو نهر النيل الذي يبلغ طوله 6,695 كم>2، ويتحدّث السكان في قارة إفريقيا بما يزيد عن 1,000 لغة مختلفة.[10][8]

تمتلك إفريقيا خُمس مساحة الأرض الإجمالية؛ مما جعلها قارة متنوعة تحتوي على العديد من التضاريس الطبيعية بالإضافة إلى الموارد التي تُنافِس إقليمياً؛ حيث تُعدّ قارةً غنيةً بكميات ضخمة من المعادن، والوقود الأحفوري، والموارد الصناعية، إلا أنها غير مُستغلة،[10] وتمتاز إفريقيا بتقلبات في المناخ واختلافات جيولوجية، وتتكون الجهة الجنوبية الشرقية في معظمها من هضبة مُرتفعة، بينما تُغطي السهول بشكل رئيسي الجهة الشمالية الغربية التي تحتوي على أحواض أنهار ضحلة وأخرى صحراوية.[11]

تتميز قارة إفريقيا على خلاف جميع القارات الأخرى بتناسقها الفريد حول خطّ الاستواء، مما يجعلها متنوعة مناخياً،[12] إذ تحتل الصحراء ما يُقارب نصف قارة إفريقيا من الجهة الشمالية من خطّ الاستواء الذي يقسم أفريقيا، والذي يقع إلى الشمال منه تونس بطول 3,862.43كم، وإلى الجنوب من كيب تاون بمسافة 4,184.29كم، وينعكس ذلك في حدوث التماثل من ناحية التنوع النباتي، والتربة، والمناخ، ويزور القارة جميع أنواع المناخات تقريباً، وكلما ابتعدنا عن خطّ الاستواء تدريجياً يبدأ المناخ ذو درجات الحرارة المرتفعة والرطب بالتغيّر ليُصبح جافاً، ليصل إلى الأراضي ذات الأعشاب الكثيفة في السافانا، وتمتاز الجهة القطبية باحتوائها على السهوب الاستوائية التي يقع خلفها الصحاري مثل صحراء الشمال وصحراء كالاهاري في الجنوب، ويُسيطر مناخ البحر الأبيض المتوسط على أطراف الأجزاء الشمالية والجنوبية من القارة، وتُعاني القارة في هذا الجزء من الجفاف في فصل الصيف، وتشهد هطولاً للأمطار في فصل الشتاء، كما تشهد المناطق الاستوائية هطولاً للأمطار في فصل الصيف أيضاً، مما يجعل القارة ممطرة في فصلين مختلفين.[11]

قارّة أمريكا الشمالية


تحتلّ أمريكا الشمالية المرتبة الثالثة بين قارات العالم من حيث المساحة، ويحدّها المحيط الأطلسي من الجهة الشرقية، والمحيط الهادئ من الجهة الغربية، وتحتوي قارة أمريكا الشمالية على 23 دولة مستقلة مُعترف بها بشكلٍ رسمي، ويقع بين أراضيها ثلاث من أكبر دول العالم، أكبرها كندا ثمّ تليها الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ يُشكلان معاً مساحة إجمالية تزيد عن 79% من مساحة قارة أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى المكسيك، كما وتضمّ أمريكا الشمالية كلاً من أمريكا الوسطى إضافةً إلى منطقة البحر الكاريبي، وتُعد سانت كيتس ونيفيس أصغر دولة في القارة؛ إذ تتكون من جزيرتين صغيرتين فقط وتقع في منطقة البحر الكاريبي، كما تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر استقطاباً للسياح في هذه القارة تحديداً في مدينة نيويورك، تليها المكسيك وكندا.[13][14]

تعدُّ قارة أمريكا الشمالية القارة الوحيدة التي تمتلك جميع أنواع المناخ على الإطلاق؛[8] إذ تتناوب الفصول الأربعة على الغابات الغابات النفضية المعتدلة (متساقطة الأوراق)، والتي تتميز بصيف دافئ وبارد، وفصل شتاء رطب، وتشهد تساقطاً لأوراق الأشجار فيها في فصل الخريف، كما وتشهد الغابات الصنوبرية فصل شتاء جاف وبارد ومثلِج وصيف دافئ، وتمتاز الغابات المطيرة بدرجات حرارة عالية، وارتفاع في منسوب هطول الأمطار خلال العام، أمّا مناخ البحر المتوسط يشهد هطولاً للأمطار، ويمتاز بدفئة وارتفاع درجات حرارته في فصل الخريف وفي الأشهر المطيرة، وتمتاز الغابات العشبية بصيفها الحار وشتائها البارد، مع ارتفاع لمعدل منسوب الأمطار، وتشهد التندرا شتاءً قارص البرودة وصيفاً دافئاً يتساقط فيه كميات قليلة من الأمطار، ويُعدّ المناخ في جبال الألب بارداً، وعاصفاً، ومُثلجاً.[15]

قارّة أمريكا الجنوبية


تُعتبر رابع أكبر قارات العالم السبع، وتمتد قارة أمريكا الجنوبية بمسافة 7,640كم من بونتا غاليناس في كولومبيا من الجهة الشمالية وصولاً إلى كيب هورن في تشيلي في الجهة الجنوبية، وتمتدّ مسافة 5,300كم من الجهة الشرقية إلى الغربية على طول أقصى نقطة لها على مقربة من نقطة عبور خط الاستواء، وتتصل أمريكا الجنوبية بأمريكا الشمالية عبر قناة بنما التي تقع في الجهة الشمالية من البحر الكاريبي وعلى المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وتُقسم القارة سياسياً إلى 12 دولة مستقلة، وهي: بوليفيا، والأرجنتين، وتشيلي، والبرازيل، وكولومبيا، وغويانا، وباراغواي، والإكوادور، وبيرو، وأوروغواي، وسورينام، وفنزويلا.[16]

تمتاز غالبية المناطق في قارة أمريكا الجنوبية بدرجات حرارتها الدافئة طِوال العام، وعلى الرغم من ذلك فإنّها تمتلك تنوعاً مناخياً مختلفاً؛ إذ تمتاز منطقة شمال تشيلي ببيئتها الصحراوية الجافة، بينما يمتاز طول الساحل الجنوبي الغربي للقارة بمعدلات هطول غزيرة للأمطار، وتمتلك غابات الأمازون المطيرة حرارة عالية مُشبّعة بتصاعد كميّات من البخار، وتمتاز قمم جبال الأنديز المغطاة بالثلوج بدرجات حرارتها الباردة بشكلٍ دائم.[17]

القارّة القطبية الجنوبية


تبقى المعلومات محصورة وقليلة حول القارة القطبية الجنوبية، ويُعود السبب في ذلك بكونها آخر قارة تم اكتشافها على الإطلاق؛ لذلك تُعدّ أكثر مكان مجهول على سطح الأرض، ولكنها قارة تُؤثر بشكل حساس في النظام البيئي العالمي، الذي يلعب دوراً مهماً في التأثير على مستويات سطح المسطحات المائية كالمحيطات والبحار في ظروف بيئية عالمية تشهد ارتفاعاً لمستويات درجة حرارتها.[18]

وممّا هو معلوم، فإنّ القارة القطبية الجنوبية تُعَدّ خامس أكبر قارات العالم السبع، وتتغيّر مساحتها حسب الفصل الذي يزورها، إذ تتضاعف القارة تقريباً خلال فصل الشتاء، ويعود السبب في ذلك لتوسّع الجليد البحري على طول الساحل، وتقع القارة القطبية الجنوبية في الدائرة القطبية الجنوبية التي تحيط بالجزء الجنوبي من الكرة الأرضية، وتُعد القارة القطبية الجنوبية أبرد قارة وأكثرها جفافاً على الإطلاق، وتمتلك 90% من الجليد الموجود على الكرة الأرضية؛ حيث يُغطي الجليد معظمها، ويُشكل البرّ الذي يخلو من الجليد ما نسبته 0.5% من القارة.[19]

ويمكن تقسيم القارة القطبية الجنوبية إلى جزأين، إحدهما شرق القارة القطبية الجنوبية الذي تبلغ مساحته ثُلثي القارة إضافةً إلى مساحة استراليا تقريباً، ويصل سُمك الثلوج في هذه المنطقة إلى 2كم، أمّا الجزء الآخر من القارة يُدعى غرب القارة القطبية الجنوبية، وهي سلسلة من الجزر المُتجمّدة المُمتدة إلى الجهة الجنوبية من قارة أمريكا الجنوبية، والتي تعتبر امتداداً لجبال الأنديز، وتُعدُّ سلسلة الجبال العابرة للقارات المغطاة في الغالب بالجليد هي الشريط الحدودي الذي يفصل قسمي القارة القطبية الجنوبية عن بعضهما البعض.[19]

قارّة أوروبا


تعدُّ أوروبا سادس أكبر قارات العالم مساحةً، إذ تبلغ مساحتها 10,360,000كم>2، وتُعتبر قمّة جبل إلبروس في القوقاز أعلى قمة في القارة بارتفاع يبلغ 5,633م، وقمة مونت بلانك في جبال الألب الذي يبلغ ارتفاعه 4,807م، وتُسجلّ أدنى بقعة في القارة 28م تحت مستوى سطح البحر وهي سطح بحر قزوين.[20] تمتاز أوروبا بحدود شرقية محدّدة، تقلّ دقّتها بالاتجاه نحو الجهة الغربية، وتزيد من الجهة الشمالية للتندرا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط والصحراء في الجهة الجنوبية منها، ومن الجهة الشرقية تُجاور قارة أوروبا آسيا، وتحتل أوروبا جُزءاً من المحيط الأطلسي مع كلٍ من أمريكا الجنوبية والشمالية، إضافةً إلى البحر الأبيض المتوسط مع قارة أفريقيا والشرق الأوسط.[21]

تُقسّم قارة أوروبا إلى أربعة أقسام رئيسة، وهي: الجنوب، والشمال، والشرق، والغرب، وتمتلك القارة 44 دولة، ومن هذه الدول عدد قليل يمرّ عبر القارات بين أوروبا وآسيا، كما تمتلك أوروبا أقاليم وتبعيات مختلفة، مثل: جزر أولاند، ومنطقتان تنتميان لدولة الدنمارك، وأقاليم ما وراء البحار البريطانية، وسفالبارد، ويضم الاتحاد الأوروبي 28 دولة من قارة أوروبا.[22]

يتراوح مناخ أوروبا بين المناخ شبه الاستوائي إلى المناخ القطبي، إذ يمتاز البحر الأبيض المتوسط بدفئه، وتمتاز الغابات الخشبية بمناخها المعتدل والرطب ذي الرياح الغربية، وتمتاز المسطحات النباتية في أوروبا بغاباتها المتشابكة لا سيما في غابات الشمال التي تتكون من أشجار الصنوبر، كما تحتوي نصف منطقة روسيا الأوروبية على مزيج من السهوب الحرجية والعشبية وصولاً إلى بحر قزوين.[23]

قارّة أستراليا


تُعد قارة أستراليا أصغر قارة بين قارات الأرض،[8] بمساحة تُقارب 7,692 مليون كم>2، أي ما يُعادل 5% من المساحة الإجمالية لليابسة على كوكب الأرض، وتندرج أستراليا في قائمة أكبر الدول الست المُحاطة بالمياه من جميع جوانبها، كما تُعد سادس أكبر دولة في العالم بعد كلٍ من: روسيا، وكندا، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وتُعتبر قمة جبل كوسيياسكو الذي يبلغ ارتفاعه 2,228 متر فوق مستوى سطح البحر أعلى نقطة في القارة ويوجد في منطقة نيوساوث ويلز، وتُسجل أدنى نقطة في القارة قاع بحيرة إيري الجافة التي تقع في الجهة الجنوبية من أستراليا، بعُمقٍ يصل إلى 15 متراً تحت مستوى سطح البحر.[24]

تُشكّل الصحراء حوالي 20% من أراضي أستراليا، وتتميّز أستراليا بمناخها المتغيّر الذي يشمل هطولاً غزيراً للأمطار في الغابات الاستوائية المطيرة والصحاري، وصولاً إلى المناطق والجبال التي تتميّز بانخفاض درجات حرارتها وتساقط الثلوج فيها، وتشهد أستراليا معدلات متغيرة من هطول الأمطار السنوية، إذ تفتقر الأماكن القاحلة الأمطار، بينما تشهد المناطق الاستوائية وبعض المناطق الساحلية معدلات مرتفعة لهطول الأمطار، وضمن هذه البيئات المناخية المختلفة ترعرعت الحيوانات، ونمت النباتات في البيئة الجغرافية المعزولة للقارة، بين المناخ الجاف والمتقلب؛ إذ تمتلك أستراليا العديد من النباتات والحيوانات الفريدة التي نشأت ضمن هذا المناخ المُتقلب.[24]

القارة الثامنة

يُشير عُلماء الجيولوجيا بأنّ زيلانديا من القارات المُتأصلة منذ القِدم،[25]
وتبلغ مساحتها 4,920,000كم>2 أي ما يُقارب ثلاثة أخماس مساحة قارة أستراليا، وهي من القارات المُقترحة التي لا تظهر على أنّها قارة، ويعود السبب في ذلك أنّ غالبيتها مُغطاة بمياه المحيط الهادي بنسبة 94%، ولكن عند التعمّق في مميّزات زيلانديا، لا بدّ أن تندرج مع أقرانها ضمن قارات العالم، وذلك حسبما ذُكر سابقاً بتعريف القارة وِفق علماء الجيولوجيا حيثُ أنّ القشرة القارية لزيلانديا منفصلة بشكلٍ تامٍ عن القشرة القارية لأستراليا، إذ تمتد زيلانديا عبر القشرة القارية وترتبط مناطقها عبر الجزر المختلفة، ويربطها جُزر كاليدونيا الجديدة في الجهة الشمالية والجنوبية، وجزيرة ستيوارت وجزر أوكلاند وجزيرة ستيوارت من الجنوب، وجزر تشاتام من الجهة الغربية، كما وترتفع زيلانديا بنسبة كبيرة حوالي 3,000 متر فوق القشرة المحيطية المحيطة بها.[26]

كانت جُغرافيّة زيلانديا الفريدة من نوعها، محطّ اهتمام الجيولوجيين لأكثر من قرن، ولاقت اهتماماً كبيراً من قِبل العديد من الأشخاص، وعلى الرغم من ذلك فإنّه من غير المُحتمل ظهور زيلانديا قريباً بين خرائط العالم، وبشكلٍ رسمي ليست هنالك مجموعة رسمية قارية على المستوى الدولي، وليس من حقّ أي شخص في التصويت لوجود خمس أو سبع قارات، لذلك وفي الوقت الحاضر، يُعد الموافقة على وجود ثماني قارات من الأمور المُستبعدة كُلّياً.[26]

قارة أدريا الكبرى

يعود تاريخ وجود ما يُعرف بقارة أدريا الكبرى إلى ما يقارب 240 مليون عام،[27] فهذه القارة التي تُشبه نيوزلندا[28] كانت جزءاً من الجزء الجنوبي لما يُعرف بقارة غندوانا (بالإنجليزية: Gondwan) والتي اشتملت على قارة أفريقيا، وقارة القطب الجنوبي، وأستراليا، وأمريكا الجنوبية، ومنذ ما يُقارب 100 مليون إلى 150 مليون عام غاصت أدريا الكبرى تحت قارة أوروبا نتيجة لاصطدام القارتين ببعضهما البعض، ولكنها لم تغرق بشكل عميق تحت سطح البحر، ونتيجة لتلك الحادثة التي أغرقت قارة أدريا الكبرى تشكلت العديد من السلاسل الجبلية في منطقة أوروبا كجبال الألب على سبيل المثال.[28]

نتج عن حركة الصفائح التكتونية تحرّك أجزاء من أدريا الكبرى تحت ما يُعرف الصفيحة الأوراسية لتُشكل منطقة جنوب أوروبا الحالية، ويجدر بالذكر أن هذه القارة امتدت على مساحة كبيرة من سطح الأرض أو تحت الماء، فقد امتدت من مناطق جبال الألب وصولاً إلى إيران، ونظراً للأجزاء التي كانت مغمورة بالمياه من هذه القارة فإن أستاذ علم التكتونيات والجغرافيا في قسم علوم الأرض بجامعة أوتريخت الموجودة في هولندا يرى بأنه يُمكن أن تكون بعض الجزر الحالية جزءاً من أدريا الكبرى.[28]

نظريات نشأة القارات

اختلفت النظريات والأبحاث العلمية التي تُشير إلى كيفية تشكُّل القارات، ونشأتها، ومكان وجودها والمسطحات المائية على سطح الكرة الأرضية، وفيما يأتي عرض لبعض النظريات التي فسرت نشأة القارات وتكوُنها:[6]

  • نظرية الانجراف القاري: (بالإنجليزية: Continental-drift theory)؛ تشير هذه النظرية إلى أن جميع القارات الموجودة على الأرض كانت عبارة عن قارة واحدة قديمة عائمة، ثم انفصلت إلى أجزاء مُتعددة.

  • نظرية الحمل الحراري: (بالإنجليزية: Convection-current theory)؛ تقوم هذه النظرية على ظاهرة التيارات الحرارية التي تحدث في باطن الأرض، فيرى مؤيدو هذه النظرية في تشكُل القارات أن تلك التيارات الحرارية قد كونت بفعل حرارتها طياً في القشرة الأرضية لتتشكل القارات والجبال.

  • نظرية التراكم: (بالإنجليزية: Accretion theory)؛ تنصُّ هذه النظرية على أن قارات الكرة الأرضية والتضاريس قد تشكلت نتيجة لتراكم الصخور فوق ما يُعرف بمناطق الدرع القاري.

المراجع