السّعي للآخرة
الإيمان باليوم الآخر وفعل ما يُحقِّق رضا الله -تعالى- في ذلك اليوم من أهم ما اعتنت ودعَت إليه الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم والسّنة النبوية، ويكون ذلك باتِّباع ما جاء في القرآن الكريم، وما أمر به النَّبي -صلى الله عليه وسلم- وتَرْك كل ما جاء النهي عنه، على أن يكون هذا الفعل وذلك التّرك قائماً على الإيمان الذي من شأنه أن يجعلَ العمل مقبولاً عند الله، ولا يُقبل العمل الخالي من الإيمان مهما استكثر صاحبه منه.
عند مفارقة الإنسان للحياة الدُنيا وانتقاله إلى الحياة الآخرة، يسير معه إلى مثواه الأخير من عاشرهم في حياته من الأقارب والأهل والأصحاب، وما قام به في حياته من الأعمال التي تُرضي الله -تعالى- أو تُغضبه، فأمَّا أهله وصحبه فيتركانه في قبره ولا يُغنيان عنه من الله شيئاً، وأمَّا عمله، فهو الذي يلازمه ويبقى معه في ذلك الوقت، فإن كان صالحاً أفلح ونجح، وإن كان فاسداً خاب وخَسِر، يقول النّبي -صلى الله عليه وسلم-:(يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ ويَبْقَى عَمَلُهُ)،
- الصدقة الجارية، وهي من الأعمال الصالحة التي لا يقتصر فضلها على الحياة الدُّنيا، بل تتعدَّى بنفعها حياة الإنسان إلى ما بعد مماته،
[6] ومن فضائل الصدقة أنَّها تحمي صاحبها من العذاب ومما يكون يوم القيامة من الأهوال7 ومن أنواع الصدقة الجارية في الاصطلاح الفقهي الوقف، كحفر بئر، وإنشاء دار لرعاية كبار السن، أو مكتبة علمية لعامة الناس بحيث يستمر نفع هذه الأماكن بعد وفاة منشئها.[8] - العلم النافع، فقد أورد السَّلف الصالح أنَّ منزلة من يتقَّرب إلى الله -تعالى- بالتَّعلم والتعليم أرفع من منزلة من يشتغل في العبادات البدنيَّة، كالصلاة والصيام والذكر وغيرها من العبادات التي ينحصر نفعها على صاحبها، أما العلم فيتعدى بنفعه وخيره المتعلِّم إلى غيره، ويبَقي نفعه بعد موته، بخلاف النوافل يتوقف نفعها مع توقُّف فعلها وحلول أجل الإنسان، ويُعدُّ العلم ركيزةً أساسيةً في فقه الدين ومعرفة أحكامه؛ فقد أوْلى الإسلام العلماء مكانة عظيمة فهُم ورثة الأنبياء.
[9] - دعاء الولد الصالح لوالده الحي أو الميت مما ينتفع به الوالد؛ لأنَّ صلاح الولد في غالب الأحيان ثمرةٌ لما قام به الوالد اتجاه ولده من التربية الصالحة والتنشئة السليمة على القرآن الكريم والسنة النبوية.
10
مضار الانقطاع عن العمل الصالح
يُعَدُّ التّرغيبِ والترهيبِ من الطُّرق التي تدفع الناس إلى الاستمرار بفعل الطاعات وترك المُنكرات، وعلى الداعي إلى الله أن ينصح من تساهل في الإقدام على المُنكرات وتساهل في ترك العبادات، بتذكيره بخطورة فعله،
المراجع
- 1 - محمد إبراهيم (2006)، <i> " طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة " , (الطبعة الثانية)، القاهرة: حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، ص , محمد إبراهيم (2006)، .
- 2 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6514، صحيح. .
- 3 - عبده الذريبي (12-4-2015)، " أُجور مستمرة " , www.islamway.net , عبده الذريبي (12-4-2015)، .
- 4 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631، صحيح. .
- 5 - ياسر الحمداني، <i> " كتاب موسوعة الرقائق والأدب " , ، صفحة 4101 , ياسر الحمداني، .
- 6 - محمد المنجد (2009)، <i> " كتاب موقع اللإسلام سؤال وجواب " , ، صفحة 651، جزء 7 , محمد المنجد (2009)، .
- 8 - حسن الزهيري، <i> " كتاب شرح صحيح مسلم-حسن أبو الأشبال " , ، صفحة 11، جزء 45 , حسن الزهيري، .
- 9 - -، <i> " مع المعلمين " , ، صفحة 4 , -، .
- 11 - مجدي الهلالي، <i> " نظريات في التربية الإيمانية " , ، صفحة 80 , مجدي الهلالي، .
- 12 - سورة محمد، آية: 38. .
- 13 - محمد عبد الغفار، <i> " دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار " , ، صفحة 3، جزء 21 , محمد عبد الغفار، .
- 14 - سعيد القحطاني ، <i> " الغفلة " , ، الرياض : سفير ، صفحة 13 , سعيد القحطاني ، .
- 15 - محمد المنجد (1413 ه)، <i> " ظاهرة ضعف الإيمان " , (الطبعة الاولى)، الرياض: سفير ، صفحة 10 , محمد المنجد (1413 ه)، .
- 16 - محمد يعقوب ، <i> " الانس بذكر الله " , ، مصر : دار التقوى للنشر والتوزيع ، صفحة 12 , محمد يعقوب ، .