كيف تستمر أعمالك الصالحة ليوم القيامة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٦:٥٣ ، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠
كيف تستمر أعمالك الصالحة ليوم القيامة

السّعي للآخرة

الإيمان باليوم الآخر وفعل ما يُحقِّق رضا الله -تعالى- في ذلك اليوم من أهم ما اعتنت ودعَت إليه الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم والسّنة النبوية، ويكون ذلك باتِّباع ما جاء في القرآن الكريم، وما أمر به النَّبي -صلى الله عليه وسلم- وتَرْك كل ما جاء النهي عنه، على أن يكون هذا الفعل وذلك التّرك قائماً على الإيمان الذي من شأنه أن يجعلَ العمل مقبولاً عند الله، ولا يُقبل العمل الخالي من الإيمان مهما استكثر صاحبه منه.[1]

عند مفارقة الإنسان للحياة الدُنيا وانتقاله إلى الحياة الآخرة، يسير معه إلى مثواه الأخير من عاشرهم في حياته من الأقارب والأهل والأصحاب، وما قام به في حياته من الأعمال التي تُرضي الله -تعالى- أو تُغضبه، فأمَّا أهله وصحبه فيتركانه في قبره ولا يُغنيان عنه من الله شيئاً، وأمَّا عمله، فهو الذي يلازمه ويبقى معه في ذلك الوقت، فإن كان صالحاً أفلح ونجح، وإن كان فاسداً خاب وخَسِر، يقول النّبي -صلى الله عليه وسلم-:(يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ ويَبْقَى عَمَلُهُ)،[2] وفي ذلك تذكير للعبد بأهمية العمل الصالح الذي يبقى معه بعد موته، وينفعه في حياة الآخرة،[3] وتكون هذه الأعمال على هيئة علم نافع قام بتعليمه للناس، وولدًا صالحًا يدعوا له بعد موته، فينتفع بدعوته، وصدقة جارية تصدّق بها في حياته كبناء مسجد وطباعة مصحف، وبناء بيت يأوي إليه ابن السبيل، وغيرها من الأعمال،يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا ماتَ الإنسانُ انقَطعَ عنه عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: صَدقةٌ جاريةٌ، وعِلمٌ يُنتَفعُ بِه، وولدٌ صالحٌ يدعو لَهُ)،[4] وفيما يأتي تفصيل هذه الأعمال:[5]

  • الصدقة الجارية، وهي من الأعمال الصالحة التي لا يقتصر فضلها على الحياة الدُّنيا، بل تتعدَّى بنفعها حياة الإنسان إلى ما بعد مماته،[6] ومن فضائل الصدقة أنَّها تحمي صاحبها من العذاب ومما يكون يوم القيامة من الأهوال7 ومن أنواع الصدقة الجارية في الاصطلاح الفقهي الوقف، كحفر بئر، وإنشاء دار لرعاية كبار السن، أو مكتبة علمية لعامة الناس بحيث يستمر نفع هذه الأماكن بعد وفاة منشئها.[8]

  • العلم النافع، فقد أورد السَّلف الصالح أنَّ منزلة من يتقَّرب إلى الله -تعالى- بالتَّعلم والتعليم أرفع من منزلة من يشتغل في العبادات البدنيَّة، كالصلاة والصيام والذكر وغيرها من العبادات التي ينحصر نفعها على صاحبها، أما العلم فيتعدى بنفعه وخيره المتعلِّم إلى غيره، ويبَقي نفعه بعد موته، بخلاف النوافل يتوقف نفعها مع توقُّف فعلها وحلول أجل الإنسان، ويُعدُّ العلم ركيزةً أساسيةً في فقه الدين ومعرفة أحكامه؛ فقد أوْلى الإسلام العلماء مكانة عظيمة فهُم ورثة الأنبياء.[9]

  • دعاء الولد الصالح لوالده الحي أو الميت مما ينتفع به الوالد؛ لأنَّ صلاح الولد في غالب الأحيان ثمرةٌ لما قام به الوالد اتجاه ولده من التربية الصالحة والتنشئة السليمة على القرآن الكريم والسنة النبوية.10

مضار الانقطاع عن العمل الصالح

يُعَدُّ التّرغيبِ والترهيبِ من الطُّرق التي تدفع الناس إلى الاستمرار بفعل الطاعات وترك المُنكرات، وعلى الداعي إلى الله أن ينصح من تساهل في الإقدام على المُنكرات وتساهل في ترك العبادات، بتذكيره بخطورة فعله،[11] فقد ورد في هذا السياق الكثير من الآيات والأحاديث، منها: قوله تعالى:(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)،[12] فعلى العابد أن يحذر من قسوة القلب التي تنتُج عن التوَلي والإعراض عن الطاعات بعد الاجتهاد فيها، فقد ذمّ الله -تعالى- ذلك لما فيه من القعود عن العبادات والتوقّف عن الاستزادة منها،[13] وتُعدّ الغفلة عن ذكر الله من الأُمور التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فالغافل مَحروم من خير الدُّنيا والآخرة، ففي ابتعاده عن الله -تعالى- ابتعاد عن السعادة والتوفيق، وإقبال على التعاسة والشقاء.[14][15][16]

المراجع