لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/09/27
لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟

عند مشاهدتك لهاتف بمظهر “غير مستطيل” لأول مرة قد يسبب هذا بعضاً من الصدمة والاحساس بالمفاجئة بكل تأكيد، لكن ماذا وإن بدأت الشركات بمظهر معين غير الذي اعتدنا عليه ومن ثم ظهرت بنموذج جديد لم يسبق لنا أن استقبلناه هل سيكون استقبالنا للأشكال المستطيلة أيضًا بذات الصدمة؟


بكل تأكيد أن ما سيحصل حول هكذا فكرة قد يصيب العديد بالجنون أو الرفض القطعي إلى أبعد الحدود، لكن لماذا؟ فقط لأننا اعتدنا على هيكل معين في روتين حياتنا نخاف تغييره مما قد يحدثه من خلل غير متوقع، وهذا ما ينطبق على الكثير من العادات والأعمال التي يزاولها معظمنا اليوم، إلّا أن هذه القاعدة قد لا تنطبق على الأفق التكنولوجية في نظري.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


في الواقع قد خطر ببالي هكذا سؤال محير منذ عدة سنين ماضية، لم كل ما نتابعه من التكنولوجيا المرئية يخضع إلى هيكلة هندسية واحدة؟ المشكلة أن تلك النظرة لا تقف فقط على الهواتف الذكية أو سابقاتها في هذا المجال، بل حتى شاشات التلفاز، العروض السينمائية، أنظمة التشغيل، حتى أنظمة الملاحة والمراكب الفضائية التي تتبع عادةً أغرب التصاميم وفقاً لمتطلبات العمل طبعاً.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


هذه التخيلات والتساؤلات على ما يبدو أنها قد تظهر لدى العديدين بدافع الملل والبحث عمّا هو جديد، فكم من المستخدمين اليوم لازالوا منبهرين بخدمات اندرويد أو IOS أو من يعقدون آمالاً كبيرة على التحديثات المستقبلية، فحسب ما تابعنا من تحديثات متتالية لكلى النظامين فإنه ليس من فارق سوى بعض الخدمات المحدودة بمجملها والكثير الكثير من تعديلات في التصاميم والألوان والذي قد يقدمه العديد من التطبيقات البسيطة دون الحاجة إلى الترقب والتشويق للحصول على نسختنا الجديدة هذا وإن افترضنا أنها خالية تماماً من العيوب الجديدة التي على ما يبدو أنك ستضطر مكرهاً في الاعتياد عليها.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


لقد تم طرح الأنظمة الهاتفية كمثال بسيط نظراً إلى شعبيتها الكبيرة التي تحتلها في الآونة الأخيرة من هذه الحقبة التقنية المميزة، فبجانب هذه الأنظمة قد تتابع التطبيقات بمجملها، أنظمة التشغيل الحاسوبية Windows، Mac OS، Linux، Solaris وغيرها من الأنظمة الإقلاعية التي اعتادت هذا الروتين غير المحدود، حتى إن نظرنا إلى اسم نظام مايكروسوفت ويندوز قد يدلنا مجدداً على النوافذ مستطيلة الشكل لنعود إلى هذه الحلقة “المستطيلة” مراراً وتكراراً.


لا أعلم تماماً لم قادت هذه الأشكال التقليدية الثورة التقنية منذ جذورها حتى الآن، إلّا أننا قد نتمكن من إحصاء بعض مميزاتها كإمكانية توفير مساحات متوازنة أكثر، القدرة على تقديم خدمات وأخبار بأكبر شكل ممكن كتطبيقات فيسبوك وإنستاغرام على سبيل المثال، وملاءمتها مع البيئة التي تعيش بها مثل الغرف المكتبية أو المنزلية على حدٍ سواء،


إضافةً إلى سهولة التعامل البرمجي معها لما تعتمده الأدوات البرمجية من آلية ترجمة للأوامر وكيفية عرض المعلومات رغم أننا نحن من حددنا توجهاتها وآلية عملها مسبقاً.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


على ما يبدو أنني لست الوحيد من مللت من هذه الآلية في التعامل مع التقنيات التكنولوجية اليوم، فمنذ عقود طويلة مضت لوّح أحد أكبر أعلام السينما العالمية عام 1930 الروسي “سيرجي أيزينشتاين” بأسفه الكبير حول توجهات السينما وأفقها السلبي بآلية العرض، وقد أراد أن يوجه السينما من جديد إلى إصدار أفلام بإطارات مربعة فقط لإحداث بعض الفوارق والتغييرات التي سئم الكثير حسب اعتقادي سلبية تقدمها.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


اليوم وبعد انتظار طويل ظهرت أولى علامات ثورة التغيير في عالم التكنولوجيا المستطيلة ليخرج “Runcible Circular Mobile” أول هواتف دائرية الشكل على الإطلاق على أيدي ثلاثة من المطورين ضمن شركة Monohm الحديثة في عالم الابتكار التكنولوجي والتي ظهرت بذلك الابتكار لأول مرة ضمن مجريات معرض برشلونا للابتكارات المحمولة MWC.


على الرغم من ضيق الخدمات التي تقدمها هذه التقنية الحديثة إلّا أنها بكل تأكيد قد افتتحت البوابة التي لطالما انتظرناها في عالم التطور الرقمي.


تظهر أداة Runcible كساعة ذكية أو أداه المهام الصغيرة أكثر من كونها هاتف ذكي ليخوض الصراع التكنولوجي الحاضر، فمع المظهر المفاجئ الذي يحمله هذا الابتكار تقدم شاشته دائرية الشكل مجموعة من الخدمات والتطبيقات البسيطة التي تساعدك في أعمالك اليومية كتصفح سريع لآخر مستجدات حساباتك الاجتماعية، إمكانية التصوير عبر كاميرته الخاصة بمنظور جديد، مجموعة من الأدوات البسيطة كالبوصلة، الخرائط، أحوال الطقس، بجانب الوقت والتاريخ الذي يظهر كأحد ساعات العصور الوسطى بلمسة تقنية مميزة.


هل هذا ما كنا ننتظره من التغيير؟ بالطبع لا، مازالت هذه التقنية تخطو خطواتها الأولى في عالم التكنولوجيا الكبير، إضافةً إلى أنها تمت على أيدي شركة ناشئة بميزانيات متواضعة، خصوصاً أن نظام التشغيل الخاص بها والتطبيقات التي تدعمها قد تمت أيضاً بتصاميم مخصصة لتتناسب مع الهيكلية الجديد، كل هذا قد يشكل العديد من العقبات بوجه الظهور الأول لهذه الساعة/ الهاتف الذكي.


لذلك فلن نتمكن من الحكم على مستوى التغيير وفائدته إلّا بعد فترة إضافية تظهر أبعد الحدود التي ستتمكن منها هذه الشركة قبل ظهور منافسيها الشرسين مثل آبل وغيرها من الشركات المسيطرة على السوق العالمية اليوم.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


على ما يبدو أن مجرد ظهور هذه الفكرة إلى العلن قد حرك الكثير من الرؤوس الكبيرة في عالم التكنولوجيا لتظهر بعض النتائج التي تدعم الفكرة الأصلية، فمع ساعة آندرويد الجديدة، أنظمة غوغل الداعمة للساعات الدائرية الذكية، وبعض الأدوات التي بدت تظهر بتصاميم مشابها والتي تركز معظمها على الساعات الذكية مثل LG و Motorola فعلى ما يبدو أن الجدوى الاقتصادية والتكنولوجية لهذه الشركات الضخمة قد أفلحت برصد الكثير من التطورات القادمة عبر هذه الآلية الجديدة.


لماذا لا نملك هواتف دائرية الشكل؟ أو بالأصح لم تتبع هذه التكنولوجيا شكلاً تقليدياً واحداً؟


قد نرى في الأيام القريبة القادمة كثيراً من هذه الأفكار المشابه والخدمات التي لم تشهدها الساحة الرقمية من قبل، إلّا أن الحكم على نجاحها قد يتطلب الكثير من الوقت للحكم بشكل منصف، ولكنها بالتأكيد سوف توجه أنظارنا إلى طريق جديد يظهر أخيراً بعضاً من التغييرات الجذرية في عالم التكنولوجيا المرئية، فليس بالضرورة أن تعجب بتلفاز بيضوي الشكل، إلّا أن هذه الساعة قد تجذب انتباهي بشكل كبير في نسختها القادمة.



إن أعجبتك الفكرة أو المبدأ بشكل عام يرجى التصويت وإدلاء رأيك الشخصي بتقدم هذا العصر الجديد، وإن كان رأيك مخالفاً لهذا التغيير فقد نتمكن أيضاً من مناقشة وجهات النظر الخاصة بنا عبر البلوغ التالي.