الإيمان والعلم
الإيمان
الإيمان لفظٌ واسع الاستخدام، إلّا أنّ دلالته تختلف باختلاف موضعه، وإن تقاربت تلك الدلالات، والدلالة الأكثر انشاراً ارتباطها بالدِّين، وإن اختلفت العقائد، كما أنّ الإيمان يرتبط بالعلم، فلا يُمكن نَفْي العلاقة بينهما، إذ إنّ كلّاً منهما يتحدّث عن الخالق، والكون، والإنسان، ولكلٍّ من ذلك دليلاً يؤيّده.
العلم
ورد العلم في القرآن بمعانٍ عدّةٍ؛ الأوّل: العلم المكتسب؛ وهو: العلم الذي يقوم على الفِطرة التي خُلق عليها الإنسان، مثل: اليقين الجازم بوجودٍ خالقٍ واحدٍ للكون، والثاني: العلم القائم على التجارب الحسيّة، ممّا يراه الإنسان ويتفكّر فيه من الطبيعة والكون والمخلوقات، والثالث: العلم عن طريق الوحي للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فلا علاقة له بالعقل أو الحواس الخمس؛ بل هو من علم الله -تعالى- يرسله بواسطة الوحي إلى قلب أنبيائه، بالعديد من الحقائق، منها: الغيبية، كأحداث يوم القيامة، والحساب، والحشر، والجنّة، والنّار، وأخبار الأُمم السابقة، وأخبار المستقبل، وبذلك فإنّ الدِّين السليم هو العلم، إذ بعث الله الأنبياء -عليهم السلام- لإخبار الناس بوجود خالقٍ، وتعليمهم الأُمور التي توصل إلى الطريق الصحيح، وإخبارهم أنّ الحياة الدُّنيا زائلةٌ، وأنّ كلّ عبدٍ سُيحاسب على ما قدّم من أعمالٍ.
العلاقة بين الإيمان والعلم
العلم والدِّين لا يتعارضان؛ فإنّ الدِّين جاء موافقاً لِما خلق الله عليه الخَلْق من الفطرة والعقل السليم، كما جاء مهتمّاً بإخبار البشر بما يلزمهم من الغيبيات ممّا لا تستطيع عقولهم الوصول إليه، أمّا العلوم الأخرى فترك للعقل المجال لبحثها معتمداً في ذلك على الواقع والحقيقة، إذ قال ابن القيّم -رحمه الله-: "الرُّسل -صلوات الله وسلامه عليهم- لم يخبروا بما تُحيله العقول، وتقطع باستحالته، بل أخبارهم قسمان؛ ما تشهد به العقول والفِطرة، وما لا تُدركه العقول بمجرّدها، كالغيوب التي أخبروا بها عن تفصيل البرزخ واليوم الآخر، وتفاصيل الثواب والعقاب، ولا يكون خبرهم مُحالاً في العقول أصلاً، وكلّ خبرٍ يظن أنّ العقل يُحيله، فلا يخلو من أحد أمرين: إمّا أن يكون الخبر كذباً عليهم، أو يكون ذلك العقل فاسداً"،
اهتمام الإسلام بالعلم
اهتمّ الإسلام بالعلم والعلماء، وقد حثّ الإسلام المسلمين على طلب العلم، وأكّد على أهمية التعلّم والتعليم، ومما يدلّ على ذلك أنّ أوّل الآيات نزولاً كانت قَوْله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،
وممّا يدلّ على اهتمام الإسلام بالعلم؛ ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ)،
المراجع
- 2 - يوسف السويدي (2000)، <i> " الإسلام والعلم التجريبي " , (الطبعة الثانية)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 13-15 , يوسف السويدي (2000)، .
- 3 - لا يمكن للدين الحق أن يخالف العقل , www.islamweb.net , 1-8-2002، 25-8-2020. بتصرّف. .
- 4 - عبد الرشيد سالم , (الطبعة الثالثة)، صفحة 72-74 , طرق تدريس التربية الإسلامي .
- 5 - عائض القرني، <i> " دروس الشيخ عائض القرني " , ، صفحة 19، جزء 205 , عائض القرني، .
- 6 - سورة الروم، آية: 56. .
- 7 - محمد الطاهر بن عاشور (1984)، <i> " التحرير والتنوير " , ، تونس: الدار التونسية، صفحة 131، جزء 21 , محمد الطاهر بن عاشور (1984)، .
- 8 - سورة العلق، آية: 1. .
- 9 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح. .
- 10 - عبد الرحمن حسن حبنكة، <i> " الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم " , (الطبعة الاولى)، دمشق: القلم، صفحة 327-328، 379-380 , عبد الرحمن حسن حبنكة، .
- 13 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3914، صحيح. .
- 14 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 6297، صحيح. .
- 15 - مجموعة من المؤلفين، <i> " مجلة الجامعة الإسلامية " , ، صفحة 123، جزء 8 , مجموعة من المؤلفين، .
- 16 - سورة فاطر، آية: 28. .
- 17 - سورة البقرة، آية: 247. .