قُبح العقوق
إنّ من تمام الأخلاق التي جاء الإسلام منادياً بها، الوفاء لأهل الفضل والإحسان، والله تعالى بدأ بنفسه فقال: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)،
كفارة من أغضب والديه
لا شكّ أن من أغضب والديه قد أصاب ذنباً عظيماً، بل فإنّه قد اقترف أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله، وهذا إثمٌ عظيمٌ يحتاج صاحبه إلى ما يكفّر ذنبه حاجةً ملحّةً، وقد ورد عن علماء الفقه أنّ الكبائر لا تُمحى بالأعمال الصالحة، بل يحتاج صاحبها إلى توبةٍ نصوحٍ يحقّق شروطها حتّى يقبله الله تعالى،
- الإخلاص لله تعالى أوّلاً في تحقيق هذه التوبة.
- الإقلاع عن الذنب، وتركه نهائياً.
- العزم على عدم العودة إليه مُجدّداً.
- الندم، والتحسّر على إتيانه.
- أن تكون التوبة قبل وصول العبد إلى حالة الغرغرة قُبيل الموت.
- ردّ المظالم إلى أهلها إن كان هناك مستحقّات في ذمّته لأحدٍ ما، ويؤخذ من هذا القول أن يسترضي المرء والديه إن كانا على قيد الحياة.
- الدعاء لهما: فقد ذُكر الدعاء للوالدين في القرآن والسنة، قال النبي عليه السلام: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلّا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)،
[11] وفي حديثٍ آخرٍ يقول النبي عليه السلام: (إنَّ اللهَ لَيرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ، فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذه؟ فيقولُ: باستغفارِ ولدِكَ لكَ).[12] - تأدية بعض الأعمال الصالحة التي يصل ثوابها لهما: وقد ذكر العلماء بعض هذه الأعمال، ومنها: العمرة، والحجّ والصدقة، وإرجاع الأمانات التي كانت عليهما إلى أهلها، واسترضاء أهل المظلمة إن كانا قد أتيا شيئاً من ذلك.
- إكرام وصلة أصدقائهما وأهل ودّهما: ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صلةُ الرجلِ أهلَ وُدِّ أبيه، بعد أن يُولِّيَ).
[13]
مظاهر عقوق الوالدين
هناك أفعالٌ كثيرةٌ قد تصدر من الابن تجاه والديه، تصنّف على أنّها عقوقٌ، فيجب الحذر منها، فمن هذه المظاهر عقوق الوالدين ما يأتي:
- عدم الاجتهاد في إبرار قسمهما، مع القدرة على إنفاده.
- عدم الاجتهاد في عموم طاعتهما، والإحسان إليهما، والسعي لرضاهما.
- خيانتهما على ما ائتمنانه عليه.
- سبّهما، وشتمهما، والسخرية منهما بتصريحٍ، أو تمليحٍ.
- المشاركة في الجهاد الكفائيّ، دون أخذ إذنهما.
- تركهما، والغياب الطويل عنهما، دون سببٍ مبررٍ لهذا الغياب، كالعمل الصالح، أو تحصيل علمٍ نافعٍ.
- التضجّر، واستثقال أوامرهما.
- إظهار قلّة الاحترام لهما، والاستخفاف بهما.
- الامتناع عن النفقة عليهما مع حاجتهما لذلك.
- العبوس في وجههما، وعدم البشاشة، والطلاقة أمامهما.
- عدم صلتهما، والتواصل مع أقاربهما.
- التقصير في الدعاء لهما أحياءً، وفي الاستغفار لهما أمواتاً.
المراجع
- 1 - سورة التوبة، آية: 111. .
- 2 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2653، صحيح. .
- 3 - شؤم العقوق , www.alukah.net , 2018-11-4. بتصرّف. .
- 4 - رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمرو بن مرة، الصفحة أو الرقم: 2515، صحيح. .
- 5 - رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1120، إسناده صحيح على شرط مسلم. .
- 6 - سورة لقمان، آية: 15. .
- 7 - كفارة عقوق الوالدين , www.fatwa.islamweb.net , 2018-11-4. بتصرّف. .
- 8 - سورة الزمر، آية: 53. .
- 9 - أساء لأبويه، وندم على ذلك بعد وفاتهما، فكيف يصنع؟ , www.islamqa.info , 2018-11-4. بتصرّف. .
- 10 - خمسة شروط للتوبة الصادقة , www.fatwa.islamweb.net , 2018-11-4. بتصرّف. .
- 11 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631، صحيح. .
- 12 - رواه ابن كثير، في نهاية البداية والنهاية، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/340، إسناده صحيح وله شاهد في صحيح مسلم . .
- 13 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2552 ، صحيح. .
- 14 - عقوق الوالدين , www.ar.islamway.net , 2018-11-4. بتصرّف. .