علاقة الشيطان بالإنسان
يجهل الكثير من الناس طبيعة العلاقة بينهم وبين الشيطان، مما يجعل الناس مخطئين في تشخيص بعض الأحداث التي تحصل معهم، كما أنّ الكثير من الناس يجهلون كيد الشيطان وبغضه للإنسان، فيأمل البعض منهم التخلّص من العلاقة التي تربطه بالشيطان، إلا أنّ الله تعالى أراد استمرارها ودوامها، حيث قال الله تعالى: (قالَ فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ)،
الوسواس الخناس
يشكو الكثير من الناس من مرض الوسوسة الذي يعد من عمل الشيطان، فالكثير قد يشكّ في طهارته، أو في طهارة ملابسه، وقد يتصوّر البعض أنّ الصلاة أمر ثقيل جداً، مما يجعله يسعى للتخلّص منه، وتطلق الوسوسة على ما يلقيه الشيطان في قلب الإنسان من أفكار، وحديثُ للنّفس، ويطلق مصطلح الموسوس على الإنسان الذي تصيبه الوساوس، أما ما يقع في النفس من فعل الشر لا الخير فيُطلق عيله الوسواس، ومن الجدير بالذكر أنّ أول وسوسة كانت لآدم وحواء عليهما السلام، لذلك فإنّ الله تعالى أمر عباده بالاستعاذة من الوسواس الخناس، حيث قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَـهِ النَّاسِ*مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
التخلّص من وسوسة الشيطان
أرشد النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين إلى عدّة طرقٍ للتخلّص من الشيطان ووسوسته وطرده، وفيما يأتي بيان البعض منها:
- تضييع فرصة الشيطان، وذلك بالحرص والمداومة على الوضوء، والصلاة، وذكر الله تعالى، فالشيطان يحاول عدّة محاولات لجعل نفس الإنسان نفساً خبيثةً، وذلك من خلال عُقَدٍ يعقدها على قافية رأس الإنسان.
- طرد الشيطان وتجويعه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اللهَ عند دخولِه وعند طعامِه ، قال الشيطانُ : لا مَبيتَ لكم ولا عشاءَ . وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخولِه ، قال الشيطانُ : أدركتُم المَبيتَ . وإذا لم يذكر اللهَ عند طعامِه ، قال : أدركتُم المَبيتَ والعَشاءَ)،
[13] إي يمكن للإنسان منع إبليس من دخول البيت والتناول من الطعام بذكر الله تعالى، فالشيطان يأكل من الطعام الذي لم يُذكر اسم الله عليه. - حفظ العورات وصونها، فالشيطان وأتباعه يتتبّعون العورات لأنّ نفوسهم قذرة وسخة، حيث نزع عن آدم وحواء لباسهما وهما في الجنة، كما أنه ينزع لباس التقوى من النفوس، واللباس الذي يستر الجسد.
- الاحتراز من الشيطان ووقاية النفس منه، وذلك بالعديد من الأذكار التي حثّ عليها النبي عليه الصلاة والسلام.
- اللجوء إلى الله تعالى والاستعاذة منه من الشيطان الرجيم، حيث قال الله سبحانه: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،
[14] وقال ابن كثير مفسّراً الآية السابقة: (ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم، أنْ يَضُرَّني في ديني أو دنياي، أو يَصُدَّني عن فِعلِ ما أُمرت به، أو يَحُثَّني على فِعلِ ما نُهيت عنه).
المراجع
- 1 - سورة الأعراف، آية: 16-17. .
- 2 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن صفية بنت حيي، الصفحة أو الرقم: 2038، صحيح. .
- 3 - سورة النساء، آية: 76. .
- 4 - علاقة الشيطان بالإنسان , www.alukah.net , 29-10-2018. بتصرّف. .
- 5 - سورة الناس، آية: 1-6. .
- 6 - رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221 ، صحيح. .
- 7 - تحذير الناس من وسوسة الوسواس الخناس , www.alukah.net , 29-10-2018. بتصرّف. .
- 8 - رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن مغفل، الصفحة أو الرقم: 27، صحيح. .
- 9 - رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 775، صحيح. .
- 10 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2812، صحيح. .
- 11 - سورة البقرة، آية: 268. .
- 12 - مكافحة الشياطين , www.alukah.net , 29-10-2018. بتصرّف. .
- 13 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2018، صحيح. .
- 14 - سورة فصلت، آية: 36. .