ما هو مفهوم الحداثة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-05-10
ما هو مفهوم الحداثة

ما هو مفهوم الحداثة الذي ظهر في أعقاب عصر التنوير في أوروبا بعد انتهاء العصور الوسطى ، وظهور عصر النهضة الأوروبية ، وما موقف الفكر العربي من الحداثة ، ومفهومه الخاص بها .

مفهوم الحداثة

مفهوم الحداثة هو التخصص الأبرز بين تخصصات علم الاجتماع ، والذي نشأ في القرن التاسع عشر ليتناسب مع المجتمعات كصورة جديدة من صور الوجود البشري .ومن النقاط الأبرز في مناقشات الحداثة في علم الاجتماع هي كيفية تشكيل النظام الاجتماعي ، والنظام السياسي في ظل الاغتراب ، وما هو شكل إنتاج المعرفة الذي يتعلق بهذا النظام ، وما هي الطريقة المناسبة للتمكن من فهم الذاتية الحديثة ، وأيضًا فهم التوجه الأخلاقي في هذه المجتمعات بهذه الظروف ، وما يتعلق بها من تقليل الوجود البشري .اعتمد علم الاجتماع خلال بحثه التناقضي بشأن المحتوى الاجتماعي الخاص بالظروف الحديثة على المجتمع في قضايا مُحددة مثل الاغتراب ، والشذوذ ، وخيبة الأمل على عدد من أهم علماء الاجتماع وهم كارل ماركس ، إيميل دوكايم ، وماكس ويبر “فيبير ” .وعلى هذا ، ونتيجة للبحث الاجتماعي للحداثة ، والدراسة من ناحية مجال الأنثربولوجيا المقارنة للتحديث ؛ قد توفر لدى علم الاجتماع تعبيرين متعلقين بالاختلاف الاجتماعي السياسي ، والزمني ، والجغرافي الثقافي ، وعلى هذا فإن محاولة الربط بين الاختلاف الزمني ، والاختلاف الجغرافي الثقافي مع شرح محاولة الربط تُمثل تحديًا أساسيًا لمفهوم الحداثة ، والتحديث .تهتم الحداثة بحالة ما من الوجود الاجتماعي تختلف بشكل كامل عن كافة التجارب الإنسانية .[1]

الحداثة في الفكر الغربي

الحداثة هي أحد الظواهر الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية التي بدأت تظهر بشكل تدريجي بعد العصور الوسطى ، ومن ثم بأت تظهر قيم عصر التنوير التي تهدف إلى التقدم عن طريق العقل والعلم ، واستخدام التكنولوجيا ، وانتشار هذه القيم في أوروبا .وهناك فرق بين كل من مصطلح الحداثة ، ومصطلح العصر الحديث ، ومصطلح التحديث ، وبالرغم من ذلك فهذه المصطلحات مترابطة ، وهامة فالتراجع ، والاضمحلال الذي كان في أوروبا بعد ضعف الكنيسة ، والمؤسسات الأخرى للدولة في العصور الوسطى كان من أهم الأسباب التي أدت إلى الحاجة لنظام حديث يتم استبداله بالنظام القديم .الحداثة لا تتمثل ففي التكنولوجيا المتقدمة ، أو الفن الذي تُنتجه الدول ، أو الأنواع المختلفة للاتجاهات الحديثة ، وما إلى ذلك ، ولكن الحداثة تُمثل النقلة النوعية الحادثة في التفكير الإنساني ، والحادثة أيضًا في العلاقات البشرية ، والتي نتج عنها ظهور العلوم الحديثة ، والتكنولوجيا ، والمذاهب المختلفة للاقتصاد ، والقومية ، والصناعة في المجتمعات الغربية ، مثل الرأسمالية ، وما إلى ذلك .[3]

مفهوم الحداثة لغة واصطلاحا

  • مفهوم الحداثة لغةً
  • تم اشتقاق لفظة ” حداثة ” من الفعل الثلاثي ” حدث ” الذي يعني ” وقع ” .حدث الشيء ، ويحدث حدوثًا ، وحداثةً ؛ فهو حديث ، ومحدث ، والشيء المحدث هو الشيء الجديد .من التعريفات الأبرز للحداثة أنها شرط مختلف من شروط الوجود الاجتماعي ؛ حيث يختلف بشكل كبير عن كافة التجارب الإنسانية ، كما أن الحداثة تُعبر عن العملية التي تعمل على الانتقال من المجتمع التقليدي أو المجتمع البدائي ، إلى المجتمع الحديث .
  • في اللغة الفرنسية
  • تعني كلمة حديث في اللغة الفرنسية لفظة ” moderne ” ، وهي لفظة مشتقة من كلمة ” modernus ” ، وقد ظهرت هذه الكلمة في القرن السادس الميلادي ، وتم استعماله بشكل كبير في القرن العاشر في مجالات الفلسفة ، والدين ، وتُستخدم هذه الكلمة بمعنى الحرية ، والانفتاح الفكري .

    الحداثة في العالم العربي

    هو مصطلح تنتمي إليه جميع المجالات المعرفية من الاقتصاد ، والدين ، والسياسة ، والعلوم ، والأدب ، والفنون ، وما إلى ذلك ؛ حيث ينبثق مصطلح الحداثة في الأصل من تحديد مدلولاته الخاصة .وعلى هذا فإن الحداثة لا يُعد مصطلحًا سياسيًا ، أو سيسيولوجيًا ، أو تاريخيًا ، ولكنها أحد أبرز معالم الحضارة ، وهي تتعارض ما التقليد ، ولها القدرة على السيطرة ، وفرض ذاتها أما جميع العوامل ، والتنوعات الرمزية ، والجغرافية للثقافات التي تطرأ عليها الحداثة ، وتكون وحدة متجانسة عالمية ، ويشمل مفهومها أيضًا التطور التاريخي الكامل .وتُعد الحداثة ثورة على التراث ، والتقليد ، ومن أشهر الآراء التي ترى ذلك هو رأي عالم الاجتماع الألماني يورجن هابرماس :  ” إن الحداثة تعبيرًا دائمًا عن وعي عصر ما ، يُحدد نفسه ، ويفهم ذاته  ؛ نتيجة للانتقال من القديم إلى الحديث ” .فالتقليد تتمثل مهمته في الحفاظ على الماضي ، والتراث ، والعادات ، ولكن الحداثة تهتم بإنشاء كل ما هو جديد، ويكون هدفها الأساسي هو التقدم دون النظر إلى الماضي وأحداثه ، وما يتعلق به ، وعلى هذا تكون الحداثة حالة ثورية اجتماعية تقدمية ، ومتفتحة إلى أعلى درجة من التكامل ، والاختلاف في جميع مجالات الوجود البشري .أهم الأهداف التي تسعى إليها الحداثة هو التغير الذي يعتمد على القيم الجديدة تكون بديلة للتقاليد التي توارثتها المجتمعات ؛ الأمر أطلق البحث الإنساني ؛ فهي تبعد رتابة الأمور ، وتحتفظ الإبداع والأخلاق ، وتعمل على إنتاج قيم أخلاقية ، معرفية جديدة مع الاهتمام بالفرد ، ومستقبله .الحداثة هي التجديد ، وخوض المغامرة ، والاتجاه إلى المستقبل دون التقيد بماهية الماضي ، والحاضر ، ولا يعني ذلك الهروب من الحاضر الذي نشهده ، ولكن الحداثة تُؤكد على الحاضر ؛ فالإبداع لا يحدث إلى في لحظات الحاضر ؛ فالحاضر يُمثل الأرض التي يُبنى عليها المستقبل ، وبدون استغلاله لا يُمكن بناء المستقبل .

    الحداثة في الفكر العربي

    تختلف الحداثة من عصر إلى آخر ، ومن مجتمع إلى آخر ؛ فليس هناك حداثة ثابتة ومُوحدة وعالمية لجميع الظروف المختلفة في كافة المجتمعات ؛ حيث أن الحداثة في القارة الأوروبية تختلف عن الحداثة في اليابان ، وتختلف عن الحادثة الواقعة في أي دولة أخرى ، وقد وصل الأمر في بعض المجتمعات إلى ” مرحلة ما بعد الحداثة ” التي ظهرت في أوروبا .فهي تعني اتباع مستحدثات العصر ، ومناهجه الخاصة المتبعة في تفسير تراث المجتمع ، ويكون التحديث الذي تهدف إليه هو تطوير التراث من تلقاء نفسه ؛ مما يعني أن الحداثة تتمثل إمكانية التراث على التواجد باختلاف العصر .

    مفهوم ما بعد الحداثة

    هي المرحلة التي ظهرت في اوروبا ، وهي المرحلة التي تخطت مرحلة الحداثة ، وذلك انطلاقًا من الفكر بانتهاء الحداثة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ؛ وذلك باعتمارها المرحلة الفكرية التي نشأت في نهايات ” عصر التنوير ” الذي كان في العصر الثامن عشر ، حيث نشأ عصر التنوير في أعقاب ” عصر النهضة الأوروبية ” في القرن السادس عشر الميلادي ؛ وعلى هذا لا تهدف الحداثة ” لتحقيق الحداثة ذاتها ” ، وإنما تُمهد المجتمعات لما بعدها ، ونشر الثقافة التي تنتج منها ؛ فالحداثة تهدف إلى التحديث المستمر الذي لا ينقطع .[2]