ما هي السهول القاعية المنبسطة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-19
ما هي السهول القاعية المنبسطة

ترتبط السهول عادة بمخيلاتنا بالمراعي المنبسطة اللامتناهية، المروج الخضراء، الأراضي العشبية… إلا أن هناك نوعًا آخر من السهول مختلف تمامًا عن كل ما سبق يقبع تحت الماء في قاع المحيطات والذي يُعرف بالسهول القاعية المنبسطة. فلنتعرف عليه سويةً في هذا المقال

تعريف السهول القاعية المنبسطة

السهول القاعية المنبسطة (Abyssal Plains) هي أجزاء متسعة ومسطحة من قاع المحيط، مُغطاة بالرسوبيات، تقع على أعماق تزيد عن 6500 قدم (2000 م) تحت مستوى سطح البحر، توجد تحتها قشرة محيطية تتكون أساسًا من الصخور البازلتية داكنة اللون والغنية بسيليكات الحديد والمغنزيوم، تغطيها طبقات من الرواسب المتكونة بفعل تيارات العكر والتي تحدث نتيجة الزلازل أو الانهيارات الأرضية تحت سطح البحر، وتكون مُحملة بكميات كبيرة من الرواسب وبذلك هي أشد كثافة من مياه المحيط المحيطة، و تُنقل منالمنحدرات القاريةباتجاه الأسفل نحو السهول القاعية، والتي تتغطى أيضًا ببقايا النباتات والحيوانات المائية التي هوت من سطح المحيط.[1]

كيفية تشكل السهل القاعي المنبسط

يرتبط تكوّن السهول القاعية المنبسطة بصورة مباشرة بحركة الصفائح التكتونية ؛ فعندما تبدأ الصفائح بالتحرك فإنها تسمح للصهارة بالارتفاع من الأسفل نحو الأعلى، لتبرد وتتصلب وتشكل قشرة محيطية جديدة، تُعاد هذه العملية مرارًا وتكرارًا، وبذلك تمتد وتأخذ هذه القشرة بالاتساع بمرور الوقت.تبدأ الرواسب بالتراكم في قاع المحيط من الطين والرماد البركاني والرمل والحصى والطمي، وكذلك المواد العضوية كالمواد النباتية وبقايا الكائنات الحية المتحللة والمواد العضوية المجهرية، كما قد تترسب أيضًا بعض المواد غير الطبيعية كالمواد الكيميائية، والحطام من السواحل القارية المجاورة. تتجمع هذه الرواسب في قاع المحيط وتغطيه، لتخلق سهولًا منبسطة أو قليلة الانحدار، متوسط سمكها حوالي 1 كم تقريبًا، ولعلّ هذا ما يفسر الزمن الطويل الذي يستغرقه تكون هذه السهول.

انتشار السهول القاعية المنبسطة

تغطي السهول القاعية حوالي 40% من قاع المحيطات، في حين تشغل التلال، والخنادق، والوديان، والصدوع، والسلاسل الجبلية المحيطية ما تبقى من القشرة المحيطية.تنتشر السهول القاعية بوفرة في المحيط الأطلسي حيث تشغل مساحات واسعة، وبصورة أقل في المحيط الهندي ، ولتغدو نادرة في المحيط الهادي حيث يمكن ملاحظتها في القاع الضيق والمتطاول للخنادق المحيطية أوعلى شكل أرضيات صغيرة مسطحة في قاع البحار الهامشية.من الأمثلة على السهول القاعية المنبسطة السهل القاعي الكولومبي والذي يقع على عمق 14260 قدم (4350 م) في جنوب ووسط البحر الكاريبي .[2]

عُقد المنغنيز

تنتشر العقد المتعددة الفلزات أو كما يشيع أن يُطلق عليها كرات أو عقد المنغنيز (Manganese Nodules) بكثرة في السهول القاعية المنبسطة على أعماق تتراوح بين 4000 و6500 م، وتتشكل نتيجة تراكم طبقات من الحديد وهيدروكسيدات المنغنيز حول جسيم مركزي (جزء من عظم أو قطعة صغيرة من صخرة، أو قشرة)، يتفاوت حجمها من بضع مليمترات إلى عشرات السنتيمترات، تنمو ببطء شديد بحيث لا يتجاوز بضع ملليمترات لكل مليون سنة، قد تكون مدفونة جزئيًا برسوبيات القاع. تحتوي على المنغنيز والحديد بشكل أساسي، بالإضافة إلى النيكل والنحاس والكوبالت بتراكيز جيدة، وآثار من المعادن الثمينة الأخرى كالموليبدينوم والعناصر الأرضية النادرة والليثيوم ذات الأهمية في الصناعات التقنية، والتكنولوجيا الخضراء.[3]تنتشر العقد متعددة الفلزات بوفرة في منطقة كلاريون كليبرتون (Clarion Clipperton Zone) (CCZ)، وفي الجزء الأوسط لحوض المحيط الهندي، جزر الكوك.تشير التقديرات أن منطقة صدع كلاريون كليبرتون تضم حوالي 21100 مليون طن متري جاف من العقد، التي من شأنها أن تنتج ما يقرب من 6000 مليون طن من المنغنيز والتي تفوق الاحتياطي الأرضي العالمي لهذا المعدن، كما تفوق أيضًا كمية النيكل والكوبالت في هذه العقد بمرتين إلى ثلاث مرات الاحتياطي الأرضي العالمي ، وتُقدر كمية النحاس الموجودة في عقد منطقة CCZ بحوالي 20% من الاحتياطي الأرضي العالمي.[4]

عُقد المنغنيز
كرات أو عقد المنغنيز (Manganese Nodules)

الحياة البحرية

تمّ التعرف على مجموعة متنوعة من الأحياء الدقيقة في السهول القاعية المنبسطة على الرغم من صعوبة مراقبتها نتيجة للأعماق السحيقة التي توجد عليها، وتضم حوالي 2000 نوع من البكتيريا و250 من الأوليات و500 نوع من اللافقاريات، تتغذى على الرسوبيات وتعيش مخبأة فيها، مما يُصعّب مهمة مراقبتها أكثر فأكثر، وبالكاد يمكن تتبعها من خلال تحديد مساراتها أو أنفاقها أو جحورها، في حين توجد بعض الأحياء التي يمكن رؤيتها تتحرك بحرية على سطح السهول القاعية، تتغذى أيضًا على الرسوبيات وتشمل أنواعًا من الديدان والرخويات و شوكيات الجلد كنجم البحر وخيار البحر والقنافذ وغيرها من الأنواع.[5]

الحياة البحرية
خيار البحر
تمتلك الأحياء في السهول القاعية المنبسطة وسائل خاصة للتكيف مع بيئتها في ظل الظروف غير العادية التي تعيش فيها عند هذه الأعماق السحيقة، وتكون معظم الحيوانات صغيرة الحجم، وعادةً ما تمتلك معدة كبيرة ومرنة وأفواه واسعة وذلك نظرًا لصعوبة الحصول على الطعام، فهي تعمد إلى ابتلاعه فور العثور عليه، وقد يعمد البعض لتخزين جزء منه، ريثما يتمكن من تأمين وجبته التالية والتي قد يستغرق إيجادها زمنًا طويلًا.من الأمثلة عليها سمكة الأفعى والتي تتميز بجمجمة مفصلية يمكنها الدوران نحو الأعلى حتى تتمكن من اقتناص الأسماك الكبيرة، ومعدة كبيرة الحجم تتيح له إمكانية تخزين كميات كبيرة من الطعام، ومجموعة من الأنياب الحادة لتمزيق فريستها.[6]
الحياة البحرية
سمكة الأفعى

المراجع