ما هي عاصمة السويد

دول  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:٢٨ ، ١١ فبراير ٢٠٢٠
ما هي عاصمة السويد

السويد

تعدُّ السويد (بالإنجليزية: Sweden) دولةً من دول القارة الأوروبية، وتقع في شمال القارة بين دولتي فنلندا والنرويج، وتطل على كل من بحر البلطيق، وخليج بوثنيه، ومضيق كاتيغات، وتحتل بحدودها مساحةً جغرافية تبلغ 450,295كم>2،[1] ويبلغ عدد سكان السويد 10 ملايين نسمة وهو ما يعادل 0.13% من إجمالي سكان العالم، ولعل أكثر ما يُميّزها هو الكثافة السكانية المنخفضة، وكثرة البحيرات، والغابات الشاسعة، والحدود الساحلية الطويلة، والتفاوت الكبير في حالات الطقس؛ فالنهار طويل والليل قصير خلال فصل الصيف، وعلى العكس من ذلك خلال فصل الشتاء، كما أن بعض المناطق السويدية الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية لا تشهد وجود الليل أبداً، في حين أن مناطق أقصى الجنوب مثل مدينة ستوكهولم تشهد ليالي قصيرة نسبياً.[2]

ستوكهولم عاصمة السويد

تُمثّل مدينة ستوكهولم العاصمة الاقتصادية، والثقافية، والإدارية لمملكة السويد،[3]، بالإضافة إلى أنها المدينة الأكبر في البلاد،[4] وأكثر العواصم اكتظاظاً بالسكان في منطقة شمال القارة الأوروبية، كما أنها تُعتبر المقر الرئيسي للمباني الرئاسية و الحكومية، مثل مبنى البرلمان، والمحاكم العليا، وقصر ملك السويد، ومنزل رئيس الوزراء،[5] وقصر ستوكهولم الذي يُعتبر المكان الذي يُمارس فيه الملك واجباته الرسمية،[6] وتعتبر ستوكهولم أيضاً مركزاً ثقافياً وتاريخياً مهماً،[5] حيث تضمُّ العديد من المعالم الثقافية مثل المتحف البحري فاسا، كما أنها تحتضن أنشطة مميزة مثل حفل جائزة نوبل السنوي، وتشتهر العاصمة عالمياً باهتمامها في مجال النقل والطاقة المتجددة،[7] وتجدر الإشارة إلى أن اقتصادها أصبح واحداً من أكثر الاقتصادات إنتاجية على مُستوى العالم، ويعود السبب في ذلك إلى خلق قوى عاملة على قدر كافي من التقنية والعلم، وتأمين وجود بنية تحتية حديثة، وشركات وجامعات متطورّة ومتقدمة.[8]

أصل تسمية ستوكهولم

ظهر اسم ستوكهولم لأول مرة في عام 1252م، وهناك العديد من الروايات حول سبب تسمية مدينة ستوكهولم بذلك؛ ومنها أن اسم المدينة مستمد من كلمة ستوك (بالإنجليزية: Stock) والمأخوذة من الكلمة السويدية ستوكر (بالسويدية: Stokker)، والتي تعني أعمدة الحطب، وتم إضافة كلمة هولم (بالإنجليزية: Holm) أي الجزيرة الصغيرة، وتشير رواية أخرى إلى أن سبب التسمية يرجع إلى أن سكان ستوكهولم استخدموا الأعمدة لتحديد المعالم المهمّة كالأسواق والحدود، وهو ما يتشابه مع مدينة البندقية؛ فقد وصف الكاتب يعقوب زيجلر في كتابه "شونديا" مدينة ستوكهولم بكثرة أعمدة الحطب وأنها تشبه البندقية، وقد حصل الكاتب على هذا الوصف من سكان سويديين التقى بهم خلال رحلاته، وتشير إحدى الروايات إلى أن ستوكهولم استخدمت أعمدة الحطب لقطع طرق الشحن إلى الأرخبيل؛ لمنع السفن الأخرى من الدخول، أو لفرض الرسوم على زوار المدينة، وبالتالي جاءت تسمية المدينة بستوكهولم دلالة على استخدام هذه الأعمدة.[9]

تاريخ ستوكهولم

شهدت المنطقة التي تقع عليها مدينة ستوكهولم اليوم وجود البشر منذ الفترة اللاحقة للعصر الجليدي ب8,000 عام، لكنها لم تشهد استقراراً فعلياً؛ بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، حيث توجه الناس نحو المناطق الجنوبية الأكثر دفئاً، وفي عام 1000م قام شعب الفايكنج بإنشاء مدينة ستوكهولم القديمة في المنطقة الواقعة بين بحر البلطيق وبحيرة مالارين، وبدأت المدينة بتجارة الحديد، وظهر اسمها في سجلات التاريخ لأول مرة في عام 1252م، ومع تعرّض المدينة للغزوات تم تأسيسها لتكون محصّنة ضد هذه الغزوات، وظهرت مدينة ستوكهولم بشكلها الحالي في القرن الثالث عشر على الجزيرة الوسطى، وارتبطت بالمدن المجاورة ثقافياً واقتصادياً بفضل التجارة عبر بحر البلطيق.[6]

أصبحت ستوكهولم بعد منتصف القرن الثالث عشر واحدةً من المراكز التجارية المهمة التابعة للرابطة الهانزية (بالإنجليزية: The Hanseatic League)، وبقيت المدينة على ذلك حتى جاء غوستافوس الأول الذي قام بإنهاء سيطرة الهانزيين على التجارة، وجعل من ستوكهولم مركزاً لمملكته، وشهد عام 1436م إعلان ستوكهولم عاصمةً للسويد،[10] ثم ظهرت الحكومة السويدية الوطنية خلال القرن السادس عشر، واتخذ ملك البلاد من ستوكهولم مقراً له، وأصبحت المركز السياسي والاقتصادي لمملكة السويد؛ التي أصبحت قوة أوروبية كُبرى خلال القرن السابع عشر، كما ازداد عدد السكان خلال القرن الثامن عشر، واستمرت في التطوّر كواحدة من أهم المدن السويدية.[11]

جغرافية ستوكهولم

موقع ومساحة ستوكهولم


تقع مدينة ستوكهولم في مملكة السويد، وتحديداً على الساحل الجنوبي الأوسط للمملكة عند التقاء بحيرة مالارين وبحر البلطيق، وهي بذلك تتوسّط تقريباً منطقة الدول الاسكندنافية، وبالتالي فإن المسافة ليست بعيدة عن باقي المُدن الرئيسية في الجوار، كما أنه من السهل على الزوار والسياح زيارة مختلف المعالم السياحية والمناظر الطبيعية والأماكن الجذابة دون استخدام وسيلة نقل وبفترة زمنية قصيرة قد لا تتعدى اليوم الواحد،[12] ويعود السبب في ذلك إلى أن السويد مساحتها الجغرافية صغيرة نسبياً، حيث تحتل مساحة 6,490كم>2،[13] ويعدّ ثلثيّ هذه المساحة مسطحاتٍ وقنوات مائية، ومتنزهات ومساحات خضراء،[6] أما من الناحية الفلكية، فإن ستوكهولم تقع على خط طول 18.06، ودائرة عرض 59.33، وتتربّع على أرض بمتوسط ارتفاع يبلغ 28م عن مستوى سطح البحر.[14]

مناخ ستوكهولم


تتمتّع مدينة ستوكهولم بأجواءٍ باردة وغائمة خلال فصل الشتاء الطويل نسبياً، والذي يستمر من منتصف شهر تشرين الثاني حتى منتصف شهر آذار، وبمتوسط درجات حرارة يومية لا تتعدى 4.44°، ويعد الثامن من شهر شباط اليوم الأبرد خلال العام بمتوسط حرارة يتراوح بين -5.56° إلى 0°، أما فصل الصيف فهو معتدل عموماً وغائم جزئياً، ويستمر هذا الفصل من بداية شهر حزيران حتى بداية شهر أيلول، وتُسجل درجات الحرارة أعلى معدلاتها في الحادي والعشرين من شهر حزيران بمتوسط يتراوح ما بين 22.22° إلى 13.33°، وبشكلٍ عام تتراوح درجات الحرارة في ستوكهولم خلال العام بين -5.56° إلى 22.22°، ويسقط المطر على مدار العام في ستوكهولم، إلا أن معظم الأمطار تتساقط خلال 31 يوماً تكون حول السادس والعشرين من شهر حزيران، بمتوسط تراكم إجمالي يبلغ 55.9ملم ويشهد الثامن عشر من شهر شباط أقل هطول مطري بمتوسط 12.7ملم.[15]

طبيعة ستوكهولم


حظيت مدينة ستوكهولم بلقب أول عاصمة خضراء أوروبية عام 2010م بحسب المفوضية الأوروبية؛ فالمدينة عبارة عن متنزه مفتوح أمام الجميع، حيث تزخر بالحدائق المترابطة، والمساحات الخضراء، ومسارات المشي، وأماكن التنزه العامة، وقنوات المياه، وقد أتاحت هذه البيئة الجذابة الفرصة أمام سكان المدينة للاستماع بالمناظر الطبيعية، وممارسة مختلف الأنشطة في الطبيعية، وكمثال على ذلك تقوم العديد من المدارس بإعطاء الحصص والدروس في المساحات الخضراء على مقربة من النباتات والحيوانات التي وجدت من ستوكهولم بيئة خصبة لعيشها وتكاثرها.[16]

ديموغرافية ستوكهولم

تحظى مدينة ستوكهولم بنموٍ سكاني سريع وملحوظ، ويقطن المدينة ذاتها اليوم نحو 880 ألف نسمة، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم إلى مليون نسمة بحلول منتصف عام 2020م،[17] وقد أشارت الدراسات الإحصائية إلى أن نحو 27% من إجمالي سكان المدينة هم من المهاجرين أو من أصول غير سويدية، ويعيش مُعظمهم في ضواحي المدينة، كما أشارت الإحصائيات أيضاً إلى أن متوسط أعمار السكان الحالي يبلغ 38.8 سنة، وأن نحو 40% من إجمالي السكان هم بين الأعمار 20-44 سنة، أما اللغات المستخدمة في مدينة ستوكهولم فهي: السويدية، والفنلندية، والإنجليزية، والبوسنية، والعربية، والسريانية، والكردية، والفارسية، والهولندية، والتركية، والإسبانية، والكرواتية، والصربية.[18]

نظام الحكم في ستوكهولم

تعتبر بلدية ستوكهولم البلدية الأكبر في السويد، وهي تتيح لسكان المدينة العديد من الخدمات والأنشطة التي يتم تنفيذها بشكل مؤسسي أو إداري، ويُمثّل مجلس المدينة الهيئة العليا القادرة على صُنع القرار في ستوكهولم،[19] وتحظى هذه المدينة ببيئة سياسية وتنظيمية تُساهم في نجاح مختلف الأعمال والأنشطة التجارية، ويعود الفضل في ذلك إلى قوة الحكومة الإقليمية، وتمتعها بالحكم المالي الذاتي، بالإضافة إلى الشراكة الفعّالة بين المؤسسات الخاصة والمدنية والمؤسسات في القطاع العام، والتسهيلات المقدمة للشركات كتخفيض الضرائب، وتحقيق البيئة القانونية والتنظيمية.[20]

اقتصاد ستوكهولم

تتمتع ستوكهولم بقطاع اقتصادي ذو نمو متسارع؛ فقد بلغ متوسط ​​نمو الناتج المَحلي الإِجمالي في منطقة ستوكهولم بين عامي 2000م-2014م حوالي 2.9%، وهي تعدُّ من النسب الأعلى بين المُدن المنافسة، كما وصل معدّل النمو في الأيدي العاملة 1.1% منذ عام 2000م، وهي من هذه الناحية تحتل المرتبة الثالثة من بين المُدن العالمية المنافسة،[21] أما القطاعات الاقتصادية في ستوكهولم فتتمثل بقطاع الخدمات، وقطاع التصنيع؛ كالصناعات الإلكترونية التي تساهم بنحو 10% في إجمالي الأيدي العاملة،[22] وعلى الرغم من القوة الاقتصادية لمدينة ستوكهولم إلا أن الإنتاجية لم تنمو بالسرعة التي كانت عليها قبل عام 2010م، وبالتالي يتحتم علي الجهات المختصة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص تشجيع القدرة التنافسية، وجذب الاستثمارات التي تنهض باقتصاد المدينة.[21]

الصناعة والتجارة في ستوكهولم

تُعتبر مدينة ستوكهولم المركز الصناعي للسويد؛ فهي تساهم في العديد من الصناعات المهمة، مثل صناعة الكيماويات، والمعادن، والآلات، والورق، والطباعة، والمواد الغذائية،[4] ومعدات النقل، بالإضافة إلى الصناعات التي ترتكز على التكنولوجيا، والتي تُمثّل مقوّماً أساسياً من مقومات النمو الاقتصادي،[20] كما تُمثّل ستوكهولم ثاني أَكبر ميناء في البلاد بعد مدينة غوتنبرغ، والمركز التجاري في البلاد؛[4] فهي تحظى بقطاع تجاري قوي؛ إذ تصل مساهمة هذا القطاع إلى 46% من إجمالي الناتج المحلي، و 34% من إجمالي الوظائف والأيدي العاملة، وتمكّنت ستوكهولم بفضل قطاعاتها المتطورة من المساهمة في 28.8% من إجمالي صادرات البلاد، و 35.6% من إِجمالي تِجارة السِلع الوطنية.[20]

التعليم في ستوكهولم

تُبدي مدنية ستوكهولم اهتماماً كبيراً بقطاع التعليم لمواطنيها؛ حيث تتيح الخدمات التعليمية والتربوية من حضانات، ومراكز رعاية تابعة للبلدية أو لجهات خاصة لمن يقل عُمرهم عن خمس سنوات ويزيد عن سنة، ويكون ذلك لأبناء العاملين، أو الطلبة في الدراسات العُليا، أو حتى للأشخاص من الحالات الفردية المحتاجة، ويتم مراعات أن يكون مركز الرعاية أقرب ما يُمكن إلى منزل الطفل، بالإضافة إلى ذلك، منحت ستوكهولم فرصة التعليم الثانوي حتى سن العشرين مجاناً وبشكل اختياري، ويُمكن الالتحاق بالتعليم الثانوي العالي بشرط النجاح في مواد اللغة السويدية، والإنجليزية، والرياضيات خلال المرحلة الثانوية المدرسية.[23]

السياحة في ستوكهولم

يُمثّل قطاع السياحة أحد أهم القطاعات في مدينة ستوكهولم؛ فهي تُمثّل مركز سياحة يقصده الملايين من الزوار والسياح خاصةً من ألمانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والنرويج،[21] ويعود السبب في ذلك إلى مكانة المدينة كواحدة من أجمل المدن في العالم، بالإضافة إلى وجود أربعة عشر جزيرة خلابة، والعديد من المراكز الثقافية والمعالم التاريخية الجذابة،[24] ويبين الآتي أهم المعالم السياحية في ستوكهولم:[25]

  • متحف آبا (بالإنجليزية: ABBA: The Museum): يعدُّ مُتحفاً تَفاعلياً لِفرقة البوب الموسيقية السويدية آبا، وهي من الفرق الموسيقية الشهيرة، وتتميّز قاعة العرض الموسيقية بتصميمها الرائع، ويُعتبر هذا المتحف المعلم الأكثر جذباً في مدينة ستوكهولم.

  • القصر الملكي (بالإنجليزية: The Royal Palace): يُمثّل هذا القصر المقرَّ الرسمي لملك السويد، ويتم فتح بعض من مرافق القصر أمام الزوار والسياح، ومن هذه المرافق الشقق الملكية، والخزينة الملكية، ومتحف الآثار.

  • ملاهي جرونا لوند (بالسويدية: Gröna Lund): تعدُّ مساحةً رائعة للعب والتسلية، حيث يُمكن للزوار والسياح زيارة المطاعم، ومشاهدة الحفلات الموسيقية الصيفية، واللعب في الألعاب الكثيرة.

  • حديقة الألعاب الملكية (بالسويدية: Djurgården): تعتبر مساحةً خضراء، تضم العديد من المباني، والمطاعم، والمقاهي، والمسارات المخصصة للمشي، ومسارات الدراجات الهوائية، وغيرها من المرافق.

  • متحف نوبل (بالإنجليزية: Nobel Prize Museum): يعرض هذا المتحف تاريخ جوائز نوبل العالمية الشهيرة، وكل ما يتعلق بهذه الجوائز وفئاتها، بالإضافة إلى معارض الأزياء والفن.

الثقافة في ستوكهولم

تزخر ستوكهولم بالعديد من الأنشطة الثقافية، ومنها المسرحيات والحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والمسرحيات التمثيلية، بالإضافة إلى أنها تضمُّ العديد من المراكز الثقافية التي تُغني الثقافة في المدينة، حيث تضم ستوكهولم نحو 70 متحفاً، و 57 مسرحاً، ودار الأوبرا الملكية والباليه، و 96 داراً للسينما، و 66 كنيسة، و129 معرضاً فنياً، وغيرها من المرافق الثقافية.[26]

المراجع